القاهرة ـ أكرم علي
أكّد مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة انفجار عبوة ناسفة، في حي "الميريلاند في روكسي"، في منطقة مصر الجديدة، دون وقوع إصابات، فيما بيّن الأمين العام للجنة العليا للانتخابات عبد العزيز سالمان أنَّ اليوم الأول من الانتخابات الرئاسيّة شهد إقبالاً كثيفًا من المواطنين، معربًا عن اعتقاده بأنَّ المشاركة الثلاثاء ستكون أكبر، لاعتباره إجازة رسميّة.
وأشار المصدر، في تصريح إلى "مصر اليوم"، إلى أنَّ "الشرطة، رفقة خبراء المفرقعات انتقلت على الفور بغية تمشيط المنطقة، والكشف عن أيّة متفجرات أخرى".
وتعتبر الواقعة هي الأولى في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية في مصر، وذلك وسط التشديدات الأمنية، التي تتخذها أجهزة الشرطة والجيش، لتأمين الناخبين.
ونفى سلمان، في تصريحات صحافية، الثلاثاء، ما تردّد بشأن تخصيص وقت إضافي، أو لجان خاصة لتصويت الوافدين، مشيرًا إلى أنَّ "اللجنة منحت المغتربين بالفعل وقتًا كافيًا، لمدة 15 يومًا، لإبداء رغبتهم في اللجان التي يودون التصويت فيها"، وبيّن أنَّ "الجنة لم تصدر أيّ بيانات أو إحصاءات تتعلق بنسبة التصويت في اليوم الأول".
ونشر الموقع الإلكتروني الرسمي للجنة العليا للانتخابات الرئاسية الإجراءات الواجب اتّباعها من طرف رئيس اللجنة الفرعية عند فرز الأصوات، والتي تبدأ عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات غلق باب التصويت، لليوم الثاني على التوالي، والمقرّر له العاشرة من مساء الثلاثاء.
وتتمثّل الإجراءات في قيام رئيس اللّجنة الفرعية، في حضور مندوبي المشرحين، ووسائل الإعلام، والمتابعين، والزائرين، بفضِّ الأقفال البلاستيكية الموضوعة على صناديق الاقتراع، وإفراغها من جميع محتوياتها على طاولة أمام الجميع، والتأكد من خلوها تمامًا.
ويتم رد بطاقات الاقتراع على ظهرها، وتقسيمها لثلاث مجموعات، عبر تقسيمها مجموعة لكل مرشح، ومجموعة الأصوات الباطلة، عقب عد وإثبات عدد البطاقات التي حصل عليها كل مرشح، وكذلك عدد الأصوات الباطلة.
وأشارت اللّجنة إلى أنَّ "رئيس اللجنة عليه إعلان نتيجة الحصر العددي، متضمنة عدد الناخبين المسجلين في الكشف، وعدد من أدلوا بأصواتهم، وعدد الأصوات الباطلة، والصحيحة، وعدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح، أمام الحاضرين، وحق كل مندوب في الحصول على صورة من كشف نتيجة الحصر العددي.
وشدّدت اللّجنة على ضرورة حفظ أوراق العملية الانتخابية، عبر وضع بطاقات الاقتراع في حافظة كرتونية، مخصصة لذلك، ووضع بطاقات الاقتراع الفارغة، التي لم تستخدم، في جوال بلاستيكي، وكشوف الناخبين في الحافظة البلاستيكية المخصصة لها، وكذلك كشف نتيجة الحصر العددي، وباقي أدوات العملية الانتخابية من الحبر الفسفوري، وصناديق الاقتراع الفارغة، وكبائن الاقتراع تبقى في اللجنة، ليتم تجميعها من طرف مندوب وزارة الداخلية.
وأوضحت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أنّه "يتعين على رئيس اللجنة الفرعية التوجه إلى اللجنة العامة، بغية تسليم أوراق العملية الانتخابية، رفقة قوات الأمن، لتأمينها".
وسيطر ضعف الإقبال على مقار الاقتراع في منطقة الهرم والجيزة والدقي، بعد مرور ساعتين من فتح أبواب اللجان، في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسيّة، للاختيار بين المرشحين عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، فيما أكّدت اللّجنة العليا للانتخابات أنَّه لا توجد أي أرقام أو إحصاءات لديها بشأن حجم أو نسب الإقبال على التصويت في اليوم الأول للعملية، مشيرة إلى أنَّ رؤساء اللجان لا يحصون عدد الناخبين في نهاية اليوم الأول، ومبرزة أنَّ الأرقام النهائية تصدر في نهاية عملية الاقتراع، بعد انتهاء الفرز، في اليوم الثاني (الثلاثاء) من الاستحقاق.
ولم يتواجد في لجنة الشهيد أحمد حمدي، في شارع الهرم، أكثر من 10 ناخبين، فيما كان عددهم في مدرسة الفيصلية، في منطقة الهرم، 5 ناخبين، وذلك بعد ساعتين من فتح أبواب اللجان.
واعتبر أحد الناخبين، ويدعى محمد صالح، أنَّ "قلة المشاركة في الصباح تأتي بسبب الأجازة الرسمية التي منحتها الحكومة المصرية"، متوقعًا أنَّ "الجماهير ستنزل إلى الجان بعد عصر الثلثاء، بغية قضاء بقية اليوم خارج المنزل، أو في أمور أخرى".
ويأتي هذا فيما خلت، في منطقة الدقي، مدرسة رياض الأطفال ومدرسة الدقي، من الناخبين، ما أثار استغراب القائمين على تأمينها.
و شهدت اللجان تشديدات أمنية موسعة، من طرف قوات الجيش والشرطة، على الرغم من استمرار غياب الناخبين.
وتسبّب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الاثنين، في منع الناخبين، لاسيما في محافظات الصعيد من الذهاب لمراكز الاقتراع، ، فضلاً عن قناعة الملايين من مؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي بأنَّ المعركة محسومة لصالح مرشحهم، وبالتالي ليس عليهم تكبّد عناء النزول في تلك الحرارة المرتفعة.
وتواصل غرفة عمليات مجلس الوزراء عملها برئاسة اللواء أسامة سينجر، والتي أكّدت عدم تلقيها شكاوى في اليوم الأول من الانتخابات.
ووصل وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي إلى مقر وزارة الدفاع، بغية متابعة اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية، عبر غرفة عمليات القوات المسلحة.
وكان رئيس "المجلس القومي لحقوق الإنسان" محمد فائق قد طالب بمد ساعات التصويت إلى الـ 11 مساء، عوضًا عن انتهاءها في التاسعة، بغية زيادة أعداد المشاركة.
وتلقت غرفة عمليات نادي القضاة المصري، الاثنين، 85 شكوى، بشأن المشاكل اللّوجستية والفنيّة، دون شكاوى تتعلق بالقضاة وتوجيه الناخبين.
وأعلن مجلس الوزراء المصري، الاثنين، عن أنَّ الثلاثاء عطلة رسمية، بغية إتاحة الفرصة أمام العاملين في القطاع الحكومي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وأكّد رئيس الوزراء إبراهيم محلب أنَّه "تلقى رغبات فئات كثيرة للشعب، والحكومة بلا شك ترى أن هناك أولويات، والأولوية الأولى أن نمكّن الشعب من تحقيق إرادته بيسر، وبالتالي الثلاثاء إجازة، وهذا احترام للإرادة شعبية".
وكان اليوم الأول قد شهد إقبالاً دون المتوسط، حسب التقارير الإعلامية والحقوقية، فيما سارت العملية الانتخابية بكل هدوء، وغاب عنها عنف جماعة "الإخوان"، التي اعتادت، منذ عزل مرسي، القيام بأعمال تخريبية وتفجيرية في ربوع البلاد.
وتواصل قوَّات الأمن من الجيش والشرطة تشديداتها على المقار الانتخابية، عبر نشر المدرعات العسكرية، وجنود الأمن المركزي، وجنود وضباط الجيش.
ودفعت وزارة الصحة بـ2500 سيّارة إسعاف، بغية تأمين اللجان الانتخابية، في جميع أنحاء مصر، وألغت الإجازات في المستشفيات، بالتزامن مع الانعقاد الدائم للجنة الأزمات، برئاسة وزير الصحة الدكتور عادل عدوي، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وفرق الانتشار السريع، لحين الإنتهاء من العملية الانتخابية، في التاسعة من مساء الثلاثاء، معلنة عن "سقوط حالتي وفاة طبيعية، الاثنين، و38 مصاب، تمَّ نقلهم جميعًا إلى المستشفيات، بغية تلقي الإسعافات اللازمة".
وتعدُّ هذه المرّة الثانية التي ينتخب فيها المصريون رئيسًا خلال عامين، حيث يختار المصريون رئيسهم السادس، كما أنه التصويت السابع منذ ثورة عام 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.