الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند

استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، صباح اليوم الأثنين، بعد وصوله إلى لوبورجيه، الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون وقادة أكثر من 150 دولة يشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
وبعد مراسم استقبال قادة الدول والحكومات افتتح هولاند أعمال المؤتمر الـ21 حول التغيرات المناخية في لوبورجيه وسط حراسة مشددة.

ويهدف هذا المؤتمر الذي يستمر أسبوعين إلى إعداد الاتفاق الأول الذي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية خفض انبعاثات غازات الدفيئة من أجل حد ارتفاع حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين مئويتين مقارنة بالفترة ما قبل الحقبة الصناعية.
وصرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: "بأنه أكبر لقاء دبلوماسي تشهده فرنسا، والأحداث الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية لم تؤد إلى اعتذار القادة، لا بل سيحضرون لدعم فرنسا في مواجهتها للإرهاب، ومن أجل المناخ". وقال إنه "يعود إلى الدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة لتشارك معًا في مواجهة الاحتباس الحراري". لذلك فإن "اتفاق باريس يجب أن يكون ملزمًا، ومحقًا"، مع العلم أن الولايات المتحدة رفضت مبدأ الإلزام، وشدد فابيوس على وجوب أن "نبذل قصارى جهدنا لتجنب الفشل في التوصل إلى اتفاق نتيجة اختلاف في المبادئ".

وتبرز عدة عوائق أمام مؤتمر باريس وتتمثل في تمويل الدول المعرّضة لتأثيرات التغيير المناخي، ومراقبة خفض انبعاث غازات الدفيئة، والوضع القانوني للمعاهدة. وكانت قمة كوبنهاغن فشلت عام ٢٠٠٩ في التوصل إلى اتفاق بسبب خلافات بين الدول الفقيرة والغنية.

وعشية انتهاء مؤتمر باريس في ١١ كانون الأول/ديسمبر، سيحبس العالم أنفاسه في انتظار الاتفاق الدولي حول المناخ الذي سيخلف اتفاق كيوتو اعتبارًا من سنة ٢٠٢٠ والذي لم يتمكن من تخفيف انبعاث الغازات التي تستمر بشكل مروع.

ويتعيّن على المجتمع الدولي التوافق على خفض انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون من غير أن يحد ذلك من التنمية الاقتصادية للدول الأكثر فقرًا، وللتصدي لاحتمال ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من ثلاث درجات مئوية، لا بد من الحدّ من استخدام مشتقات النفط.

وسيغتنم زعماء العالم فرصة وجودهم في باريس للتعبير عن دعمهم لفرنسا في وجه الإرهاب. وستشهد قاعات المؤتمر في البورجيه العديد من الاجتماعات الجانبية بين رؤساء الوفود. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ناشد زعماء العالم "ألا يسمحوا لسلسلة الهجمات التي شنها متطرفون من دول مختلفة من العالم، بمنعهم من المشاركة في مؤتمر باريس".

وشهدت المدينة سلسلة بشرية على طول خط المسيرة التي منعت لأسباب أمنية، وقد حصلت أعمال عنف بين المتظاهرين والشرطة في محيط ساحة الجمهورية. وبعد توقيف نحو مئة شخص، انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "مثيري الشغب الذين لا يشبهون بشيء المدافعين عن البيئة". ووصف الحوادث بأنها "مؤسفة، وحتى فضائحية".