رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"السويسري جوزيف بلاتر

كان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"،السويسري جوزيف بلاتر هو الحدث، بعدما استقال أول أمس الثلاثاء، بشكل مفاجئ من منصبه الذي انتخب له في 27 أيار/ مايو الماضي، بعد منافسة شرسة من الأمير علي بن الحسين.

جاءت استقالة بلاتر الذي يوصف ب" إمبراطور الفيفا"، والقابض على زمام الأمور في أكبر "إمبراطورية" على وجه الأرض، منذ عام 1998 تاريخ بدء رئاسته للاتحاد الدولي " الفيفا"، بعد أيام قليلة من انتخابه، ليطرح أسئلة عدة عن الأسباب الحقيقة وراء هذا القرار، ولاسيّما أن السويسري العجوز ليس من النوع الذي ينحني بسهولة أمام العواصف.

ويلخص رئيس الاتحاد الإنجليزي،غريغ دايك  وأحد أشد المعارضين لبلاتر، الجواب عن هذه الاسئلة بسؤال طرحه ويبدو منطقيا جدا،عندما " من أوقع به؟ من وجه له الضربة؟ لا أصدق أن بلاتر اتخذ هذا القرار بناء على أي أساس أخلاقي، لذلك حدث شيء في هذه الفترة جعله يستقيل".

صحيفة "ليكيب" الفرنسية كانت واضحة عندما كشفت أن " بلاتر أجبر على الاستقالة"، وهذا أمر مرجح، ولاسيّما أن التحقيقات الأميركية في قضايا الفساد في " الفيفا"، وصلت إلى  الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم الفرنسي جيروم فالكه، الذي يوصف بأنه كاتم أسرار بلاتر وذراعه التنفيذية.
كما أكدت صحيفة " ديلي ميل" الإنجليزية هذه المعلومات، ورأت أن السبب الذي دفع بلاتر لتقديم استقالته، يعود إلى خطاب سري تمّ تسريبه لوسائل الإعلام، يورط فالكه في دفع مبلغ 10 ملايين دولار، ثمنا لأصوات من أجل تنظيم جنوب إفريقيا مونديال 2010.

وكشفت الصحيفة أن الوثيقة المسربة تدين فالكه في دفع رشى لمسؤولين في اتحاد الكرة لقارات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف"، للتصويت لملفّ جنوب إفريقيا التي نافست المغرب وقتها.
ولم يكن التسريب الذي كانت وراءه السلطات الأميركية المختصة بالتحقيق في قضية فساد "الفيفا" بريئا، حيث كان لافتا ما نقلته " نيويورك تايمز" و"إيه.بي.سي نيوز" أن التحقيقات المقبلة ستطال بلاتر نفسه.
وتحدثت مصادر أميركية عن ذلك، وكشفت إن مدعين أميركيين ومكتب التحقيقات الاتحادي حققوا بالفعل مع بلاتر.

الأمر الثاني الذي زاد الضغوط على بلاتر هو اجتماع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي كان مقررا بعد غد السبت في برلين، وكانت ستطرح خلاله أفكار جدية وواقعية لمقاطعة " الفيفا"، أو لتحجيم دورها وتأثيرها في المشهد الكروي على الأقل، ليضاف عامل جديد ومهم إلى مسألة الضغط التي اتسعت وسائلها، وكان من بينها " الرعاة"، حيث إن وجود شركتين أميركتين هما "كوكاكولا" وفيزا "من كبار داعمي "الفيفا" ساعد في هذا الأمر.

ولعب "الرعاة" الذين دفعوا 1.58 مليار دولار للاتحاد الدولي للكرة العام الماضي، دورا مؤثرا، وكان واضحا من خلال البيانات التي يصدورنها، تزامنا مع إطلاق مكتب التحقيقات الأميركية أول عملية دهم لمقربين من "الفيفا" في زيوريخ، أن هناك برمجة معيّنة لحملة يُراد منها أولاً وأخيراً رأس بلاتر.