الاتحاد الاوروبي

كشفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن بلادها تفضل مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي على السماح لرئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون بانتهاك القواعد الخاصة بحرية حركة العمالة، وحذرته من الوصول إلى نقطة اللاعودة من خلال الدفع بإصلاح نظام انتقال العمالة الأوروبية إلى المملكة المتحدة من خلال فرض قيود على المهاجرين، حيث إن ذلك يعد انتهاكًا واضحًا لمعاهدات الاتحاد الأوروبي بخصوص حرية التنقل.
 
وأجبر التهديد كاميرون على تخفيف طموحاته الخاصة بالهجرة، وقد أوضحت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن ميركل وكاميرون اشتبكا سويا في قمة بروكسل الشهر الماضي.
 
ونقلًا عن مسؤولين؛ أوضحت المجلة أن ميركل أخبرت كاميرون بأنه يصل إلى نقطة اللاعودة من خلال خططه لإدخال نظام الحصص لعدد من العاملين في الاتحاد الأوروبي والذين من الممكن أن ينتقلوا إلى بريطانيا، وهددت بالتخلي عن جهودها للحفاظ على مقعد بريطانيا في الاتحاد الأوروبي حال لم يتراجع.
 
ونقلت المجلة عن أحد المطلعين الحكوميين في تصريحه لـ"راديو بفاريا": "أن وقت الحديث اقترب من النهاية، حيث أن ميركل تشعر أنها فعلت ما بوسعها لاسترضاء المملكة المتحدة، ولكنها لن تقبل بفرض أي قيود على الهجرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تحت أي ظرف من الظروف، مضيفًا أن ميركل واثقة من الفوز في المعركة الخاصة بالإرادة.
 
جاء ذلك وسط تقارير تفيد بأن كاميرون يحاول استرضاء برلين، حيث سيركز على جعل القواعد الحالية تعمل على نحو أفضل بالنسبة لبريطانيا.
 
وهناك اقتراح بحظر مهاجري الاتحاد الأوروبي القادمين إلى بريطانيا إلا إذا كان لديهم عمل ذاهبين إليه، وأي شخص غير قادر على إعانة نفسه سيتم ترحيلة بعد ثلاثة شهور.
 
من المتوقع أن رئيس الوزراء البريطاني سيبحث عن موافقة السيدة ميركل قبل إعلان أي تغيرات.
 
ولم تشكك المصادر الحكومية في تقارير مجلة دير شبيجل، مشددين على أن ميركل لا تزال تعرب عن تأيدها علنًا لقواعد حرية التنقل في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى عضوية بريطانيا في الاتحاد.
 
وأكد متحدث باسم داوننج ستريت أن "رئيس الوزراء يفعل ما هو صحيح بالنسبة لبريطانيا، والذي قام بها مرارًا وبكل وضوح".
 
ولكن النقاد يرون أن تحذير ميركل يضعف من موقف كاميرون.
 
وأضاف النائب عن حزب المحافظين، جاكوب ريس موج، أنه من غير المرجح بشكل كبير وجود إمكانية لإعادة التفاوض الناجح، أخشى من ترك شكوكي حول ما سيحاول كاميرون فعله، فالتوقيع على مذكرة الاعتقال الأوروبي تثير التساؤلات حول ما إذا كان حتى يريد إعادة التفاوض الناجح.
 
ويرى زعيم حزب الاستقلال نايجل فراجي أن الخطوة المنطقية التالية والوحيدة هي التخلي عن إعادة التفاوض وإعلان استفتاء فوري.
 
وأوضح وزير حزب المحافظين السابق، كينيث كلارك، أن "كاميرون يعرف جيدًا أن الهجرة أمر ضروري للاتحاد الأوروبي، فجميع شركاتنا، والشركات متعددة الجنسيات ستكون فارغة، حال بدأ تنفيذ مخططاته".
 
وفي الوقت نفسه، وجدت الدراسة أن المملكة المتحدة هي الأكثر رخاءً في دول الاتحاد الأوروبي الكبرى، ولكن لا تزال أقل نجاحًا من النرويج وسويسرا، خارج الكتلة.
 
وجاءت المملكة المتحدة في المرتبة 13 قبل ألمانيا، بينما احتلت النرويج أعلى التصنيف وأطاحت بسويسرا ونيوزيلندا، في النتائج الخاصة بمؤشر الازدهار من معهد ليجاتوم الفكري، والذي يصنف 142 دولة على أساس العوامل الاقتصادية والاجتماعية.