الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

وجه عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، كلمة بمناسبة عودة الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة في اليمن، واستعداد الدفعة الثانية

للمشاركة، ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وفيما يلي نص الكلمة "بمشاعر الفخر والاعتزاز نستقبل الدفعة الأولى من جنودنا الأبطال العائدين من ساحة الوغى، التي سطروا بها نموذجًا إماراتيًا عربيًا في التضحية والفداء، ورفع الظلم عن إخواننا في اليمن الشقيق، في الوقت الذي نودع فيه نخبة من أبنائنا في دفعة ثانية ليكملوا مسيرة الدفاع عن الحق ونصرة المحتاج." هؤلاء هم أبناء الإمارات الذين لم يضنوا بالنفس والنفيس؛ نرفع بهم هاماتنا ونحمي بسواعدهم أوطاننا، ونبني بهم

مستقبلنا ومستقبل أمتنا العربية، لقد غادروا وطنهم الصغير وفي قلوبهم وطنهم الكبير، وفي أعناقهم أمانة حملوها بكل صدق ووفاء؛ وبين أكفهم رسالة مستمدة من ديننا الحنيف، ومرتكزة إلى قيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، مضمونها الذود عن الحق وحماية مستقبل أوطانهم. هم جنودنا البواسل الذين غادروا ويغادرون أوطانهم من أجل

إحقاق الحق، وكل واحد منهم نذر نفسه شهيدًا لحماية مصالح وطنه وأمته، فمنهم من قضى في أرض المعركة ببسالة وبطولة، ليخلد بذكراه العطرة رمزًا للسيادة والكرامة، ويروي بدمائه تاريخًا إماراتيًا عربيًا مشرفًا، ومنهم من يعود اليوم مكلل الجبين بالغار والعز والفخر، وآخرون يوحدون صفوفهم متلاحمين تلبية لنداء الواجب ودفاعًا عن

قضايا الأمة. إن مشاركة أبنائنا في حربهم ضد الظلم تجسد الدور المحوري لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركتها ضمن قوات التحالف العربي المشترك لتأمين الأمن والأمان في المنطقة، ويعكس إرادتهم الصلبة في التصدي للتحديات لبناء سياج منيع في وجه كل من يمس بأمن واستقرار وطننا العربي. أبناء الإمارات الذين نتباهى

بشجاعتهم وإرادتهم يسطرون بصنائعهم البيض على ثرى اليمن ملاحم بطولية تاريخية يستكملون بها ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم من قيم الولاء والانتماء والتضحية فتاريخ دولتنا حافل في تقديم الكثير من التضحيات والدماء الزكية للذود عن شرف الأمة.

إن مشاركتنا في حربنا هذه هي تأكيد التفافنا حول قيادتنا الرشيدة في مساعيها نحو موقف إماراتي خليجي عربي موحد في تحرير اليمن، وتمكين الحكومة الشرعية من التراب الوطني اليمني كاملًا.

نقدر عاليًا المشهد الوطني لأهل الإمارات والوقوف صفًا واحدًا لتقديم أبنائهم درعًا وسيفًا للوطن، لتحقيق أهدافهم السامية في الكرامة والعزة، وهو ما تربى عليه أبناء هذا الوطن المعطاء الذي أفرز نماذج بطولية نفاخر العالم بقدراتها العسكرية ومهاراتها الدفاعية وشجاعتها من أجل الحق.

هنيئًا للإمارات وأمتنا العربية بأبنائها، الذين أثبتوا في تلك البؤر الساخنة أنهم على قدر المسؤولية، وأثبتوا قدراتهم الحربية في المعارك الطاحنة ليكونوا دائمًا حصننا وسياجنا المنيع"