القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
افتتحت وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين" الفلسطينيين "الأونروا" الأحد، مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي مكونة من 600 وحدة سكنية وستأوي 15 ألفًا من الفلسطينيين، بحضور شخصيات مرموقة ولفيف من الوجهاء والوزراء والشخصيات المستقلة، وسط فرحة شعبية فلسطينية عارمة وإشادة بجهود دولة الإمارات في دعم النازحين والفقراء في قطاع غزة.
وألقى كلمة "الهلال الأحمر" الإماراتي الدكتور سفيان أبو زايدة الذي أكد على الدور الكبير للإمارات في خدمة الشعب الفلسطيني وإغاثته ومساندته، شاكرًا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة الشيخ محمد بن زايد، وممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، على دورهم في تحقيق هذا المشروع.
وقال أبو زايدة إن الدعم الإماراتي المتواصل للشعب الفلسطيني كان له أثر كبير في تحسين ظروف سكان القطاع، موضحاً أن الإمارات عندما تقدم دعمها تقدمه بلا شروط مسبقة ومن دون أي اعتبار للمواقف السياسية، ولم يحدث أن طلبت الإمارات شيئاً من أحد جراء ما تقدمه.
وأكد أن هناك عديد المشاريع التي تنوي الإمارات تقديمها للشعب الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة، وسيتم الإعلان عنها في حينه، مؤكداً أن الإمارات كانت دائماً سنداً حقيقيا ورافعة صلبة للشعب الفلسطيني واللاجئين.
وقال المهندس رفيق عابد مدير دائرة الهندسة وتطوير المخيمات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، في حديثه أمام الحضور، إن الأونروا بذلت كل ما بوسعها لإكمال المشروع رغم التحديات الصعبة والمعوقات التي واجهت المشروع على مدار ثماني سنوات، حيث تم إنجازه على مرحلتين.
وجاء هذا المشروع بعد ثمانية أعوام من الصعوبات التي واجهته جراء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ بداية الانقسام الفلسطيني في يونيو 2007، حيث كانت بداية الانطلاق فيه، وتوقف نتيجة ظروف الاغلاق والحصار الإسرائيلي منذ ذلك الوقت.
ويتضمن المشروع الذي يموله الهلال الأحمر الإماراتي، 600 وحدة سكنية وإنشاء 4 مدارس للاجئين من أصل 8، مجهزة بأحدث المواصفات العالمية وبنية تحتية وتمديد شبكات للمياه والكهرباء وبئر للمياه.
وبدأت المرحلة الأولى من المشروع في مايو 2010 حتى سبتمبر 2010 بتجهيز 150 وحدة سكنية، وجرى استئناف المرحلة الثانية وانهاء المشروع من مطلع عام 2014 حتى مايو 2015 بتجهيز 450 وحدة سكنية.
وستأوي مدينة الشيخ خليفة بن زايد السكنية 15 ألف مواطن فلسطيني ممن تشردوا بفعل الحروب الإسرائيلية على القطاع ودمرت منازلهم، وينتمون إلى ألفي أسرة سيتم توزيعهم على 600 وحدة سكنية تتألف كل منها من ثلاثة طوابق على شكل منزل مستقل.
ووصلت تكلفة هذا المشروع 20 مليون دولار تضمنت تجهيز كل البنية التحتية من طرق ومرافق عامة وحدائق ومتنزهات وعيادة طبية، بالإضافة لأربع مدارس.
وفى حديث خاص لـ"البيان" أكد مسؤول الإسكان في الأونروا المهندس معين مقاط، أن الفلسطينيين استلموا شققهم قبل شهر تقريباً، وحصلت ثلاث فئات على الشقق منها متضررون من الحروب وفئات مهمشة اجتماعياً وتعانى الفقر الشديد، وفئة ثالثة ضمن مشروع تطوير المخيم ممن هدمت منازلهم للتطوير.
واشار إلى أن مساحة الشقق كانت تسلم حسب عدد أفراد الأسرة، وتم تقسيمها إلى أربعة اقسام تشمل أربع مساحات مختلفة، الأولى غرفة ومطبخ وحمام وتزداد تدريجياً وصولاً لأربع غرف ومطبخ وحمام، بمساحة تبدأ من 40-110 امتار لجميع الشقق.
محمد السواركة (43 عاما) أحد سكان مدينة الشيخ خليفة جلس على باب منزله فرحاً بحياته الجديدة. وقال لـ"البيان": هدم منزلي شرق خان يونس في الحرب الأولى عام 2009، وعشت بقية حياتي مع اسرتي مشرداً من بيت إلى بيت بالأجرة، وأخيراً حصلت على بيت ملك لي.
وشيدت دولة الإمارات مدينة الشيخ زايد شمال القطاع قبل 15 عاماً والتي أصبحت معلماً بارزاً في مسيرة العطاء الإنساني للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
وضمت المدينة التي نفذت بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية وبلغت تكلفة بنائها 227 مليونا و850 ألف درهم 736 وحدة سكنية وزعت على المشردين جراء تدمير الاحتلال منازلهم، وقد خففت من معاناة الفلسطينيين وحسنت ظروفهم الإنسانية.
رحب المسؤولون الفلسطينيون بإتمام تجهيز مدينة الشيخ خليفة بن زايد السكنية في جنوب غزة التي مولت بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال د. يوسف جمعة سلامة، إن المشروع يأتي استمراراً لمسيرة العطاء التي بدأها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، بدوره قال د.مفيد محمد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، إن الإمارات ساعدت الشعب الفلسطيني في غزة، من خلال إنشاء المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز الصحية والمشروعات السكنية.