معطرات الجو في المنازل

حذّر العلماء من أن معطرات الجو في المنازل تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية الخطيرة، موضحين أن العطور تتحد مع جزيئات الهواء، وإذا كانت الغرفة ليست جيدة التهوية فيمكن أن ترتفع نسبة هذه المواد إلى مستويات خطيرة.

وأجرى البروفيسور الستير لويس من المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي في جامعة نيويورك كجزء من البحث، اختبارات على ستة منازل حديثة مماثلة على مدى خمسة أيام، قاس فيها أولًا مستويات مجموعة من المواد الكيميائية العضوية المتطايرة، من بينها البنزين الذي يأتي من تلوث المركبات في الهواء الطلق، وعطر الصنوبر ألفا بينين الذي يستخدم في العديد من منتجات التنظيف.

وأوضح أن المادة الكيميائية الأبرز في المكون هي الليمونين التي تطلقها الشموع المعطرة بسهولة، ويستخدم الليمونين عادة لإعطاء رائحة الحمضيات في الشموع المعطرة، وتعتبر مادة آمنة جدًا تستخدم باعتبارها توابل في الأطعمة، إلا أنه لا يبقى في المنازل على هيئته الأمنة بل يتفاعل مع الغازات الأخرى لخلق شيء آخر.

وحلّل البروفيسور لويس التفاعلات التي تحدث واكتشف أن الليمونين يتحد مع الجزيئات الأخرى في الهواء الجوي مكونا مادة كيميائية تسمى الفورمالديهايد، التي تستخدم في التحنيط والصناعات الثقيلة، والمعروفة بتسببها في مرض السرطان لدى البشر، وتؤثر مستوياتها العالية بشكل خطير على الصحة.

ويرتبط ذلك بشكل وثيق مع سرطان الأنف والحلق، وعلى أقل تقدير فإنها تسبب التهاب الحلق والسعال ونزيف الأنف والتهابات العيون، وتشمل المواد الكيمائية في معطرات الجو المنتجات النفطية مثل ثنائي الكلور، ولكن الخبراء وجدوا أن مجموعة صغيرة من النباتات المنزلية استطاعت امتصاص مواد كيميائية معينة بما في ذلك الفرومالديهايد.

وسجّل البروفيسور لويس مستويات الليمونين والفورمالديهايد في الجو مع وجود أربع نباتات منزلية لمدة ستة أسابيع، وخلال تلك الأسابيع وجد أن مستوى الليمونين لم ينخفض ولكن مستويات الفورمالديهايد انخفضت بشكل ملحوض، وتشير الأبحاث إلى أن بعض النباتات المنزلية وخاصة اللبلاب ونبات الإبرة والخزامي والسرخس كانت جيدة في امتصاص الفيورمالديهايد.

وينفق البريطانيون في ما يقرب من 400 مليون جنيه سنويًا على شراء ما مجموعه 225 مليون من معطرات الجو مثل المواد الهلامية والشموع والبخور، وحذّر الأطباء في الأشهر الماضية أن السجائر الإلكترونية ربما لا تكون أكثر أمنا من تدخين التبغ بسبب إنتاجها لمادة الفورمالديهايد وغيرها من المواد الكيمائية المسببة للسرطان، وأكد الخبراء أن هناك حاجة ماسة لمزيد من البحوث العلمية بعد نتائج هذا البحث المثيرة للقلق.