الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف

حذّر مندوب روسيا في الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف من خطورة مخططات تركيا ومحاولتها شنّ عمليات بريّة داخل العراق وسوريا، كما حذرت روسيا من مغبة إقدام تركيا على تنفيذ مخططات لبدء العملية العسكرية في العراق وسوريا، وعبرت عن أملها في عدم تنفيذها.

وذكر مندوب روسيا الدائم في الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، في كلمة له خلال اجتماع حول دور روسيا في الشرق الأوسط، عقد في مدينة بروكسل، من المحتمل أن تبدأ تركيا عملية برية في العراق وسوريا، وأن هذه المخططات التركية ستؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة وخلق توتر.

وتمسّكت المعارضة السورية، الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، بسياستها الحذرة في التعاطي مع محادثات جنيف السورية، المقرر أن تبدأ الجمعة، بعدما بقي موقفها النهائي حول قرار المشاركة في انطلاق المحادثات المتوقع أن تطول لأشهر معلقًا بانتظار تقديم الأمم المتحدة ردًا مكتوبًا على الإيضاحات التي كانت طلبتها الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة.

وكانت الهيئة العليا للتفاوض، قد نقلت منذ الثلاثاء، الكرة إلى ملعب الأمم المتحدة عقب طلبها مجموعة من الإيضاحات قبل اتخاذها القرار النهائي بشأن الدعوة الموجهة إليها للتفاوض مع النظام في جنيف، لكنها كانت حريصة في الوقت نفسه على عدم منح روسيا وإيران أي فرصة لمحاولة استغلال المواقف الصادرة عنها من قبلهما، فيما كانت موسكو أمس تؤدي دور المتحدث باسم النظام السوري عبر تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، أن وزير خارجية النظام وليد المعلم سيقود وفد الحكومة في جنيف، بعدما فشلت في محاولتها خرق وفد المعارضة التفاوضي بأسماء سورية تُعتبر “روسيّة الهوى”.

 وطوال ساعات الأربعاء، اتسمت بيانات المعارضة بالحذر تارة والمواقف الصلبة تارة أخرى. ضمن هذا السياق، أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أن المعارضة “غير معنية بالمساومات الدولية على حساب قضيتنا”، مضيفاً “نعمل على التخفيف من معاناة الشعب السوري ولن نتنازل لإرضاء أحد”.
كما أصدر حجاب بيانًا مساء الأربعاء، بعد تأخر وصول رد الأمم المتحدة، أوضح فيه أن “الهيئة قد أرسلت خطابًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تؤكد فيه استعدادها للتجاوب مع الدعوة الموجهة إليها وتطلب منه في الوقت نفسه حثّ المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب السوري”.

كما أفاد حجاب بأن الهيئة قد أرسلت خطاباً آخر إلى المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا تطلب منه بعض التوضيحات، في ظل استكمال الإجراءات التي يتم تحضيرها في الأروقة الدولية على عجل ودون مراعاة لبعض الترتيبات المهمة التي لا يمكن إغفالها، وخاصة فيما يتعلق بدور الأمم المتحدة في تنفيذ المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254، والتي تنص على رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، وإطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي والسجناء وفقاً للقوانين الاستثنائية أو غير المنسجمة مع مبادئ احترام حقوق الإنسان، ولا سيما النساء والأطفال، ووقف أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية والاستخدام العشوائي للأسلحة بما في ذلك القصف المدفعي والقصف الجوي.

وأشار إلى أن الوقت لم يفت بعد لتدارك الوضع حتى ولو كان ذلك في اللحظات الأخيرة، اعتبر حجاب أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يكون واضحاً حاسماً في هذه المسألة وإلا فإنه لا يمكن عقد مفاوضات جادة. وفي تأكيد على عدم رغبة المعارضة بعرقلة المحادثات، قال حجاب إن “الهيئة ضد وضع أية شروط مسبقة لتنفيذ القرارات الدولية”، موضحاً أن العائق الحقيقي الذي يحول دون تنفيذ هذه القرارات هو من يضع شروطاً مسبقة لتنفيذها، ويصر على ربط رفع معاناة الشعب السوري بتحقيق تقدم في المسار السياسي خلال العملية التفاوضية، ولا شك في أن مقايضة المواقف السياسية بمعاناة الشعوب هي سلوكيات لا إنسانية ولا يسوغ للمجتمع الدولي أن يقبل بها تحت أي ظرف”.

وفي موازاة هذه البيانات التوضيحية من قبل المعارضة، كانت الأخيرة تدرس الخيارات التي من الممكن أن تلجأ إليها، بما يتيح لها مواجهة الضغوط الدولية غير المسبوقة من جهة وضغوط معارضي النظام في الداخل الذين يتبنون خيار عدم الذهاب إلى جنيف في ظل الشروط المجحفة من جهة ثانية. وفي السياق، كشفت مصادر في المعارضة السورية  من داخل اجتماع الرياض، أنه في حال عدم رد الأمم المتحدة على استفسارات وتساؤلات حجاب وتطبيق إجراءات بناء الثقة، فإن المعارضة قد تتوجّه بـ”وفد تقني” إلى محادثات جنيف، وخصوصاً أن مدة المفاوضات متوقع أن تطول لأشهر.

 وبحسب المصادر نفسها فإن "مهمة الوفد التقني الصغير ستكون متابعة الأمور مبدئياً في مدينة جنيف السويسرية”، كون ما يجري الآن مباحثات وليس مفاوضات، إلى حين إجابة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الاستفسارات والتساؤلات التي أرسلها حجاب يوم الثلاثاء، وتطبيق إجراءات بناء الثقة التي طالبت بها المعارضة وخصوصاً البندين 12، و13، من القرار الدولي 2254".

وعلّق عضو الائتلاف السوري المعارض، سمير نشار حول موعد المفاوضات الجمعة، أن "التواريخ ليست مقدسة، ويمكن تأجيل المفاوضات لحين إيضاح الصورة، ونحن بانتظار رد من بان كي مون ودي مستورا على الرسائل التي تم إرسالها". وفي ما يتعلق بالتأخير الذي قد تتسبّب به المعارضة في الذهاب إلى المفاوضات، يؤكد نشار في تصريحات  أن “إجراءات بناء الثقة لا تتطلب وقتاً، ويمكن تنفيذ وقف القصف ورفع الحصار فوراً”.

وتواصل روسيا مساعيها لتفخيخ المحادثات. وبعد إحباط محاولاتها إدخال أسماء اقترحتها ضمن قائمة الوفد السوري المعارض، تعمد إلى وجود الشخصيات القريبة منها على مقربة من جنيف، وتحديداً في مدينة لوزان بصفة استشارية، ريثما تنضج محادثات جنيف. وأبرز هذه الشخصيات الرئيسُ المشترك لمجلس سورية الديمقراطية هيثم مناع، رئيس “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” قدري جميل ورئيسة حركة “المجتمع التعددي” رندا قسيس. وأعلن مناع، الأربعاء، أنه “لن يشارك في محادثات السلام المقررة في جنيف إذا لم يتلق أيضاً الزعيمان الكرديان صالح مسلم وإلهام أحمد دعوة للحضور”، فيما أكد مسلم لوكالة “رويترز” أنه لم تتم دعوته لمحادثات جنيف.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن المبعوث الأممي، أبلغه أنه لن يوجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لحضور محادثات السلام في جنيف وبأن الهيئة المعارضة التي تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات. من جهته، قال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي عبر صفحته على فيسبوك إنه تلقى دعوة لحضور محادثات جنيف لكنه لن يشارك في جولتها الأولى. أما في ما يتعلق بمشاركة عدد من الدول المعنية بالملف السوري، فتبدو غير محسومة.

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين، الأربعاء، إلى أن تركيا ستكون ممثلة في محادثات جنيف بوفد رفيع المستوى، مشدداً على أن أنقرة لا تعاني من مشاكل مع أكراد سورية، ولا توجد بينهما خلافات، إنما تعارض حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري للعمال الكردستاني. إلا أن الأمم المتحدة، أكدت أمس، أنها لم توجه دعوات سوى لأطراف سوريين لحضور المفاوضات.

وميدانيًا، نفذت طائرات حربية يرجح بأنها روسية صباح الخميس عدة غارات على مناطق في مدينتي الرستن وتلبيسة ومناطق اخرى في بلدات وقرى الغنطو وغرناطة وعز الدين والفرحانية الغربية والفرحانية الشرقية  وام شرشوح بريف حمص الشمالي ما ادى لاستشهاد 10 مواطنين بينهم 7 أطفال ومواطنتان على الأقل في بلدة الغنطو وسقوط جرحى ومن ضمن الشهداء رجل وزوجته و3 من أطفالهما، بالاضافة لسقوط عدد من الجرحى في مدينتي تلبيسة والرستن،  ومعلومات عن استشهاد مواطن في مدينة الرستن، في حين القى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي، دون انباء عن خسائر بشرية.

ونفذت طائرات حربية يرجح بانها روسية صباح اليوم 3 غارات على مناطق في جبل الاربعين قرب مدينة اريحا، وغارة اخرى على مناطق في اطراف بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، ولم ترد معلومات عن اصابات حتى الآن. كما نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات على مناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة في جبلي الاكراد والتركمان، دون معلومات عن خسائر بشرية.

وقصفت طائرات حربية يرجح بانها روسية اماكن في تل فرزات بالغوطة الشرقية، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ولم ترد انباء عن اصابات، في حين نفذت طائرات حربية يعتقد بانها روسية منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 10 غارات على اماكن في الغوطة الشرقية، استهدفت باثنتان منها مناطق في مدينة دوما، فيما نفذت البقية على أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وترافقت الغارات بقصف من قبل قوات النظام على مناطق في مدينة دوما، ما أدى لاستشهاد رجلين وسقوط جرحى بعضهم إصاباتهم بليغة.

وعلم المرصد السوري لحقوق الانسان من مصادر موثوقة أن تنظيم "داعش"، وضع طفل دون سن الخامسة عشر في قفص حديد ثابت، اعتقله بتهمة "التنكر بزي امرأة والعمل كبائع في متجر مخصص لبيع المستلزمات النسائية"، واقتاده برفقة صاحب المتجر الواقع في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وعلق التنظيم على عنق الطفل لافتة مكتوبة عليها "اسمه وتهمته "التنكر بزي امراة والعمل في محل نسائي" والعقوبة " السجن عشرة ايام والتشهير بالقفص"، فيما علق على رقبة صاحب المتجر لافتة كتب عليها اسمه والتهمة "تشغيل عامل ذكر في محل نسائي متنكرا بزي امراة" والعقوبة "السجن عشر ايام والتشهير بالقفص"، كذلك وردت معلومات مؤكدة عن مقتل 4 عناصر من تنظيم "داعش " جراء قصف طائرات حربية على مناطق في بلدة الشميطية قبيل منتصف ليل أمس، كما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدتي عياش والخريطة بريف دير الزور الغربي، وقرية بريهة في ريف دير الزور الشرقي، ومعلومات عن سقوط جرحى، فيما وردت معلومات عن إلقاء طائرات شحن ترافقها طائرة حربية عدة مظلات تحمل مواداً بداخلها، على مناطق سيطرة قوات النظام في أطراف مدينة دير الزور

واستهدف تنظيم "داعش" بالصواريخ مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في ريف بلدة عين عيسى، في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على اماكن في منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، ولم ترد انباء عن اصابات، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في طريق الكاستيلو ومنطقة تل مصيبين بريف حلب الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية، كذلك استشهد رجل وأصيب آخرون بجراح،

جراء قصف لطائرات حربية على الطريق الواصل بين مسقان ومعرستة الخان بالريف الشمالي لحلب، بينما استشهد 4 مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية، وقتل ما لا يقل عن 6 عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، خلال الاشتباكات التي شهدتها قرية البل ومحيطها بريف حلب الشمالي، بين الطرفين، والتي رافقها قصف مكثف ومتبادل بينهما، كما قصفت قوات النظام مناطق في قرية دوير الزيتون بالريف الشمالي لمدينة حلب، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على مناطق في بلدة بيانون، دون معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة

ونفذت طائرات حربية يرجح أنها روسية غارتين على مناطق في ريف بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، دون انباء عن خسائر بشرية.