والد معاذ الكساسبة

انتشر الغضب, بعد جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت على يد "داعش" في منطقة الشرق الأوسط، كما طالب والد الضحية بإبادة المتشددين انتقامًا لموت نجله.

 

ودعا زعماء سياسيين ودينيين للثأر لدماء ذلك الطيار بعد نشر مقطع مصور لحرق الملازم الكساسبة وهو واقف في قفص, وتوعد الأردن برد سريع و"مزلزل" في أعقاب نشر المقطر.

 

بينما أفاد التلفزيون الرسمي, في وقت لاحق صباح الأربعاء، أنَّ اثنين من السجناء لدى الأردن، منهم سجينة سعت "داعش" إلى الإفراج عنها قد أعدما قبل الفجر.

 

وصرح والد الضحية, صفي الكساسبة, بأنَّ إعدام اثنين من المتشددين ليس كافيًا للانتقام لدم نجله, مضيفًا: لا أريد أن أرى واحدًا منهم على قيد الحياة, أريد أن يكون الانتقام أكبر من مجرد إعدام السجناء, فأريد إبادة تنظيم "داعش".

 

وأكد الأردن, أنَّه سوف يكثف جهوده مع التحالف الدولي لقتال "داعش" في أعقاب مقتل الطيار.

وأضاف وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المؤمني "نحن نتحدث عن جهود مشتركة بين أعضاء التحالف لتكثيف الجهود لوقف التطرف وتقويض التعصب, لنتخلص نهائيًا من "داعش".

 

وصرح شيخ الأزهر المصري، الدكتور أحمد الطيب, بأنَّ المتشددين يستحقون العقوبة القرآنية بالموت أو الصلب أو تقطيع أيديهم وأرجلهم باعتبارهم أعداء الله والنبي محمد علية السلام.

 

وأضاف, بعد تدفق مشاعر الحزن والغضب المنتشرة في المنطقة في أعقاب وفاة الطيار الأردني، أنَّ الإسلام يُحرم قتل الأبرياء, وبحرق الطيار حتى الموت, فإن "داعش" قد انتهكت حظر الإسلام لتشويه الجثث.

 

وأفادت وكالة "أسوشيتيد بريس" أنَّ العقاب بالإعدام استخدم في أجزاء من المنطقة, ولكن الحرق حتى الموت, لم يُسمع عنه كعقاب قانوني في الشرق الأوسط المعاصر.

 

ودان زعيم منظمة "التعاون الإسلامي" الموجودة في السعودية، إياد مدني، عملية القتل, مشيرًا إلى أنَّ القتل يتجاهل تمامًا حقوق السجناء التي أقرها الإسلام  فضلًا عن المعايير الأخلاقية والإنسانية للحرب ومعاملة السجناء.

 

وكانت الإدانات سريعة من قبل دول الخليج العربي، وجميع حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، التي أكد وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التزام بلاده بمحاربة التطرف.

 

وأضاف: يمثل هذا العمل الشنيع تصعيد وحشي من قبل مجموعة متطرفة، والتي اتضحت أهدافها الشريرة.

 

وفي هذه الأثناء, وصفت البحرين, عملية القتل بـ"الحقيرة"، في حين أطلق عليها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، "العمل الإجرامي" أو "الشرس".

 

ونددت قطر بهذا العمل الإجرامي الذي يخالف المبادئ السمحة للدين الإسلامي، والقيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية.

 

ووصف الرئيس التركي, رجب طيب أردوغان, هذا الفعل بـ"الوحشي" الذي ليس له مكان في الإسلام، في حين وصفت إيران عملية القتل بالعمل "اللإنساني" الذي انتهك رموز الإسلام.

 

وبكى السياسي الأردني محمد الروسان خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "الميادين" اللبنانية, كما وصف مشاهدة لقطات القتل مصرحًا بأنَّه "لا يمكن تحمل رؤية رجل يحرق حيًا".

 

وانتقد الاتحاد الأوروبي تنفيذ الأردن لحكم الإعدام على اثنين من المتشددين العراقيين، في حين أظهر تضامنه مع الأمة العربية لقتل الطيار.

 

وصرحت منسقة السياسة الخارجية, فيديريكا موغيريني بأنَّه "بينما يجب بذل كل الجهود لمكافحة التطرف ومحاسبة المسؤولين، يحتاج رد فعلنا على التهديد الذي تشكله الدولة الإسلامية أن يكون متسق مع قيمنا المشتركة على العدالة وحقوق السجناء".

 

وأضافت في بيان صدر، الأربعاء "عملنا يجب أن يسترشد باحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني, كما أن الموقف الأوروبي ضد عقوبة الإعدام لم يتغير، ونحن نعتقد بأنَّ عقوبة الإعدام لا تخدم أي غرض رادع".

 

وأشادت موغيريني بدور الأردن في "الخط الأمامي للمعركة" ضد "داعش" وأخذ لاجئين من سورية والعراق.