القاهرة ـ أكرم علي
بدأت جلسة مباحثات القمة المصرية السعودية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر الإتحادية، وتتناول القضايا الاقليمية والدولية والاقتصادية، والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها.
ويشارك في جلسة المباحثات من الجانب المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الخارجية سامح شكري ووزراء المجموعة الاقتصادية وزيرة التعاون الدولي سحر نصر ووزير الاستثمار داليا خروشيد ووزير الكهرباء محمد شاكر ووزير الصناعة طارق قبيل، كما يشارك في جلسة المباحثات وزير التعليم المصري الهلالي الشربيني ووزير الثقافة حلمي النمنم، وعدد كبير من نظرائهم السعوديين.
ولدى وصول الرئيس السيسي والملك سلمان الى قصر الإتحادية في مصر الجديدة، أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالزائر، واستعرضا معاً حرس الشرف بعد عزف السلام الوطني لكلا البلدين.
و قالت الرئاسة المصرية إن مصر "لن تنسى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مواقفه المُقدّرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها"، مشيرة إلى أن "زيارة خادم الحرمين تشهد ترحيباً كبيراً من جانب مصر، قيادةً وحكومةً وشعباً"، مؤكدة أنها "تأتي في وقت يتعرض الأمن القومي العربي والخليجي إلى أخطار إقليمية وخارجية".
وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف في بيان ، "أن زيارة خادم الحرمين إلى بلده الثاني مصر تعكس خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشتركٍ ومصيرٍ واحد".
وأكد يوسف في بيان له أن مصر تولي أهمية كبيرة للزيارة، وبخاصة أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها خادم الحرمين إلى مصر منذ توليه مقاليد الحكم، وتُمثل تتويجاً للعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى تزامن توقيت الزيارة مع تعرض المنطقة لتحديات كبيرة في ضوء ما تمر به عدد من الدول العربية من اضطرابات وما تواجهه من أزمات، وهو ما يؤكد أهمية مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين مصر والسعودية حول مختلف الملفات الإقليمية، بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتوقع يوسف أن تتناول المحادثات بين خادم الحرمين والرئيس المصري القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتنسيق والتعاون على كل الصعد بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من أخطار إقليمية وخارجية، وستستأثر موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين بجانب كبير من المحادثات، وذلك في ضوء حرص الجانبين على دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية وتوثيقها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
وكشفت مصادر دبلوماسية وحكومية مصرية لـ"العرب اليوم" أن الإتفاقيات التي سيتم توقيعها الجمعة في القصر الرئاسي، ويبلغ عددها 24 اتفافية مشتركة بين وزارة التعاون الدولي المصرية وعدد من الوزارات الأخرى مثل الكهرباء والبترول مع نظرائها السعودية، حيث من المنتظر أن تشهد زيارة خادم الحرمين الشريفين توقيع 24 اتفاقية ومذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها خلال اجتماعات مجلس التنسيق المصري السعودي في مجالات منع الازدواج الضريبي، الزراعة، الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، الكهرباء، الإسكان، التربية والتعليم ، النقل البحري و الموانئ، الثقافة، الإذاعة والتلفزيون فضلاً عن اتفاقيات المشاريع المتضمنة في برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء بإجمالي 1,5 مليار دولار، موضحة أن هناك 14 اتفاقية سيشهد توقيعها كل من الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي، والعشر الاتفاقيات الأخرى سيتم توقيعها بين الوزارات المعنية في كل من الجانب السعودي والمصري.
وتشمل هذه لاتفافيات مشروع انشاء جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز بمدينة الطور، مشروع إنشاء طريق محور التنمية بطول 90 كم، مشروع انشاء أربع وصلات بطول إجمالي 61 كم تربط محور التنمية بالطريق الساحلي، مشروع انشاء تجمعات سكنية، مشروع انشاء تجمعات زراعي، مشروع انشاء ورصف طريق الجدي، مشروع انشاء محطة معالجة مياه ثلاثية (لمعالجة مياه مصرف المحسمة)، مشروع انشاء سحارة، مشروع انشاء طريق النفق- طابا، مشروع تطوير طريق عرضي1، مشروع جامعة الملك سلمان بمدينة الطور هو مشروع ضخم ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء يهدف المشروع إلى الارتقاء بالمستوى العلمي ورفع التوعية والتعليم بالمنطقة وسيتيح المشروع لسكان سيناء وغيرها فرصة لتعليم الجامعي ويؤهلهم للالتحاق بمختلف مجالات العمل وتبلغ تكلفة المشروع 300 مليون دولار أمريكي ومن المتوقع أن يتم إنجاز المشروع في نهاية عام 2018.
وأشارت المصادر إلى أن الاتفاقيات تشمل 12 اتفاقية لتنمية شبه جزيرة سيناء واتفاقية لتطوير كهرباء القاهرة واتفاقية لتطوير مستشفى القصر العيني، و10 اتفاقيات في مجال النقل البحري والتعليم ومكافحة الفساد والتعاون الثقافي والاستخدامات الخاصة بالطاقة السلمية، واتفاقية الإزدواج الضريبي واتفاقية التعاون في مجال العمل، واتفاقية التعاون في الإسكان والزراعة، كما أن هناك استثمارات سيتم الاتفاق عليها خلال الزيارة يوم السبت المقبل بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقبيل مغادرة خادم الحرمين الرياض كان أصدر أمراً ملكياً أناب فيه ولي العهد الأمير محمد بن نايف، لإدارة شؤون الدولة خلال فترة غيابه عن البلاد.
وصدر عن الديوان الملكي اليوم بيان جاء فيه: "سيقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة رسمية لجمهورية مصر العربية هذا اليوم الخميس 29 - 6 - 1437هـ، الموافق 7 - 4 - 2016، تلبية للدعوة الموجهة له من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتأتي هذه الزيارة انطلاقاً من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وسيتم خلالها بحث سبل تعزيز تلك العلاقات في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"