الأطباء أثناء العملية

أعلَن جرَاحون في مستشفى كليفلاند، اجرائهم لأول عملية زرع للرحم في الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، مضيفين أن العملية استغرقت تسع ساعات، استُخدم فيها رحم امرأة متوفاة. وتبلغ عمر المتلقية 26 عامًا. وأفاد بيان صادر عن المستشفى بأنها في حالة مستقرة. مشيرًا إلى أن هذه العملية تهدف إلى تمكين النساء المولودات دون رحم أو اللواتي اضطررن لإزالته بأن يستطعن الانجاب.
 
وأوضح أطباء كليفلاند أن على المرضية الانتظار لمدة عام على الأقل قبل محاولة الحمل في الرحم الجديد، وكي تتعافى أعطاها الأطباء جرعات من الأدوية لمنع رفض الجسم للعضو الجديد، وتحتاج المرأة الى اجراء عملية تخصيب في المختبر كي تصبح حامل، وقبل اجراء عملية الزرع، أجرت المريضة بالفعل عملية تخصيب مخبرية لبويضاتها مع الحيوانات المنوية لزوجها وجمدت الأجنة في المختبر، وسيتم نقل الأجنة للرحم عندما يصبح جاهزا.


 
وستكون عملية الزرع مؤقتة، وسيزال الرحم المزروع بعد أن تستطيع المريضة إنجاب طفل أو طفلين، حتى تتوقف من تعاطي الأدوية المضادة لرفض العضو الجديد، وأعطيت مستشفى كليفلاند الإذن كي تُجري 10 عمليات جراحية من هذا النوع على سبيل التجربة، وسيقرر المسؤولون بعدها ما إذا كانوا سيكملون على نفس المنوال في عملية الزرع، لتصبح العملية اجراء قياسي، وما تزال المستشفى تفحص النساء اللواتي سيكن مرشحات لباقي العمليات.
 
وعمل قائد فريق الجراحين أندرياس تازاكيس كجراح لزراعة من 4000 الى 5000 كبد وكلى وغيرها من أجهزة البطن، وللتحضير لعملية الزرع سافر الى السويد وعمل مع أطباء في جامعة غوتنبرغ وهي الوحيدة التي أجرت عملية مشابهة بنجاح. وأزيل من جسد المتوفية مؤخرًا الرحم وعنقه وجزء من المهبل الى جانب الأوعية الدموية الصغيرة التي تحمل الدم الى العضو، ويمكن لهذا الرحم أن يعيش خارج الجسم لمدة تتراوح بين ستة وثماني ساعات إذا ما حفظ في البراد.
 
ووصل رحم المتبرعة في جسم المريضة بالمهبل وأعاد الأطباء ربط الاوعية الدموية الصغيرة بالأوعية الدموية الكبيرة الموجودة خارج الحوض في جسم الأخيرة، فيما تركت مبايضها كما هي في مكانها، ولم تتصل قنوات فالوب بعملية الزرع، وعليها أن تنتظر لمدة عام قبل أن تحمل. وأجريت تسع نساء سويديات عملية الزراعة وتلقين أرحم من متبرعات أحياء، واستطاعت أربعة منهن إنجاب أطفال اصحاء، ويعتقد ان 50 ألف امرأة مرشحات لزراعة الرحم في أميركا.
 
وأشار الدكتور اندرياس خلال مقابلة في تشرين الاول/أكتوبر أنه على الرغم من أن الكثير من النساء لا يستطعن الانجاب بسبب عدم وجود الرحم، إلا أنه يمكنهن تبني الأطفال أو استئجار بدائل للحمل، ولكن الكثيرين يجدون هذه الخيارات غير مقبولة لأسباب شخصية أو ثقافية أو دينية. ولفتت مريضة من المرشحات لإجراء عملية مشابهة عن رغبتها في اجراء العملية، والتي رفضت الكشف عن اسمها، "أريد أن أشعر بتجربة الحمل وأن أشعر بالغثيان الصباحي وآلام في الظهر وتورم في القدمين أريد أن أشعر بحركات الطفل في بطني، وقد أردت هذا الامر طوال حياتي".
صورة 1 
صورة 2 الى اليسار رحم طبيعي، الى اليمن الرحم المزروع