أبوظبي - صوت الإمارات
واصل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لليوم الثاني على التوالي زيارته معرض "إكسبو ميلانو 2015".. وتجول في عدد من أجنحة الدول المشاركة في الحدث الدولي في المدينة الإيطالية الذي يستقطب يوميا أكثر من مئة ألف زائر من مختلف مناطق العالم.
واستهل جولته الثانية في المعرض بعد أن استقبله مدير عام المعرض جوزيدي سال والذي رافقه في جولته داخل جناح "بافيليون زيرو" الذي صمم من الخشب المستدام ويركز من خلال محتوياته والفيلم التسجيلي الذي شاهده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه والذي يتمحور حول عادات الأكل عند الشعوب والعوامل الطبيعية وكيفية توظيفها واستغلالها لمصلحة الإنسان والتخفيف من مضارها بطرق علمية وقائية متبعة لهذا الغرض.
ويعرض الجناح من خلال شاشات عملاقة أسعار المواد الغذائية المتفاوتة في العالم وكيفية التخلص من فضلات الأطعمة إلى مواد مفيدة للزراعات الحقلية المختلفة وخصوبة الأرض وحماية البيئة.
كما تعكس الشاشات أمام الزائرين تمدد الحضارات من المدن إلى الريف وأثرها على الزراعة والأيدي العاملة الزراعية. وانتقل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى جناح مملكة بلجيكا الذي يطلق عليه "نفق المستقبل" كونه يركز على الثروتين الزراعية والسمكية في بلجيكا والاستخدامات الحديثة للاستغلال الأمثل لهاتين الثروتين اللتين تشكلان عصب الحياة بالنسبة للشعوب وتحقيق الأمن الغذائي.
وشاهده في الجناح نموذجا للحديقة البلجيكية التي تشمل مختلف أنواع الأشجار والنباتات الزراعية البلجيكية. وكان جناح كوريا الجنوبية المحطة الثالثة في جولة والذي يحكي عن العادات والثقافة الغذائية للشعب الكوري الذي يعتمد في غالبيته على الأغذية النباتية بعيدا عن اللحوم البيضاء والحمراء التي تؤثر سلبا - حسب الثقافة الكورية - على صحة الإنسان.
واطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الأواني المنزلية المستخدمة في المطبخ الكوري خاصة القديمة منها والتقليدية.. واستمع من ممثل الحكومة الكورية في الجناح إلى شرح حول النظام الغذائي المتبع في المجتمع الكوري والتمسك بعاداته الغذائية القديمة التي يعتبرها صحية للإنسان.
وفي جناح "القهوة والشوكولاتة" الذي تشارك فيه نحو 79 دولة اطلع على أنواع القهوة المنتشرة في العالم وطرق زراعتها واستغلالها كثروة قومية عند العديد من الدول المنتجة لهذه المادة المستخدمة لدى جميع شعوب العالم كمشروب يومي عند الكثيرين.
وفي جناح إيطاليا المتميز بتصميمه العصري الذي يعكس الحضارة الإيطالية الحديثة.. شاهده مجسما ضخما يعكس مدى اعتزاز الشعب الإيطالي بحضارته ودوره الأساسي في حضارة العالم وازدهارها وتطورها وخسارة العالم لهذه الحضارة لو لم تكن الحضارة الإيطالية موجودة ولم تشكل مكونا أساسيا من مكونات الحضارة العالمية.
وشاهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أربعة أبراج في جناح الاتحاد السويسري في المعرض تتمثل في الملح والتفاح والقهوة والمياه والتأكيد على أن المياه مصدر للحياة من خلال العرض الذي يقدمه الجناح للمياه الجارية في جبال وشعاب سويسرا وتغذي أربعة أنهار مهمة في أوروبا.
أما المحطة الأخيرة في جولة سموه فكانت في جناح ألمانيا الذي يعرض منتجات ألمانيا الزراعية وتركيزها على الزراعة الحديثة والمياه وتوفير الأمن الغذائي لشعبها من خلال الاستغلال الأمثل للأراضي الزراعية واستخدام الأساليب الحديثة في الزراعة والري وجني المحاصيل وتوسيع آفاق البحوث والدراسات المتصلة بذلك.
وأعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن ارتياحه لزيارة "ميلانو إكسبو 2015" واطلاعه على أجنحة عرض الدول المشاركة، مشيدا بفكرة شعار المعرض "الغذاء طاقة للحياة" باعتبار أن مصادر الغذاء والأراضي الزراعية حول العالم معرضة للتدمير أمام زحف الحضارة والمدنية التي تقضم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لصالح البناء وإقامة المدن الإسكانية والصناعية وغيرها.
وأوضح في معرض تعليقه على شعار "ميلانو إكسبو 2015" أن توفير الأمن الغذائي هو من أولويات خطط واستراتيجيات حكومات دول العالم ما يؤكد ضرورة الحفاظ على المساحات الخضراء وتنميتها وحمايتها من الجفاف والتصحر وزحف المدنية وجور الإنسان.
وأعاد التأكيد على رئيس وأعضاء اللجنة العليا لدبي إكسبو 2020 الذي يقام تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" أن يستفيدوا من تجارب الآخرين ويتعلموا من أخطائهم حتى نبهر العالم بحضارتنا وتميزنا وكي يكون الأول من نوعه في تاريخ إكسبو إعدادا وتنظيما وإدارة وضيافة واحتراما لضيوف المعرض زواراً كانوا أم عارضين أم إعلاميين أم مستثمرين.
ودعا نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى تكاتف جميع الجهات الرسمية والأهلية من أجل إعلاء سمعة وطننا العزيز في المحافل والتظاهرات الدولية الاقتصادية منها والسياحية والثقافية والإنسانية وغيرها.. والأهم التعريف بثقافة شعبنا والتأكيد على احترام ثقافات الآخرين والإيمان بالتعايش والعدالة والمساواة بين شعوب العالم انطلاقا من إيماننا بالله وبعروبتنا وديننا الإسلامي الحنيف وثقتنا بأنفسنا وحبنا للحياة.