أبو ظبي - صوت الامارات
صنعت جماهير فريق "العين" الحدث كعادتها. وفي مشهد معتاد تجاوزت دورها في دعم نجوم الفريق في مباراته التي فاز فيها بثلاثية مقابل هدف على الجيش القطري، لتصبح هذه الجماهير النجم الأول للمواجهة القارية، إنطلاقاً من مشاهد عدة من بينها 4 على وجه التحديد، تجعل جماهير "الزعيم" جديرة بالحصول على نجومية المباراة، أو الشراكة في قمة النجومية مع اللاعبين على الأقل.
المشهد الأول يتمثل في حضور أكثر من 15 ألف مشجع لم يتوقفوا عن دعم الفريق بكل قوة طوال زمن المباراة، وعلى الرغم من الأجواء الحارة فإن هذه الجماهير حرصت على الحضور إلى "ستاد هزاع بن زايد" متجاوزة متوسط نسبة الحضور الجماهيري للبطولة القارية خلال الموسم الجاري، والبالغ 12 ألفاً و700 مشجع.
ويحسب لجماهير العين وقوفها مع الفريق في الشوط الثاني الذي شهد تراجعاً نسبياً في الأداء وتسجيل الفريق القطري هدفاً قلص به الفارق، لتصبح النتيجة 2-1 للعين، وهي النتيجة الأسوأ في المباريات القارية، حيث كان يكفي الجيش هدف واحد بين جماهيره في حال انتهت المباراة بهذه النتيجة، للتأهل إلى النهائي، وتدارك نجوم الفريق العيناوي الموقف، وسجلوا هدفاً ثالثاً يجعلهم الأقرب لبلوغ نهائي البطولة القارية.
المشهد الثاني لجماهير العين يتمثل في "التيفو" الذي يعزف على أوتار الحلم الكبير، ويحفز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، وهو تيفو "العين على آسيا"، والذي ظهر في المدرجات، واتخذ رقعة كبيرة منها، واللافت في هذه اللافتة الكبيرة أن حملت مزيجاً من اسم النادي "العين"، وطموحه للحصول على اللقب في إشارة إلى أن عين العين على اللقب الآسيوي.
وكان العين حصل على اللقب العام 2003، وهو أول ممثل للكرة الإماراتية يحصل على اللقب، ولا يزال الفريق الأوحد الذي حظي بهذا المجد القاري، كما بلغ العين نهائي 2005، وها هو يقترب بعد انتظار دام 11 عاماً من بلوغ النهائي الثالث، بطموح الحصول على اللقب الثاني في تاريخه.
المشهد الثالث: تداول مغردون صوراً لجماهير العين، وهي تؤدي صلاة جماعة كبيرة في المناطق الواقعة خلف المدرجات، وهو المشهد الذي حظي بانتشار لافت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الحد الذي جعل البعض يختلط عليه الأمر بين المدرجات والمسجد، وكان من اللافت وجود جهاز تلفاز في نهاية الممر الذي شهد تجمع الجماهير لأداء الصلاة، مما جعل من يشاهد الصورة يدرك أنها ليست داخل المسجد.
وعلى الرغم من أن أداء الصلاة مشهد معتاد في الملاعب، ولكن حرص هذا العدد الكبير من الجماهير على أداء الصلاة في جماعة كان لافتاً، وحظي بإشادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، سواء داخل الإمارات أو خارجها، ومن بين التعليقات على مشهد الصلاة: "أعزكم الله"، و"ما شاء الله.. مشهد رائع" وغيرها من التعليقات التي تفاعلت بقوة مع مشهد الصلاة.
أما المشهد الرابع فهو تجسيد التكاتف بين جماهير الكرة الإماراتية، حينما يتعلق الأمر بخوض التحدي القاري، وظهر جمهور العين وهو يحمل أعلاماً ولافتات بشعار النصر، مع هتافات مدوية عقب المباراة سواء في المدرجات، أو بعد الخروج من الملعب تقول "الثلاثة من أجل الأزرق" في إشارة إلى الثأر للفريق النصراوي الذي ودع البطولة القارية بقرار إداري أمام الجيش القطري.
وجاءت احتفالية جماهير العين والنصر وغيرهما من جماهير الكرة الإماراتية لتحمل رسالة واضحة، وهي أن خروج النصر بقرار إداري تم تعويضه داخل المستطيل الأخضر وأمام المنافس نفسه وهو الجيش القطري الذي لا توجد لديه وسيلة للتفوق على نظيره العيناوي في مباراة الرد في الدوحة سوى التفوق عليه داخل الملعب، وليس من خلال أي طريقة أخرى.