لندن ـ سامر شهاب
لندن ـ سامر شهاب بدأت المباراة تقريبًا بمناسبة من مستويين على وسط الملعب، وكانت قمة الإثارة عند رؤية الدور قبل النهائي في ويمبلدون، لأنها مبارة لذيذة تمامًا في حد ذاتها، كما أن قوة وهجوم سابين ليزيكي تغلبا على التكتيكية ناعمة الملمس أنيسيزكا رادفانسكا، حيث فازت الألمانية 6/4،2/6، 9/7، وكانتا ساعتين و18 دقيقة من اللعب ذي الجودة العالية، والمنافسة البارعة علي الملاعب العشبية.وكانت مباراة تبقيك بكل بساطة على إطلاع دائم، ففي البداية تقدمت رادفانسكا 3/0 حتى الجولة الثالثة، فالمصنفة الرابعة بدت وكأنها استحوذت على ليزيكي في نهاية المطاف، كاسرة استحواذ الألمانية على البطولة خمس مرات متتالية، وتوريط منافستها في زوايا الملعب، وتغيير سرعتها في حدود الملعب. وعلى الرغم من أن ليزيكي بدأت ساخنة ثم بردت ثم عادت مرة أخرى لتسخن في المبارة ملهبة نفسها، كما لو كانت تلعب بشكل مذهل ضد سيرينا ويليامز، لتجد نفسها حاضرة في خدمة المباراة للمرة الثانية. وكما لو أنها قامت بتوجيه ضربة أمامية حاسمة لحجز مكان في نهائي، السبت، حتى انهارت ليزيكي مرة أخرى للخلف، قبل أن تبكي بغزارة وهي تلوح في جميع الزوايا الأربعة المُقدرة من منتصف الملعب. وقبل أن تبدأ مباراة النصف نهائي من بطولة ويمبلدون، كان دائمًا من المحتمل أن تكون المباراة واحدة من أكثر المبارايات تنافسًا بوضوح. رادفانسكا بالطبع هي حبيبتي الماهرة والدقيقة في رياضة التنس، فهي من الرياضيين الذين يتمتعون بقياس جسدي مثالي _ إنها تزن 56 كيلوغرامًا، وتقيم في شمال جوروجيا، والتي تبدو أنها تقدم ردًا علي لعبة القوة المهيمنة. لقد كانت تسير علي الملعب وسط هتافات الحشود والجماهير التي تفضلها، وتنظر بضعف وقلة حيلة ولكن غالبا ما كانت تقف جاربو بجوار ليزيكي، والتي يبلغ طولها 4 إنشات، ومفتولة العضلات بشكل ملحوظ، وتحمل اسمًا مستعارًا يُدعى "بوم-بوم"والمرحةـ"دوريس بيكر". فمن الصعب أن نتصور رياضيًا أقل عرضة ويحمل لقب بوم بوم في مواجهة الرقيقة رادفانسكا، والتي بدأت المباراة في المجموعة الأولى، وفي وقت مبكر من نقطة الافتتاح والتي سُجل لها بالفعل ترسانة من التسديدات والخدع عبر زوايا الملعب. لم تكن ليزيكي تفتقر للدقة ولكنها كانت قبل كل شيء لاعبة ثابتة ونظيفة، مع توقيت رائع على أرضية الملعب، وأمامية ثابتة، فليزيكي كانت لديها توقيت مبكر هائل في التسجيل، وتُقصر المسافة بين القدمين مع ضرب الكرة بقوة شديدة في بعض الأحيان حتي هزمت رادفانسكا في جولة 4/3 بعد 23 دقيقة وتحكمت بشكل رائع في مجموعة الافتتاح. وضربت ليزيكي كرتها مع مزيد من القوة وللمرة الأولى كان هناك شعور لرادفانسكا- مع مزيد من الضربات بالخسارة، ولها 72 ضربة ثانية للكرة، وبطريقة متزنة هاجمتها ليزيكي- فقد تجد رادفانسكا نفسها ببساطة خارج فورمة المباراة. وضربت ليزيكي الكرة خلال الجولة التي تقدمت فيها 5/4 بفارق نقطة واحدة عن رادفانسكا، وبعد 33 دقيقة من ضرب كرات التنس العالية كانت في منتصف الطريق إلى أول نهائي لها في البطولات الأربعة الكبرى. وتحسنت للتنصنيف الـ23 كما أنها ضربت الكرة بحب في اللعبة الأولى من الجولة الثانية، وكانت لها طاقة في جميع النواحي تُهدد باكتساح منافِستها رادفانسكا. ولكن ليس حتى الأن. وضربت رادفانسكا الكرة وهي مستقيمة الظهر، في خطوة أساسية لتجعل ليزيكي تضرب الكرة في وقت مبكر، مسددة الكرة في الأرضية لتهزم ليزيكي مرة أخرى 3/1. لذلك تعادلت بطلوع الروح في المجموعة الأولى، وفجأة سحقت ليزيكي مضربها لتحصل على النقاط، فجميع أحاسيسها اختفت فجأة من لعبتها. وبخطأين مزدوجين أعطت رادفانسكا بنجاح نقطة المجموعة الأولى، والتي أخذت من ليزيكي ضربة واسعة خلفية لها لتجعلها كلها جولة واحدة فقط. وعند هذه النقطة بدت المباراة مشتعلة، مستنتجين ضربات أساسية من وراء ظهرها، حيث تشتهر رادفانسكا بالتسديدات البارعة السريعة. وفشلت ليزيكي في الفوز بلعبة فردية خلال هذه الجولة وبدأت الثالثة من خلال إسقاط الكرة مرة أخرى لتفوز ليزيكي 2/0- وهكذا بدت - خطوة حاسمة تقربها الي الباب الدوار ال19. وبالرغم من أن ليزيكي كانت لديها الكثير من النشاط للهزيمة من دون قتال، إلا أنها قصمت ظهرها، والأكثر إثارة للدهشة أنها أخيرًا عقدت ضربة الكرة الخاصة بها، وفجأة، وبكل شؤم على رادفانسكا، كانت ضربتها الأولي أرجعتها للمنافسة، وارتفع مستوى المباراة مرة أخرى لتصل النتيجة لـ3/3، نشاطها وقوتها الدافعة أوصلتنا إلى الجولة الثالثة مرة أخرى مع الألمانية. ماريون بارتولي تنتظر في النهائي ليزيكي، التي قدمت في بعض الأوقات درجة عالية من الإثارة في التنس خلال الأسبوع الماضي، سيكون لها حظ أوفر للفوز بأول لقب لها في البطولات الأربع الكبرى.