مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

كشفت صحيفة "الإندبندنت"، أن القوى العالمية تستعد للوصول إلى قرار موحد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن إعلان حرب مشتركة ضد "داعش" والقضاء على المتطرفين في العراق وسورية.

وحفّزت هجمات باريس وحادث تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء مجلس الأمن المنقسم حتى الآن لاتخاذ هذا القرار، وفي ظل تنفيذ تهديداته ضد المواطنين الصينيين هذا الأسبوع أصبح "داعش" يقتل مواطني خمس دول من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وأوضح مسؤولون فرنسيون، أنهم بصدد تقديم مشروع قرار رسميًا إلى مجلس الأمن ما ينحى جانبًا المشروع المنافس الذي قدمته روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع، ويتوقع اعتماد المشروع في وقت مبكر الجمعة أو خلال نهاية الأسبوع، وتعكس المناورة الفرنسية ثقة فرنسا بأن مشروعها لن يثير "الفيتو" الروسي أو الصيني وأنه سيفوز بالموافقة.

وجاء في نص القرار دعوة إلى كل الدول الأعضاء لاتخاذ كل التدابير اللازمة وفقا للقانون الدولي، ولاسيما الحقوق الدولية للإنسان واللاجئين والقانون الإنساني في الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش" في سورية والعراق، بغرض مضاعفة وتنسيق جهودها لمنع وقمع العمليات المتطرفة التي يرتكبها "داعش"، مع القضاء على الملاذ الآمن للتنظيم في سورية والعراق.

وأفاد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر: "القرار يتميز بالقوة والتركيز على هدف أساسي واحد وهو القتال ضد داعش باعتباره عدوًا مشتركًا، ونحن عازمون على العمل مع جميع شركائنا في مجلس الأمن لاعتماد هذا المشروع سريعًا ونأمل أن يتكاتف المجتمع الدولي معنا".

ويعتبر تمرير المشروع الفرنسي لحظة فارقة لمجلس الأمن، حيث أن أي قرار يؤيد التدخل الخارجي، وخصوصًا التدخل العسكري داخل حدود دولة ذات سيادة عادة ما يقابل بمقاومة شديدة من قبل روسيا والصين، ولكن في سورية تحديدًا مرر مجلس الأمن مؤخرًا في تموز / يوليو من العام الماضي قرارًا بالإجماع لتقديم المساعدات الإنسانية.

وعدلت روسيا مشروعها قليلًا عن النسخة التي قدمت في أيلول/ سبتمبر لكنها رفضت بواسطة لندن وباريس وواشنطن لأنها تتضمن أحكامًا تسعى إلى تعاون الحكومات في المنطقة بما في ذلك الرئيس بشار الأسد في سورية، إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى اتجاه موسكو إلى التخلي عن الأسد، وهناك تفاؤل حذر في أروقة الأمم المتحدة بأن روسيا لا يمكنها التفكير في عرقلة قرار يدين "داعش" بعد هجمات باريس وتحطم طائرتها.

وأضاف أحد الدبلوماسيين: "هناك زخم لإصدار قرار في مجلس الأمن لإدانة الهجمات في باريس وبيروت وشرم الشيخ مع التأكيد على وحدة المجلس ورغبته في مواجهة التهديد الذي يشكله "داعش".

ويشير مشروع القرار إلى أن "داعش" يشكل تهديدًا عالميًا وغير مسبوق للسلام والأمن الدوليين من خلال أيديولوجيته العنيفة المتطرفة وهجماته المتواصلة الموجهة ضد المدنيين وغيرها من الجرائم الوحشية.

ويتوقع بأن يتم تمرير القرار تحت إشراف بريطانيا التي تتولى حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، ومن المؤكد بأن ترحب الحكومة بتبني قرار يظهر وحدة العالم، ويعتقد بأن الأساس القانوني لتوجيه ضربات ضد "داعش" موجود بالفعل وفقًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة بشأن الحق في الدفاع عن النفس، فضلًا عن وجود تقارير نسبت إلى الولايات المتحدة والمخابرات العراقية بأن "داعش" يسعى إلى إنشاء وحدة لتطوير ونشر الأسلحة الكيميائية.

ومن المقرر بأن يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، واشنطن الأسبوع المقبل وبعدها موسكو لتشكيل ائتلاف مشترك ببين القوى ضد "داعش"، ويحاول هولاند إقناع الرئيس أوباما والرئيس بوتين بوضع خلافاتهم جانبا، ولا تزال الولايات المتحدة نافرة من التعاون مع روسيا  في ضوء المغامرة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، ومع ذلك أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري عزم واشنطن على هزيمة "داعش" بسرعة.

وذكر كيري: "نعتزم هزيمة داعش ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، وبدأنا حربنا ضد تنظيم القاعدة عام 2001 واستغرق الأمر بضعت أعوام منا حتى قضينا على أسامة بن لادن وتحييد القاعدة كقوى فاعلة، ونحن نأمل أن نفعل ذلك مع داعش في أسرع وقت، ونعتقد بأن لدينا القدرة على فعل ذلك".

وأوضح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، وجود أرضية مشتركة بعد محادثات مجلس الأمن المغلقة الثلاثاء قبل تسليم مشروع القرار الفرنسي، مضيفًا: "الشيء الوحيد الذي سمع بصوت عال وواضح في مناقشتنا في المجلس هو ضرورة وجود وحدة وطنية، ولا أرى أنها فجوة هائلة".