موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا

أعلن موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن الجولة الجديدة من محادثات السلام الهادفة لحل النزاع السوري ستبدأ الجمعة في جنيف، على أن تستمر لستة أشهر، بينما تحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة خلال اجتماع يعقد الثلاثاء في الرياض. وأوضح، "ستوجه الدعوات الثلاثاء وستبدأ المحادثات بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير"، مؤكدًا أن المناقشات لا تزال مستمرة بشأن الأطراف التي ستوجه لها الدعوات. وأضاف إن موعد بدء المحادثات تأخر بعدما كان مقررا بتاريخ 25 (كانون الثاني) يناير، بسبب "عرقلة" ناجمة عن تشكيلة الوفود.
 
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي الاثنين، إنه لن يتم تنظيم حفل افتتاحي، وأن أولى مراحل المحادثات ستستمر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وستتركز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتصدي لتنظيم داعش وزيادة المساعدات الإنسانية، مضيفًا أن القضايا التي ستأتي أيضا ضمن الأولويات ستشمل الحكم الرشيد وإعادة النظر في الدستور ومستقبل الانتخابات التي سترعاها الأمم المتحدة.
 
وتابع دي مستورا أن المحادثات ستجري عن طريق تفاوض الأمم المتحدة مع كل من الطرفين بشكل منفصل، مشيرًا إلى أنها ستعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار على نطاق واسع يشمل جميع الأطراف باستثناء جماعتين تصنفهما الأمم المتحدة بأنهما متطرفتان. وأضاف أن "الشرط هو ضرورة التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار وليس مجرد هدنة محدودة". وتابع أن "تعليق القتال مع تنظيم د"اعش" وجبهة النصرة ليس مطروحاً للنقاش. ولكن بالإمكان تعليق القتال في أماكن أخرى كثيرة". وختم بالقول إن "هذه المحادثات ليست جنيف 3"، معبرًا عن أمله في أن تحقق نجاحًا.
 
وحثتا روسيا وأميركا دي ميستورا على إعلان موعد المحادثات بأسرع وقت ممكن، حيث أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري مكالمة هاتفية وحثا دي ميستورا على إعلان موعد إجراء محادثات سورية بأسرع وقت ممكن. وذكرت وزارة الخارجية الروسية إن المكالمة أجريت بناء على مبادرة من الجانب الأميركي. من جهته، قال كيري إنه تحدد موعد مؤقت لاجتماع آخر لمجموعة الدعم الدولي لسورية التي تضم دولًا تساند عملية السلام بتاريخ 11 شباط/فبراير.
 
وتحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده الثلاثاء في الرياض تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة تتعرض لها، وفق ما أكده أحد أعضاء وفد التفاوض الاثنين. وبيَن ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض فؤاد عليكو، "تعقد الهيئة العليا للتفاوض اجتماعا الثلاثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها".
 
ولفت عليكو إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات، وعدد من أعضاء الهيئة السبت الماضي في الرياض "لم يكن مريحا ولا إيجابيا"، مضيفا أن الوزير الأميركي قال لمحدثيه "ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض". وأوضح أن "هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة". إلا أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ "التهديدات"، مشيرا إلى أنها "ضغوط".
 
وأردف، "حاول (كيري) بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على أن ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئننا بأننا ذاهبون إلى مفاوضات بل إلى حوار ليس أكثر، في حين أننا نريد أن تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس أن تبقى في إطار جدل ميتافيزيقي".
 
 
ونوَه عليكو إلى إن "الأجواء المتوفرة حاليا غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الأساسية التي نواجهها الآن هي: هل نحن أمام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة أم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟". وتابع، "ما يتسرب من أحاديث مسؤولين يشير إلى أننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف 1".
 
وشن السياسي المعارض ميشيل كيلو هجوما على الإدارة الأميركية، وتساءل: لماذا يهدد جون كيري المعارضة السورية وينقل لها الإملاءات الروسية والإيرانية. وأضاف، "ألا يدرك كيري وبعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب السوري أن هذا العالم كله لن يقنع شعبنا ببقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه". كما أكد المعارض ماجد حبو من تيار قمح أن "المعارضة السورية مهما اختلفت فيما بينها، فإنها تتفق على رحيل نظام بشار الأسد".
 
وأفاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن جهود ضم "جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب السورية الكردية" مع ممثلي المعارضة في محادثات السلام السورية خطير للغاية وسيقوض العملية، بينما ذكرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي إن محادثات السلام السورية يجب أن تكون شاملة، وأن مبعوث الأمم المتحدة يعمل بشكل جاد لتحقيق ذلك.
 
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول كردي أن ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة التي يسيطر الأكراد على معظمها جراء انفجار عبوة ناسفة في هجوم أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه. وذكر ريدور خليل من وحدات حماية الشعب الكردية إن دراجة نارية مفخخة انفجرت في منطقة تسكنها غالبية مسيحية وأسفرت عن مقتل ثلاثة وجرح سبعة أشخاص آخرين.
 
وقتل 11 من عناصر "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" بضربة صاروخية في إدلب شمال سورية، بينما قتل 23 من حركة "أحرار الشام" بتفجير انتحاري في حلب، فيما أكدت روسيا أنها تساعد النظام في القضاء على المتطرفين وأنها لا تتدخل في الشؤون السورية. كما قتل 16 شخصًا بينهم 11 مقاتلًا من جبهة "النصرة" وفصائل معارضة أخرى جراء سقوط صاروخ بالستي على مقر تستخدمه الجبهة كمحكمة في شمال غربي سورية.
 
وزاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، أنه قتل 11 مقاتلًا من جبهة النصرة وفصائل معارضة، بالإضافة إلى خمسة مدنيين الأحد جراء سقوط صاروخ بالستي شديد الانفجار على مخفر سابق تستخدمه جبهة النصرة كمحكمة في مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي. ولم يتضح وفق المرصد، ما إذا كانت القوات الحكومية السورية أم قوات روسية هي من أطلقت الصاروخ، ومن أين أطلق. إلا انه ترافق مع تحليق لطائرات حربية. ولفت المرصد الى ان "عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة".
 
واستهدف الصاروخ مقر المحكمة فور انتهاء اجتماع مصالحة بين جبهة "النصرة" وحركة "أحرار الشام الإسلامية" إثر توتر شهدته المدينة بين الطرفين أول من الاثنين، على خلفية مداهمة الجبهة أحد مقار الحركة وتبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتل أحد عناصر جبهة "النصرة". حيث ان التنظيمين عضوان في "جيش الفتح"، التحالف المعارض الذي تمكن في العام الماضي من السيطرة على محافظة إدلب.
 
وفجَر انتحاري يقود شاحنة صهريج نفسه الاثنين، عند نقطة تفتيش تديرها حركة "أحرار الشام" في مدينة حلب شمال البلاد ما أسفر عن مقتل 23 من أعضائها. وأضاف المرصد أيضًا أنه من المعتقد أن أربعة من قادة الحركة بين القتلى. وأشار إلى أن الهجوم الذي وقع في حي السكري في حلب دمر ثلاثة مبانٍ وأصاب العشرات بجروح، ما يثير الاعتقاد أن الكثيرين محاصرون تحت الأنقاض. ويواصل الطيران الروسي غارات مكثفة في محيط اللاذقية ودرعا، والتي بدأها بقوة منذ يومين للسماح للنظام باستعادة المواقع التي خسرها.
 
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الناطق باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف قوله الاثنين، إن الوزارة لا تعتزم بناء قاعدة جوية جديدة في القامشلي في سورية. وذكرت الوزارة أن سلاح الجو نفذ 169 طلعة جوية في سورية خلال الأيام الثلاثة الماضية وأصاب 484 هدفًا للمتطرفين.
 
وأكَد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع طلاب أثناء زيارة لمنطقة ستافروبول جنوب البلاد، إن روسيا ليس لديها نية للتدخل في الشأن السياسي السوري. وأضاف أن مهمة موسكو الرئيسية هي مساعدة القيادة الشرعية لسورية في القضاء على المتطرفين.