بغداد ـ نهال قباني
نجح تنظيم "داعش" المتطرف في استغلال الأطفال الصغار لصالحه؛ إذ يدفع بهم في خطوط المواجهة أمام الجيش العراقي والقوات الكردية وهم يحملون أحزمة ناسفة مخبأة، وذلك لحماية مقاتليه الأساسيين من الموت.
وأوضح القائد الكردي، عزيز عبدالله حيدر، في تصريحات إلى "سي. إن.إن"، أنه يواجه تحديًّا كبيرًا عندما يقاتل رجاله ضد "داعش"؛ لأن التنظيم يرسل الأطفال إلى الخطوط الأمامية وهم يحملون أحزمة ناسفة، لقد تم غسل أدمغتهم، هذا بالإضافة إلى أنه يخشى كثيرًا تقديم المساعدة للأطفال الذين يتم تحريرهم من قبضة التنظيم، فربما يكونوا انتحاريين، مضيفًا: عندما يقاتلوننا فإنهم يقتلون مقاتلينا وحينها لا تعرف ماذا يجب عليك القيام به، هل تقتلهم؟ ولكن إن لم تقتلهم سيقتلونك.
ويشير الاتجاه المتزايد في استخدام الأطفال انتحاريين ولاسيما في العراق إلى مدى توغل التنظيم في المنطقة، وظهرت صور الجنود الأطفال من دون أيّة علامة للحية عبر وسائل الإعلام الاجتماعي في إطار استهداف داعش للمجندين الشباب.
ووصف أحد الجنود الأطفال شعوره عندما أخذ من والده وأجبر على أن يصبح جنديًّا بقوله: لم يُسمح لنا بالبكاء، ولكني كنت أفكر في والدتي وقلقها بشأني وكنت أحاول البكاء في هدوء، وعندما هربت ورأيت والدتي ثانية كان الأمر مثل العودة إلى الحياة.
ويعيش بعض الأطفال الذين تمكنوا من الهرب من "داعش" في مخيمات اللاجئين شمال العراق، لكنهم يعانون من حالة نفسية سيئة، حيث يستيقظ بعضهم ليلاً مذعورًا نتيجة الضرب المتكرر والدعاية الوحشية التي لا تنتهي، بينما يعاني البعض الآخر من نوبات مرضية.
وذكر أحد الأطفال الذي اختطفه مسلحو "داعش" من عائلاته عن تعرضه إلى عقوبات وحشية إذا رفض أن يصبح جنديًّا صغيرًا في التنظيم المتطرف، فيما يعرف بـ"أشبال الخلافة"، حيث تعرض صبي يُدعى "نوري" إلى كسر إحدى ساقيه بعد أن رفض أوامرهم، بينما وصف الأطفال الذين نجحوا في الهرب كيف يتم تلقينهم أنهم تابعين للجماعة الراديكالية وأنه يجب عليهم قتل آبائهم "الكفار".