لندن ـ كاتيا حداد
ناشدت عائلات إثنين من البريطانيين وأيرلندي بالإفراج عنهم عقب إلقاء القبض عليهم في العراق خلال عودتهم إلى وطنهم من محاربة الإرهابيين في تنظيم داعش داخل الأراضي السورية, وكان جاك هولمز البالغ من العمر 23 عامًا و جو أكرمان 37 عامًا وكذلك غوتشوا مولوي 24 عامًا قد تم إلقاء القبض عليهم من قبل حكومة إقليم كردستان ( KRG ) في أعقاب عبورهم بطريقة غير شرعية إلى العراق قادمين من سورية, ويبدو قلق العائلات علي ذويهم واضحًا بشكل لا يصدق بحسب ما صرح المدافع عن حقوق الأكراد إلى صحيفة "الديلي ميل", مارك كامبل, مشيرًا إلى أنهم وجهوا نداءً شخصيًا إلى حكومة إقليم كردستان من أجل الإفراج عن أبنائهم.
وحارب الرجال مع الوحدات الكردية لحماية الشعب في سورية قبل أن يتخذوا قرارهم بالعودة إلى ديارهم كي يكونوا إلى جوار عائلاتهم, وسافر الثلاثة رجال إلى إحدى الحدود المغلقة وعبروا في إنتظار المساعدة من البيشمركة العراقية التي لم تصل, وإستمر إنتظار هؤلاء الرجال بضعة أسابيع وإزداد غضبهم وفق ما قال السيد كامبل، ما دفعهم إلى إستكمال طريقهم إلى منطقة شنكال ( سنغار ) Shengal, وبمجرد وصولهم يوم الأربعاء، فقد قام جو بإرسال رسالة، إلا أن الإتصال مع المقاتلين قد إنقطع وبعدها بعدة أيام تلقت والدة السيد اكرمان مكالمة هاتفية تبلغها بأن الثلاثة رجال قد تم إلقاء القبض عليهم من قبل شرطة حكومة إقليم كردستان KRG, وفي آخر الأخبار الواردة، فقد تم إحتجازهم في مكانٍ ما في إربيل Erbil بحسب ما ذكر كامبل, وأضاف كامبل بأنهم لا يعلمون حتى الآن السبب وراء القبض على هؤلاء الرجال، على الرغم من التقارير التي تشير إلى عبورهم بإتجاه العراق بطريقة غير شرعية, مشيرًا إلى أن القوات الكردية تقوم بذلك بإنتظام.
وكان السيد هولمز من دورست Dorset والذي عمل في مجال تكنولوجيـا المعلومات قد سافر لأول مرة إلى سورية في كانون الثاني/يناير عام 2015 ، على الرغم من عدم تلقيه أي تدريب عسكري في السابق, وفي مقابلة حصرية أجرتها صحيفة "الديلي ميل" العام الماضي، فقد ذكر بأنه كان يتألم من مشاهدة ما يحدث في الوقت الذي تغض فيه الحكومة البريطانية وبقية الغرب الطرف عن هذه الأوضاع الصعبة في المنطقة والتي لا يعلم عنها أغلب المواطنين شيئًا, مما دفعه إلى الذهاب هناك ومحاولة القيام بأي شئ من أجل مساعدة الشعب في نضاله.
أما السيد مولوي وهو جندي سابق في الجيش البريطاني من مقاطعة لاويس Laois الأيرلندية، فقد سافر إلى الشرق الأوسط في نيسان/إبريل من العام الماضي, وصرح أبيه ديكلان مولوي إلى صحيفة "الإندبندنت" الصادرة من إيرلندا بأن غوتشوا كان يشعر بالأسي من ما يحدث لهذه الجماعات الأقلية في الشرق الأوسط وبصفة خاصة الأيزيديين, إلَّا أنَّ الصراع قد إزداد تعقيدًا في الآونة الأخيرة مع تركيـا و روسيـا اللذان تدخلا بقواتهم، ويعتقد السيد مولوي بأن غوتشوا ربما رأى من الضروري عودته إلى موطنه بعدما أدى دوره, وعن ثالث الرجال وهو السيد اكرمان، فقد كان جنديًا سابقًا في الجيش البريطاني من هاليفاكس Halifax، غرب يوركشاير.
وذكر المتحدث بإسم الخارجية الأميركية ومكتب الكومنولث إلى صحيفة "الديلي ميل" بأنهم على إتصال بالسلطات المحلية في أعقاب إلقاء القبض على مواطنين بريطانيين في العراق، والذين كانوا من بين الرجال الغربيين ممن يحاربون الجماعة الإرهابية في سورية, وكشفت الديلي ميل الشهر الماضي أن مقاتلين من بريطانيا والولايات المتحدة ونيوزيلندا و السويد يشكلون جزءً من وحدة طبية مساندة للقوات الكردية.