المدير الفني الألماني لفريق ليفربول الإنجليزي يورغن كلوب

واجه المدير الفني الألماني لفريق ليفربول الإنجليزي يورغن كلوب هجومًا ضاريًا من وسائل الإعلام والجماهير في منتصف الموسم الجاري للبريميير ليغ، بعدما فرط في أهم لاعبي الفريق فيليب كوتينيو بعد أن قدم أداءً مبهرًا في بداية الموسم، حيث أكد الكثيرون وقتها أن النادي سيتراجع بشدة وتتراجع نتائجه بالتأكيد بسبب ما فعله كلوب خاصة أنه لم يطلب شراء لاعب يحل مركزه.

ولكن فاجأ كلوب جمهوره بعد بداية النصف الثاني من الموسم بحدوث العكس، خاصة وأن الفريق أصبح في أفضل حالاته، وباتت أحلام الجماهير بعيدة لتطمح بالتتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد تأهل الفريق لنصف نهائي البطولة. ومما لا يدع مجالًا للشك أن كلوب نجح في تطوير الفريق بشكل مذهل برغم رحيل أحد أعمدة الفريق "كوتينيو" حيث أصبح يعمل في إطار نظام عام يعمل في المقام الأول والأخير من أجل مصلحة النادي، وأصبح الفريق يلعب بشكل جماعي وتطويع أداء جميع اللاعبين من أجل مصلحة الفريق، بالإضافة إلى تحقيق نتائج جيدة وتقديم كرة قدم ممتعة ومثيرة في الوقت نفسه.

ونجح كلوب في سد الثغرات الدفاعية لفريقه من خلال التعاقد مع فيرجيل فان ديك، وهو ما يعطي الفرصة للثلاثي الهجومي للقيام بواجباتهم على أكمل وجه وتسجيل وصناعة الأهداف، حيث أظهر ليفربول تطوره في الدفاع، بالإضافة إلى هجومه الرائع، بعدما صمد أمام هجمات مانشستر سيتي ليفوز 2 - 1 ويتأهل لقبل نهائي دوري الأبطال بالانتصار 5 - 1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

ومنذ تولي كلوب المسؤولية في ملعب أنفيلد قبل عامين ونصف العام تساءل النقاد هل يملك الفريق القدرة الدفاعية المماثلة لهجومه المذهل، وظهر الدفاع أكثر قوة منذ ضم الهولندي فيرجيل فان ديك في يناير الماضي وتألق الأسكتلندي إندي روبرتسون الظهير الأيسر، ويدين ليفربول بالفضل أيضًا لجيمس ميلنر لاعب الوسط. ولم يقم لاعب سيتي السابق، الذي أظهر أنه يلعب من أجل الفريق منذ بداية الموسم، بعمل رائع فقط فيما يتعلق بالمجهود والتدخلات المهمة، لكنه جعل خط الوسط أكثر هدوءاً وسيطرة.

وعلى مستوى الهجوم، يظهر بشكل جلي التطور الرهيب الذي يحدث لمستوى أندرو روبرتسون وترينت ألكسندر أرنولد وساديو ماني ومحمد صلاح وفيرمينيو من مباراة لأخرى، ، كما أنهم قد لعبوا دورًا محوريًا في تطبيق المبادئ التدريبية لكلوب، الذي يعتمد في المقام الأول على مجموعة من اللاعبين الذين يثق في قدراتهم بعيداً عن الأسماء اللامعة أو الأرقام الفلكية التي تُدفع في سوق انتقالات اللاعبين.
 
وبالتأكيد يعود الفضل فيما يقدمه ليفربول خلال الموسم الجاري إلى الطريقة التي يلعب بها الفريق والخطة الهجومية التي يطبقها، ولم يكن من الممكن تحقيق ذلك من دون مدير فني يثق كثيراً في لاعبيه، ويلم بكافة التفاصيل الخاصة بطريقة اللعب التي يعتمد عليها، بغض النظر عن الانتقادات التي واجهها في الأوقات الصعبة.

وأثبت كلوب أنه مدرب من الطراز الأول حيث عمل بجد في ظل الانتقادات التي واجهها لإصراره علي تطبيق فلسفته الخاصة برغم عدم تحقيق نتائج جيدة في البداية، وخير دليل على ذلك عندما رحل كوتينيو عن الفريق نجح كلوب في تعويضه بلاعب أصغر سناً وأرخص ثمناً هو أوكسليد تشامبرلين، الذي يمتلك قدرات فنية مختلفة تماماً، لكنها تتناسب مع الطريقة التي يلعب بها الفريق.  وما حققه كلوب عبقرية إدارية لا تسعد الجمهور فحسب، لكنها تسعد أيضاً مجلس الإدارة، ولن يتوقف ليفربول عند هذا الحد مع كلوب حيث يتوقع المحللين أنه قادر علي مناطحة أكبر الفرق في أوروبا سواء الموسم الجاري أو المواسم المقبلة في حال استمر في التطور بهذا الشكل.