القاهرة – محمد عبد الحميد
توعدت روسيا بأن تقاتل من أجل حصد أكبر عدد ممكن من الميداليات خلال اولمبياد ريو 2016، وذلك رغم مشاركتها بأصغر منتخب منذ 104 اعوام بسبب العقوبات التي فرضت عليها نتيجة التنشط المنظم, فيما تبدو المعنويات مرتفعة في المعسكر الروسي قبل ساعات على افتتاح العاب ريو 2016 على ملعب "ماراكانا" الاسطوري وقد اكد بعض رياضييها على أنهم عازمون على البقاء بين العشرة الاوائل في الترتيب النهائي للميداليات، وهو الموقع الذي تواجدوا فيه منذ الخمسينات.
وحسمت الخميس مسألة عدد الرياضيين الروس المسموح لهم بالمشاركة في العاب ريو 2016 وهو 271 رياضيا من اصل 389 كانوا في المنتخب الذي اعلنته روسيا للألعاب، ما يجعلها تشارك بأصغر فريق لها منذ عام 1912، اي أيام الامبراطورية الروسية, وارتفع هذا العدد الى 276 بعد حصول بطلة العالم 4 مرات وصاحبة برونزية لندن 2012 يوليا افيموفا واربعة من رفاقها السباحين الجمعة، بعد انطلاق حفل الافتتاح على ملعب "ماراكانا" الاسطوري، على الضوء الاخضر للمشاركة في الالعاب, وسيسير هؤلاء الرياضيون، باستثناء افيموفا وداريا اوستينوفا وناتاليا لوفتسوفا وميخائيل دوفغاليوك واناستاسيا كرابيفينا (لم يحصلوا على بطاقات اعتمادهم)، خلال استعراض الوفود المشاركة في "ماراكانا" بعد ان حصلوا على الضوء الاخضر وانتهى بذلك ولو موقتا ملف ساخن للمنشطات.
وأكدت يلينا زامولودتشيكوفا، الفائزة بذهبيتين اولمبيتين في الجمباز، على أن روسيا عازمة على انهاء اولمبياد ريو في المراكز العشرة الاولى وأضافت: "سنقدم كل ما لدينا وانا متأكدة من اننا سنكون بين الدول العشر الاوائل. ومن خلال معرفتي بالطباع الروسية، نحن سننافس بقوة".
واستبعد 118 رياضيا روسيا على خلفية تقرير المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين الذي كشف عن اعتماد نظام تنشيط ممنهج في الرياضة الروسية ترعاه الدولة، وسمى تحديدا "سحرة" اجهزة المخابرات, وانتهت الخميس هذه الازمة التي اطلقها تقرير ماكلارين في 18 تموز/يوليو وتسبب باستبعاد جميع رياضيي العاب القوى الروس وبربط مشاركة الرياضيين الاخرين بقرارات الاتحادات الدولية التي ترعى رياضاتهم, وتولت هذه الاتحادات اعداد قوائم بالرياضيين الروس غير المرغوب فيهم، وخضعت هذه القوائم للدراسة من قبل لجنة ثلاثية سمتها اللجنة الاولمبية الدولية قبل ان يعلن الخميس عن اسماء الرياضيين المسموح لهم المشاركة في ريو.
واعتبر البطل السابق في مسابقة مسدس الهواء المضغوط ميخائيل نيستروييف أن هذه الازمة ستدفع الروس الى تقديم جهدا مضاعفا في الالعاب، متوقعا فوز بلاده بـ"العديد" من الميداليات, وأضاف: "نحن فريق صغير لكننا نملك رياضيين اقوياء. اعتقد ان هذه الاجواء المتشنجة صبت في مصلحتنا الى حد ما لان جميع الرياضيين اصبحوا الان اكثر قوة".
ومن المؤكد أن رياضة العاب القوى الروسية كانت الخاسر الاكبر في هذه القضية في ظل حرمان رياضيين مثل بطلة القفز بالزانة يلينا ايسينباييفا وبطل 110 امتار حواجز سيرغي شوبنكوف من المشاركة رغم انه لم يسبق لهما السقوط في فحص للمنشطات.
وانتقد رئيس اللجنة الاولمبية الروسية الكسندر جوكوف قرار استبعاد رياضيي العاب القوى الروس، معتبرا اياه "ظالما" خصوصا في ظل مشاركة رياضيين من دول اخرى سبق ان اوقفوا بسبب التنشط وعلى رأسهم العداء الاميركي غاستن غاتلين.
وتهجم اسطورة السباحة الكسندر بوبوف على الاتحاد الدولي لألعاب القوى وانتقد بشدة رئيسه البريطاني سيباستيان كو، قائلا: "امل ان لا يندم على قراره بخصوص رياضيي العاب القوى الروس لأنه وبحسب ما يقول المثل كما تزرع تحصد", وواصل الاسطورة الفائز بأربع ذهبيات اولمبية وخمس فضيات: "امل ان يتمكن من النوم ليلا".
وستشارك روسيا الان بـ"انظف" منتخب في العاب ريو 2016 بحسب جوكوف الذي اضاف: "لقد تعرض المنتخب الروسي على الارجح لأقسى الفحوصات في الالعاب الاولمبية لانهم (الرياضيون) اضطروا للخوض الى اختبارات متعددة ومختلفة", وتابع: "يضاف الى ذلك انهم سيخضعون لفحوصات اضافية في القرية الاولمبية (خلال مشاركتهم في الالعاب). وبالتالي، الفريق الروسي هو الانظف على الارجح في ريو".