جبران باسيل وحسن نصر الله

طالب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، جبران باسيل، بضرورة العمل العربي المشترك على مواجهة التطرف وتحدياته التي تواجه المنطقة العربية.

وذكر باسيل، خلال كلمته أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماع أعمال دورتهم الـ١٤٣، والتي تقام برئاسة وزير خارجية الأردن، ناصر جودة: "دعونا نتجنب اليوم الأسود، إذ نقف حائرين لأننا نكون قد خسرنا كل شيء، إن طرحنا الأسئلة البديهية عن دعم الشرعيات العربية وتمكينها معنويًا وماديًا، وبشأن محاربة التطرف بكل أشكاله دون إيجاد أسباب تخفيفة أو تقديم حجج تبريرية".

وأضاف: "نحن لا نمتلك رفاهية الفذلكة السياسية، تحديات اليوم كبيرة، لكننا في الماضي عرفنا كيف نحطم أغلال الاستبداد العثماني وكيف نتخلص من نير الاستعمار الغربي، ونجحنا في لبنان، في مقاومة إسرائيل ودحرها... دعونا بالتالي نعود إلى الثوابت ونوحد صفوفنا في مواجهة التطرف لنكون على مستوى تطلعات شعوبنا".

وأكد باسيل أن العالم العربي تعصف به تحديات مصيرية تحتم على الدول العربية مقاربات جديدة، لافتًا إلى أن التحدي الأول يتمثل في استفحال ظاهرة التعصب والتطرف الديني الأعمى الذي بات يضخ الدماء في عروق تنظيمات متطرفة متمادية في العنف، معادية لجوهر الأديان السماوية، ومتنكرة للقيم الإنسانية.

وأضاف: "ألا تظنون أن هذا الخطر الوجودي بات يتطلب يقظة عربية فعلية ومضاعفة عملنا العربي المشترك؟"، مؤكدًا أن التطرف المعولم هو ما يلحق من تشويه لصورة الإنسان العربي المسلم ولصورة الحضارة العربية والمشرقية، والممثل في "داعش" و"النصرة" ومثيلاتها، التي لا تكتفي باحتلال مساحات من الأراضي العربية بل تحترف أيضًا احتلال مساحات شاسعة من شبكة الإنترنت من أجل ضخ دعاياتها الهمجية والترويج لجرائمها وتسميم عقول الشباب".

ثم أشار باسيل إلى رفض تشويه وقائع التاريخ وعقائد الأمم، رافضًا ما تفعله هذه التنظيمات المتطرفة من محو تاريخ المنطقة وتجريف تراثها، مشيرًا إلى عملية التدمير المتعمد لهوية شعوب وتاريخ الدول، بالإشارة إلى متحف الموصل وعمليات التدمير في نمرود وحمتر وتحطيم تماثيل منحوتات تعود إلى الحقبة الآشورية قبل آلاف السنين.

وأكد باسيل أن مواجهة التنظيمات المتطرفة عسكريًا عبر الضربات الجوية ليست كافية، ولهذا اختار الجيش اللبناني المواجهة المباشرة في الميدان، لافتًا إلى حاجة لبنان الماسة للدعم العسكري بالعتاد والذخيرة وإلى تعاون مخابراتي وقضائي ومالي من أجل تجفيف مصادر تمويل المتطرفين.