لندن ـ سليم كرم
كشف مالك نادي "ويغان أتليتيك" ديف ويلان، عن تفاصيل اتّهام مدير النادي ماكاي بـ"معاداة السامية"، موضحًا أنَّ ماكاي صرّح بأنه يعتقد أنّ الشعب اليهودي يحب المال أكثر من أي شعب آخر، فيما أكّد زعيم الجالية الصينية جيني ونغ، أنّ ويلان كان يتغاضى عن عنصرية ماكاي، الذي رأى أنه لا يوجد شيء يمنع وصف الشخص الصيني بأنه "صيني".
وجاءت هذه التصريحات، بعد يوم واحد من إعلان أحدى الشركات الراعية لـ"ويغان"، وهي "بريمير رانغ" للأدوات المطبخ، عن إنهاء اتفاقها مع النادي، واصفة موقف "ويغان" بأنه "لا يمكن الدفاع عنه"، وجاء على خلفيتها قيام شركة "آي برو" لمشروبات الطاقة بإنهاء التعاقد مع النادي.
وكشف ويلان، الأربعاء، أنّ " تعيين مكاي كمدير لويغان يأتي على الرغم من أنه لايزال قيد التحقيق من طرف اتحاد كرة القدم، عن قضية العنصرية المزعومة، ومعاداة السامية، إثر رسائله عبر البريد الإلكتروني حينما كان في كارديف سيتي، مع المدير السابق في إدارة التوظيف في نادي كارديف إيان مودي".
وأضاف، المليونير والمالك السابق لمجموعة "جي جي بي سبورت"، ديف ويلان أنّ "الرسائل الثلاث التي أرسلها ماكاي تضمنت أحداهما وصفًا لمالك نادي كارديف سيتي فنسنت تان الماليزي، بأنه (صيني)، وفي نص آخر أشار ماكاي إلى وكيل كرة القدم اليهودي فيل سميث، بقوله (لا يوجد أحد أحب للمال من اليهودي الذي يعشق تساقط الأموال بين أصبعيه)".
وأبرز ويلان، في تصريح صحافي، أنّه "لا يرى وجهًا للعداوة، ولا يعتبر الأمر معاديًا في تلك الرسائل التي رد فيها ماكاي، بعد توقيعه عقدًا مع فريق كيم بو كيونغ الدولي في كوريا الجنوبية"، مبيّنًا أنَّ "الإشارة إلى سميث وكل ما صدر من ماكاي، هو وصف اليهود بعشقهم للمال كأي شخص آخر، فلا اليهود ولا غيرهم يريد خسارة الأموال".
وعما إذا كان يعتقد بأن ما قاله ماكاي من أنّ "اليهود يعشقون المال" قد استخدم بطريقة سلبية، أوضح ويلان "هل تعتقد أن اليهود أقل منا في حبهم للمال؟ بل أعتقد أنهم أكثر حنكة منا، وذلك لسي أمرًا مهينًا على الإطلاق".
وتابع "نحن جميعًا ضد العنصرية في عالم كرة القدم، وقد حدث بالفعل أن ماكاي حضر دورات تدريبية عن التنوع، بعد رحيله القاسي من كارديف".
وأشار ويلان، إلى أنّ كلمة "صيني" ليست عدائية، وأنه اعتاد التفوه بها للصينين عندما كان صغيرًا، مضيفًا "إذا قال أحد الإنجليز أنه لم يتفوه بهذه الكلمة على الإطلاق فإنه كاذب".
ورأى أنه "ليس هناك سوء تصرف من مناداتك لشخص صيني بقولك يا صيني، ولرجل بريطاني بقولك يا بريطاني أو إيرلاندي، فليس هناك أي سوء معاملة".
ولفت ويلان إلى أنّه "تلقى معلومات من أصحاب نفوذ بأنّ التحقيقات لن تسفر عن شيء، لأن المراسلة كانت شخصية، وهذا لا يتناقض مع مبادئ اتحاد الكرة".
ومن جانبه، اعتبر مدير مركز "مانشستر الصيني"، وهي منظمة تهتم بالتوعية بالثقافة الصينية، جيني ونغ أنّ "كلمة صيني تعتبر إهانة وعنصرية".
وأضاف "تعرضت في السبعينات للضرب، ودعاني شخص همجي بأنني صيني، ولكن الأمور تغيرت الآن، وهناك قانون يحمينا ضد العنصرية، ونحن لسنا في ساحة سياسية لنسعى للإصلاح، ولكن لا يتوجب عليك كمدير فريق التفوه بهذه الكلمات".
وفي السياق ذاته، أدان المدير السابق لاتحاد الكرة والدوري الإنجليزي الممتاز، اليهودي، مدير مجلس القيادة اليهودية، سيمون جونسون، تصريحات ماكاي، مبيّنًا أنه "لسوء الحظ أشار ماكاي من قبل، والآن ويلان، لبعض الأمور القديمة المعادية للسامية واليهود على حد سواء".
واعتبر أنَّ "ماكاي امتهن، بلغة غير لائقة، أحد اللاعبين اليهود، باستخدام نمط عنصري".
وكان ماكاي قد اعتذر في تصريح إعلامي، قائلاً "إذا كنت أسأت لأحد بتعليقاتي فأرجو منه قبول اعتذاري الشديد، فأنا لم أسئ لأي يهودي، فلدي آلاف الأصدقاء اليهود والكثير من الصينيين".
وقبيل تصريحات ويلان، كانت "بريمير رانغ"، الراعي المنسحب الأول من النادي، معتبرة أنَّ "ما جاء عن ماكاي غير مقبول نهائيًا، وأنه لا يتوجب استخدام هذه الأفكار في عالم كرة القدم، الذي تخطى هذه المرحلة منذ زمن مضى، وأن الفريق الذي يعيّن مديرًا يتفوه بهذه الكلمات لن تدعمه بريمير رانغ".
وأعلنت "آي برو"، عقب ما جاء عن ماكاي، أنها "تشجع العلاقات الإيجابية التي لا تقوم على أساس العرق ولا اللون ولا الجنسية ولا المعتقدات الدينية ولا الجنسانية والأعمار، وبكل أسف تقطع آي برو سبورت تعاونها مع فريق ويغان أتليتيك".