هرب الأنصاري عام 2011 إلي دمشق ( الصورة في آب / أغسطس من العام الماضي ) عندما حصل بالخطأ علي جواز سفر بديل لذلك الذي تحفظت عليه الشرطة خلال إحدي المداهمات علي منزله

قام تاجر مخدرات يدعى ميثم الأنصاري و يعرف بإسم " Mr Big " ، بتسليم نفسه في لندن بعدما كان قد هرب إلى سورية قبل خمسة أعوام، وذلك بسبب تفضيله دخول السجن في بريطانيا عن البقاء حرا طليقا في الشرق الأوسط الذي مزقته الحرب.


وعاد حالياً ميثم الأنصاري الذي يعد أحد الأفراد الرئيسين في الشبكة الدولية لتجارة المخدرات وغسيل الأموال إلى السجن في بريطانيا، بعدما قرر أنه من الأفضل مغادرة سورية. وكان العراقي المولد البالغ من العمر 47 عاماً قد سافر إلى دمشق في عام 2011 عندما حصل بالخطأ على جواز سفر بديل لذلك الذي تحفظت عليه الشرطة خلال إحدى المداهمات لمنزله.
 
وكان الأنصاري قد تم الإفراج عنه بكفالة على خلفية قضية الإحتيال في الرهن العقاري لعدة ملايين من الجنيهات، بما فيها بعض الضواحي الأغلى في العاصمة. وقد بدأ الإهتمام بقضيته في شباط / فبراير من عام 2008 حينما تم إلقاء القبض عليه داخل منزله في "هيلينغدون" Hillingdon غرب لندن، في واحدة من أكبر عمليات المداهمة التي قامت بها شرطة العاصمة البريطانية.


واستخدم الضباط حفاراً للمرور عبر جدار، إضافةً إلى تمشيط مروحية هليكوبتر للمنطقة خلال عملية المداهمة لمنزل محصن تبلغ قيمته 3 ملايين جنيه إسترليني، وهي العملية التي تم تصويرها من قبل طاقم كاميرا التلفزيون. وقد كان أبناء الأنصاري الثلاثة داخل المنزل وقت تنفيذ عملية المداهمة، بمن فيهم إبنته غساق التي أصبحت تبلغ من العمر 16 عاماً، وقيل بأنه جرى إحتجازها داخل غرفة نوم في الطابق العلوي بينما يتم إقتياده مكبلا بالأصفاد.
ولكن الشرطة تلقت لاحقاً خطاباً من طبيب الأنصاري في سورية يزعم بأنه مريض جداً ولا يستطيع العودة الى لندن. وبعد مرور خمس سنوات لاحقة تعرضت فيها سورية لموجة عاصفة من الحرب الأهلية، عاد إلى مطار هيثرو في لندن وسلم نفسه إلى الشرطة، ليتم إيداعه السجن بسبب إنتهاكه لشروط إطلاق سراحه.


وجاء في بيانٍ صادر عن "سكوتلاند يارد" بأن مذكرة إعتقال كانت قد صدرت في كانون الثاني / يناير من عام 2011 للقبض على ميثم الأنصاري لمخالفته شروط الترخيص وعدم سداد الغرامات المستحقة عليه، وفي مطلع شباط / فبراير من عام 2016، تم إلقاء القبض عليه في مطار "هيثرو" بواسطة شرطة العاصمة عقب وصوله آتياً من عمّان Amman، وقد أحيل إلى محكمة "ويستمنستر".
وكان جرى إعتقال الأنصاري أول مرةٍ قبل ثمانية أعوام من قبل رجال المباحث من شرطة سكوتلاند يارد الذين كانوا يحققون في تورط عصابة في لندن تتعامل مع المخدرات وغسيل الأموال. وتحفظ ضباط الشرطة وقتها على حوالي 111 كيلو غراما مما كان مشتبها في كونه "كوكايين" مع مبلغ بقيمة 5,5 مليون جنيهاً إسترليني، إلى جانب العديد من الأسلحة النارية.
وذكرت الشرطة أن شبكة تجارة المخدرات يعتقد بأنه لديها علاقات في جميع أنحاء أوروبا وتحقق أرباحا بقيمة 3 ملايين جنيهاً إسترليني في الإسبوع، بينما قال مكتب الإدعاء الملكي بأنه لم يسبق له النظر في قضية جنائية أكبر في لندن، فيما أقر الأنصاري في وقتٍ لاحق بذنبه في غسيل الأموال.
كما أوضح ممثلو الإدعاء لمحكمة التاج في "ساوثوارك" Southwark خلال شهر كانون الأول / ديسمبر من عام 2010 بأن الأنصاري كان المستثمر الإجرامي الذي انتحل صفة رجل أعمال من أجل تمويل تهريب المخدرات والأنشطة الأخرى غير القانونية. فيما أدين 32 شخصاً آخر من العصابة في جرائم أخرى وحكم عليهم بالسجن في الإجمال ما يزيد عن 200 عام.


وحصل الأنصاري وهو لاجئ عراقي على الجنسية البريطانية بعد طلب اللجوء، وتعرض للسجن ثلاث سنوات ولكن سرعان ما تم إطلاق سراحه بسبب قواعد الإفراج المبكر والوقت الذي كان قد أمضاه في السجن في انتظار المحاكمة. وفي أعقاب عودته من سورية، فإنه يواجه في الوقت الحالي قضاء ما تبقى من فترة عقوبته في قضية غسيل الأموال والتي كان قد حصل فيها على إفراج مبكر بشكل تلقائي. كما أن عليه أيضاً سداد مبلغ 535,449 جنيهاً إسترليني إضافةً إلى الفائدة.
 
 ومع إدعاؤه عدم إمتلاكه ما يكفي من المال لسداد هذه الغرامة، إلا أن المحققين يعتقدون بأن لديه أصولاً مخبأة في دبي والمغرب، رافضين محاولاته لشطب الدين أو تقليصه. كما قيل بأنه يمتلك فندقاً خاصاً به في غوا Goa الهندية بقيمة 2 مليون جنيهاً إسترليني