وكالة المخابرات المركزية الأميركية

أدت الجهود المتطورة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية "CIA" إلى تقويض التشفير المستخدم في هواتف "أبل"، وكذلك إدراج أبواب خلفية، مراقبة سرية، في تطبيقات، حسبما كشفته وثائق سرية نشرها موقع "Intercept" الإخباري على شبكة الإنترنت.

كانت الوثائق التي تم الكشف عنها للنظم الداخلية لوكالة الأمن الوطني "National Security Agency’s"، التي نشرت وعرضت وسائل المراقبة في مؤتمرها السنوي السري، والمعروف باسم "المخيم"؛ كشف عن هذا الحدث.

ويُعد هذا الحدث أخطر من الهجمات المختلفة للفيروسات، إذ يعمل على إنشاء نسخة وهمية من برنامج "إكسكودي" (Xcode)، المستخدم في تطوير برمجيات "أبل"، الذي يستخدم من قبل المطورين لإنشاء تطبيقات لأجهزة iOS.

وذكرت تلك الوثائق أنَّ النسخة المعدلة من "إكسكودي" تسمح لوكالة المخابرات المركزية، ووكالة الأمن القومي، ووكالات أخرى، بإدراج منافذ خلفية تسمح بمراقبة الهاتف والمكالمات والرسائل في أي تطبيق يتم إنشاؤه.

وأثار هذا الكشف ردة فعل قوية بين الباحثين في مجال الأمن على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المرجح أن يدفع ذلك الكشف بالتدقيق الأمني بين مطوري "أبل".

أما من حيث آثار الكشف الخطير على العلاقة بين شركة "أبل" وحكومة الولايات المتحدة؛ فقد أدى هذا الاكتشاف لمزيد من توتر العلاقات التي هي صعبة أصلا بين شركة التكنولوجيا والحكومة الأميركية.

يذكر أنَّ "أبل" كانت في السابق شريكا في برنامج "بريزم"، إذ كانت شريك قانوني لحصول وكالة الأمن القومي وحلفائها على المعلومات بشكل قانوني لكنه سري.

ولكن في أعقاب كشف سنودن اضطرت "أبل" لتعقيد الإجراءات واتخاذ الجهود لحماية خصوصية المستخدم، بما في ذلك إدخال نهاية للتشفير على الرسائل الالكترونية.

ومن جانبه حذر الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، الرئيس الأميركي، باراك أوباما في تصريحات علنية هذا الشهر، مضيفًا: أظهر التاريخ أنَّ التضحية بحقنا في الخصوصية لها عواقب وخيمة.

وتشمل الجهود الأخرى التي قامت بها وكالة الاستخبارات إدخال برنامج "كلوغر"، الذي يسجل وينقل كل "همسة" يقوم بها المستخدم في النظم المستخدمة لتحديث برنامج "أبل" على جهاز الكمبيوتر المحمول وأجهزة الكمبيوتر المكتبية.

واكتشف المحللون أيضًا منهج متطور لكسر التشفير على الأجهزة الفردية باستخدام نمط النشاط من خلال المعالج "البروسيسور" في حين أنَّه هو نفسه يشفر البيانات، والمعروف باسم هجوم "القناة الجانبية"، كجزء من محاولة كسب مزيد من القدرة على الوصول للبرامج الأساسية للأجهزة.

وتشير الملاحظات المعروضة التي كشف عنها موقع "انترسيبت" أنَّه في وقت العرض في آذار/ مارس 2012 لم تكن تلك التقنية قد نجحت.

وشكك الأكاديميون والباحثون في مجال الأمن في الولايات المتحدة، في شرعية جهود وكالة الاستخبارات المركزية لمهاجمة أمن "أبل".

وقال ماثيو غرين، من معهد أمن المعلومات "Information Security Institute" في جامعة "جون هوبكنز": إذا وافقت الولايات المتحدة على استهداف المنتجات، فهذا خبر لي.

تدمير منتجات مصنعي الولايات المتحدة مع احتمال وضع أبواب خلفية في مجال البرمجيات الموزعة عن طريق مطورين غير معروفين؛ يبدو أنَّه يتمادى إلى ما بعد استهداف الأشرار، قد يكون هذا الاختراق وسيلة لتحقيق غاية، ولكن تلك الوسيلة هي "الجحيم".

عملية الكشف التي تمت أخيرًا هي الأحدث في قائمة طويلة من القصص التي تكشف عن أنشطة وكالات الاستخبارات ضد "أبل" وبرامجه.

ففي كانون الثاني/ يناير العام 2014، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مجموعة متنوعة من الاختراقات المستخدمة من قبل وكالة الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات ضد الهواتف المحمولة.

وشملت استخراج المعلومات الشخصية من البيانات المرسلة من قبل التطبيقات بما في ذلك "أنجري بيردز" (Angry Birds)، فضلًا عن مجموعة واسعة من القدرات لتنشيط الميكروفون على أجهزة "آي فون" وأجهزة "أندرويد"، إذ أطلق على هذا المشروع "اسم الحوت الفضولي"

وكشف "الغارديان" عن أنَّ وكالة الأمن القومي قد انخرطت في قرصنة البرمجيات والأجهزة المستخدمة على نطاق واسع في الغرب، بما في ذلك "سيسكو" وبرامج "كاسبيرسكي" لمكافحة الفيروسات.