القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
سادت الساحة السياسية الاسرائيلية السبت حالة من الصدمة من خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي شدد فيه على ان ساعة استقلال فلسطين دقت وأنه على مجلس الأمن تحديد موعد لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي تأكيده أن خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة كان مفاجئًا في حدته واتهامه اسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في قطاع غزة وضرورة معاقبتها.
وأضافت المصادر المذكورة أن المعلومات التي وردت إلى إسرائيل كانت تفيد بأن الرئيس الفلسطيني سيطرح أفكارًا عامة ولكن الأمور اختلفت عند إلقاء الخطاب المليء بالكراهية والحقد والتحريض والكذب ضد إسرائيل ما أثار حفيظة حتى الاسرائيليين المعتدلين في محاولة عباس فرض أمر واقع على الحلبة السياسية.
وأوضحت المصادر أن عباس "أحد قادة الحرس القديم على نهج زعيمه ومعلمه عرفات والذي يرفض عمليًا أن يقدم أي تنازلات جوهرية في من المواضيع الاساسية وكل ما يقدمه هو وعود شفهية وتمسك لفظي بعملية السلام".
وتابعت "أن أوساطًا في واشنطن أصيبت بالذعر من خطاب الرئيس عباس وأنها أبلغت إسرائيل مباشرة برفضها لمضمون ومحتوى الخطاب" مؤكدة أن تل أبيب حذرت الرئيس الفلسطيني من أي خطوات تصعيدية على الأرض في اتجاه تحقيق مطالبه.
وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على خطاب عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة بقوله: "كلامه يؤكد أنه لا يريد السلام ولا يمكن ان يكون جزء من أي حل سياسي منطقي، لم ينضم عباس لحكومة حماس من فراغ".
وبيّن ليبرمان: "أبو مازن يشكل امتدادًا لحركة "حماس" باستعماله التطرف السياسي، ويوجع اتهامات لإسرائيل لا أساس لها من الصحة، وما دام محمود عباس يشغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية سيبقى الخلاف قائمًا، وعباس يكمل طريق عرفات بشكل مختلف في تعميق الصراع".
ووصفت الناطقة بلسان الخارجية الأميركية جين ساكي أقوال عباس بهجومية ومخيبة للآمال مؤكدة رفض واشنطن لها.
وشددت على أن التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية تحمل طابعًا استفزازيًا وتضر بالجهود المبذولة لخلق مناخ إيجابي واستعادة الثقة بين جميع الأطراف.