موسكو - حسن عمارة
عززت روسيا وجودها العسكري في منطقة القطب الشمالي، من خلال ارسالها لقوات وصواريخ لتعزيز مكانتها في التنافس على احتياطيات النفط والغاز الهائلة في المنطقة، فضلًا عن نشر الصواريخ الروسية المضادة للطائرات، حيث يشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الانتهاء من تشييد ست قواعد جديدة لتعزيز دور بلاده في المنافسة الأجنبية على الموارد الطبيعية.
وتشير التقديرات إلى وجود مليارات الأطنان من النفط والغاز الكامنة تحت قاع البحر والذي يعد منطقة متنازع عليها حاليا، وتعد منطقة القطب الشمالي الوحيدة في العالم التي لا تزال حدودها غير منظمة، ما دفع روسيا والنرويج والدنمارك وكندا إلى تقديم طلبات ملكية للأمم المتحدة لحفظ الكنوز الكامنة في قاع المحيط الشمالي المتجمد.
وتشمل خطة بوتين على المدى الطويل بناء نحو 13 مطار و10 قواعد رادار في منطقة القطب الشمالي بما في ذلك مصائد مزدرة للأسماك، وأفاد المحرر في مجلة الدفاع الوطني في موسكو إيغور كوروتشينكو أن "القطب الشمالي يمثل أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا بسبب احتياطيات النفط والغاز الهائلة، وتعتبر الظروف صعبة للغاية وخاصة في فصل الشتاء ولذلك فإن القواعد الجديدة تسمح للقوات الروسية بالتواجد هناك طوال العام والسيطرة على المجال الجوي لمئات الكيلومترات حولها".
وتتواجد 150 من القوات الروسية في العام الجديد في القاعدة الروسية في القطب الشمالي والتي تقع على جزيرة الكسندرا الروسية في قلب الدائرة القطبية الشمالية، وأعلنت وزارة "الدفاع" الروسية أيضا هذا الشهر إنشاء قاعدة صواريخ للدفاع الجوي في "نوفايا زيمليا" وفى ميناء المنطقة القطبية الشمالية " تيكسي".
وتقع القواعد العسكرية الخمسة الأخرى والتي شارفت على الانتهاء على جزيرة كوتيلني في جزر سيبيريا الجديدة وعلى جزيرة سريدني، وفي مستوطنة روغاشيفو في نوفايا زيميليا، وجزيرة رانغول ومنطقة كاب شمايدت في شبه جزيرة تشوكوتكا.
وتشمل القوات الروسية سفن حربية وغواصات تعمل بالطاقة النووية من الأسطول الشمالي في شبه جزيرة كولا واثنين من وحدات المشاة وعربات الثلوج وحوامات، وحذر الخبراء من أن روسيا عازمة على استخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها للمنافسة على الموارد.
يشار إلى أن روسيا لا تعد الدولة الوحيدة التي صعدت مخططاتها العسكرية في منطقة القطب الشمالي، حيث وجدت غواصات أمريكية وبريطانية في المحيط المتجمد الشمالي، كما زادت كندا وجودها العسكري أيضا، حيث اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما إطلاق أسطول أميركي لكسر الجليد، ويمثل قاع المحيط أمنية كبرى للدول المتنافسة نظرا لوجود ما يقدر ب 90 بليون برميل من النفط تحته. كما يقال إن المنطقة تعتبر موطنا ل 30% من الغاز الطبيعي الذي لم يكتشف حتى الآن في العالم، ومن المتوقع أن تراجع الأمم المتحدة مطالب روسيا في الأرض هناك في فبراير/ شباط، حيث تصر على أن اثنين من الحواف تحت الماء التي تصل إلى القطب الشمالي تنتمي إلى جرفها القاري.