جون كيري و عادل الجبير و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

وسط مساعٍ لتسريع المسار الدبلوماسي الذي انطلق في الاجتماع الوزاري في فيينا بهدف عزل تنظيم "داعش"، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أبوظبي، الاثنين الماضي، محادثات مع مسؤولين إماراتيين ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير؛ لإقناع فصائل المعارضة السورية بالموافقة على وقف إطلاق النار.

يأتي هذا في وقت جدد فيه الائتلاف الوطني السوري المعارض دعوته عناصر جبهة النصرة للابتعاد عن تنظيم "القاعدة".

والتقى كيري في أبوظبي ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان؛، حيث أطلع الشيخ محمد على نتائج محادثات فيينا بشأن الأزمة السورية والاتصالات التي أجرتها واشنطن مع حلفائها في شأن الأفكار والحلول التي تهدف لوضع حد لهذه الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية.

ووفق وكالة أنباء الإمارات الرسمية، عقد كيري اجتماعًا مطولاً مع نظيره السعودي علمًا بأن الرياض ستستضيف اجتماعًا للمعارضة السورية بشقيها السياسي والمجموعات المسلحة بدايات الشهر المقبل.

وزيارة كيري إلى أبو ظبي هدفها، بحسب قوله، إقناع فصائل المعارضة السورية بالموافقة على وقف إطلاق النار، مجددًا أمله بإمكان التوصل لاتفاق في غضون أسابيع.

وتضمن بيان فيينا الأخير ربط وقف النار الشامل بموجب خطة تضعها الأمم المتحدة بانطلاق العملية السياسية والمفاوضات بين المعارضة والحكومة بداية العام المقبل لتشكيل حكومة انتقالية.

وتعمل واشنطن بشكل حثيث لتسريع الجهود (التي بذلت) في فيينا، وإعطاء دفعة لهذا المسار الدبلوماسي، وأن الجبهة الدبلوماسية تعمل في شكل حثيث ولديها خطة حقيقية مطروحة على الطاولة من أجل تطبيقها، وفقًا لكيري.

وتأمل واشنطن بأن يساهم جمع طرفي النزاع السوري لطاولة المحادثات، في تعزيز الحملة ضد "داعش"، لاسيما في ظل المخاوف المتنامية في أوروبا إثر الاعتداءات التي تبناها التنظيم في باريس قبل أيام.

وبشأن ما إذا كانت واشنطن تتعرض لضغط من حلفائها الأوروبيين للتعاون مع موسكو في الحرب ضد "داعش"، أجاب كيري أن "بعضهم يسأل عما إذا كان ذلك ممكنًا؟ في الظروف الملائمة، الجواب: نعم، الأمر ممكن، لكن علينا أن نطلق المسار السياسي، نحن على بعد أسابيع، ربما أسبوع أو اثنان، وإذا رأت كيانات معارضة أن ما نقوم به سيساعد الأسد على البقاء، سيزيد ذلك الأمور تعقيدًا.. لذلك، يتعين عمل ذلك بطريقة تعالج المشاعر لاسيما بين الأشخاص الذين يقاتلون الأسد منذ 4 أعوام".

وفي تركيا، جدد رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة دعوته لعناصر جبهة النصرة لتعلن لفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، ودعا الثوار السوريين الشرفاء أيضًا في هذا التنظيم للعودة إلى المظلة الواسعة للثورة السورية وتجنيب البلاد المزيد من الدمار.

ميدانيًّا، وبعد أسابيع من القتال الضاري والقصف الجوي الروسي، نجحت القوات الحكومية في طرد "داعش" من بلدة مهين ومحيطها في ريف حمص الشرقي، وسط توقعات بأن خطوتها المقبلة قد تكون التقدم مجددًا نحو مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص، التي سيطر عليها التنظيم الصيف الماضي.

وتواصلت المعارك على مختلف جبهات القتال في البلاد، في ظل إعلان القوات الحكومية تحقيق قواته مزيد من التقدم في ريف اللاذقية الشمالي (شمال غربي سورية)، بالتزامن مع هجمات عنيفة شنها مقاتلو المعارضة في ريف حلب، أسفرت عن طرد القوات الحكومية وموالين من نحو 10 نقاط في الريف الجنوبي.