محادثات جون كير مع إيران بشان البرنامج النووي

ألغى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف رحلتهما الجوية، الجمعة، وعقدا محادثات غير مجدولة في وقت متأخر من الليل في محاولة للخروج من المأزق الذي يواجهه برنامج إيران النووي.

وكان من المخطط أنَّ يعود ظريف إلى إيران من فيينا؛ للتشاور مع القادة في طهران بشأن الخطوات المقبلة، بعد فشل المفاوضات المكثفة التي عقدت في العاصمة النمساوية على مدار أربعة أيام في تحقيق انفراجة، بينما كان كيري ينوي التوجُّه إلى باريس؛ للتشاور مع الحكومة الفرنسية والانتظار لحين عودة ظريف.

ومع ذلك، غيّر كل منهما رأيه واختارا عقد جلسة وجهًا لوجه، كما أجَّل وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، رحلته وعقد اجتماعًا في وقت متأخر من الليل مع كيري، وكانت فرنسا أكثر الدول تشكُّكًا في التوصُّل إلى اتفاق بين الدول الغربية الممثلة في محادثات فيينا.

وأكدت المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي: "لم نقرر بعد وقت إقلاعنا، ولكننا سنبقى في فيينا هذه الليلة"

كما وصف أحد الدبلوماسيين الغربيين المحادثات بأنها "غير واضحة المعالم وتتسم بالجدية" مع وجود عدة عقبات يتعين التغلب عليها.

وذكر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الذي شارك في المحادثات متعدِّدة الأطراف بعد ظهر الجمعة، أنه لا تزال هناك "فجوة كبيرة جدًا" بحاجة إلى الرأب.

وأضاف: "لقد أجرينا سلسلة من المناقشات المفيدة، وهذه المسائل معقدة للغاية وأنه لا تزال هناك فجوة كبيرة جدًا بين الأطرفين، وقرَّرنا أنَّ يغادر كل منا لعقد مزيد من المناقشات التقنية مع خبرائنا وسوف نستأنف محادثاتنا من جديد في عطلة نهاية الأسبوع."

وفي وقت سابق، صرَّح هاموند للصحافيين: "من الواضح أنَّ كلا الجانبين يريد إتمام الصفقة، ولكن لا أحد منا يريد إبرام صفقة سيئة، ونحن واضحون تمامًا في رغبتنا الحصول على المزيد من المرونة من الجانب الإيراني، وفي المقابل، نحن مستعدون لتقديم شئ من المرونة، ولكن الوقت قصير".

وأضاف هاموند: "من الواضح أنَّ الجانب الإيراني يولي اهتمامًا لإتمام الصفقة، وجائزة إيران ضخمة وهي إمكانية وصولها إلى كميات كبيرة جدًا من الأصول المجمَّدة، والقدرة على التداول بحرية مع العالم من جديد، والقدرة على إعادة العلاقات مع المجتمع الدولي، ولذلك فإنَّ هناك جوائز ضخمة على الطاولة بالنسبة إلى إيران".

وحثّ فابيوس إيران على "اغتنام هذه الفرصة" للتوصُّل إلى اتفاق، وبأنَّ يكون اتفاق شامل، والذي قد يشمل قبول إيران بفرض قيود كبيرة على برنامجها في مقابل تخفيف العقوبات، التي قد تنهي المواجهة التي دامت على مدار 12 عامًا جراء طموحات إيران النووية.

وجاء عن وزارة الخارجية الروسية أنَّ وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وكيري قد اتفقا على ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصُّل إلى اتفاق بحلول الاثنين المقبل، وهو الموعد النهائي للمحادثات.

وتكمن الفجوات الرئيسية بين الجانبين في مدى قدرة إيران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وسرعة وتسلسل رفع العقوبات الدولية عن إيران.