تنظيم "داعش" المتطرف

نشر تنظيم "داعش" المتطرف فيديو جديد تقشعر له الأبدان يهدد الدول المشاركة في الضربات الجوية ضد سورية بمصير باريس ذاته، وزعم أنه سيهاجم واشنطن المرة المقبلة.

وجاء التهديد المحدد ضد العاصمة الأميركية واشنطن، بعد تحذير مدير وكالة المخابرات المركزية، جون برنان، من ارتكاب مزيد من الفظائع ضد الغرب بواسطة التنظيم المتطرف.

وظهر مسلح في الفيديو متحدثًا باللغة العربية قائلًا: نقول للدول التي تشارك في الحملات الجوية الصليبية ستواجهون يومًا مثل الذي واجهته فرنسا، وكما ضربنا فرنسا في قلب عاصمتها باريس نقسم بالله أننا سنضرب أميركا في قلب عاصمتها واشنطن.

وأعلن داعش مسؤوليته بالفعل عن الهجمات المنسقة في باريس، والتي أسفرت عن مقتل 132 شخصًا على الأقل.

وجاء الفيديو بعد أن أعرب مدير وكالة المخابرات المركزية برنان في المنتدى السنوي للأمن العالمي والدراسات الدولية الاستراتيجية، الاثنين، عن أمله بأن تكون الهجمات بمثابة دعوة للاستيقاظ لمنظمة الخدمات الأمنية، محذرًا من محاولة داعش ارتكاب المزيد من الفظائع، مضيفًا: أعتقد أن هذه ليست العملية الوحيدة لدى داعش وأنه يخطط للمزيد.

واصطف الآلاف في شوارع باريس للوقوف دقيقة صمت لتذكر القتلى في موجة الهجمات التي شملت تفجيرات انتحارية في ستاد فرنسا ومجزرة في مسرح باتاكلان وإطلاق النيران في الحانات والمطاعم في جميع أنحاء المدينة.

وبدأ الفيلم الذي نشرته داعش عبر موقع تستخدمه لنشر رسائلها بلقطات إخبارية عقب إطلاق النيران في بارس، الجمعة الماضية، ووجه الفيلم رسالة إلى الدول المشاركة فيما أطلق عليه "الحملات الصليبية" بواسطة رجل يرتدي جلبابًا وعمامة، وذكر اسمه في ترجمة عربية للفيلم بوصفه "الغريب الجزائري"، إلا أنه لم يتسن التحقق من صحة الفيديو، والذي يعتقد أنه من عمل مقاتلي داعش في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد.

وأطلق الفيديو بواسطة مجموعة تسمى "ولاية كركوك" وهي مدينة شمال العراق وتحت سيطرة داعش، وحذر "الغريب الجزائري" في الفيديو أوروبا من مواجهة المزيد من الهجمات المقبلة، قائلاً: أقول للدول الأوروبية نحن قادمون بالمتفجرات والأحزمة الناسفة والبنادق مع كواتم الصوت ولن تستطيعوا إيقافنا لأننا اليوم أقوى بكثير من ذي قبل.

وظهر رجل آخر في الفيديو يدعى "الكرار العراقي" موجهًا حديثه للرئيس الفرنسي هولاند بشأن المحادثات الدولية بشأن سورية: قررنا التفاوض معكم في الخنادق وليس الفنادق.

وذكر بيان سابق صادر، السبت الماضي، عن تنظيم داعش يوضح تدبير الهجمات المروعة على العاصمة الفرنسية انتقامًا لإهانة النبي محمد "ص".

وأشار البيان إلى أن الجماعة خصت فرنسا بالهجوم بسبب مشاركتها في حملات القصف الجوي ضد أراضي داعش في العراق وسورية، وأنه تم قتل المواطنين الفرنسيين لأنهم تفاخروا بمساهمتهم العسكرية، ولفت البيان إلى أن الهجوم على الاستاد الفرنسي كان يستهدف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على وجه التحديد.

وأفاد البيان أن "الهجوم على مسرح باتاكلان والحفل الموسيقى كان يستهدف المُشركين المجتمعين معًا في الحفل المنحرف، وأن الفرنسيين يمثلون هدفًا رئيسيًّا لتنظيم داعش".

وأدان البيان المترجم باللغتين العربية والفرنسية فرنسا، مشيرًا إلى "تعرضها للخطر لأنها تجرأت على إهانة النبي محمد بالإضافة إلى تفاخر الفرنسيين بحربهم ضد الإسلام والمسلمين في أراضي الخلافة بالطائرات والتي لم تُجدِ في حماية شوارع باريس".

وشرح البيان أهداف الهجوم "هاجم 8 أشقاء مجهزين بالأحزمة الناسفة والبنادق أهدافًا اختيرت بدقة وسط العاصمة الفرنسية، وشملت هذه الأهداف ستاد فرنسا الذي كان يشهد مباراة بين فرنسا وألمانيا وكلاهما دول صليبية بحضور الرئيس الفرنسي هولاند، وتضمنت الأهداف مسرح باتاكلان حيث يجتمع مئات المشركين لحضور حفل البغاء والرذيلة، فضلاً عن وقوع هجمات متزامنة في الحي العاشر والحادي عشر والثامن عشر وأماكن أخرى".

وتأتي الهجمات التي تعتبر الأسوء في التاريخ الفرنسي بعد أقل من 11 شهرًا من استهداف مجلة تشارلي إبدو الساخرة ومتجر يهودي ما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، وبعد أن توعّد هولاند بالرد بلا رحمة على هجمات داعش، ضربت الطائرات الفرنسية مركز توظيف ومستودع ذخيرة ومعسكر تدريب متطرف في مدينة الرقة مساء الأحد الماضي، وتم تنسيق العملية مع القوات الأميركية بواسطة عشرات الطائرات التي أقلعت من الأردن والإمارات العربية المتحدة.

وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أن السلطات حددت حتى الآن 103 من القتلى بينهم صحافيون ومحاميون وطلاب وأوياء أمور أطفال صغار ومعظمهم تحت سن 40 عامًا، وكان بين الضحايا أكثر من 25 أجنبيًّا من عشرات البلاد المختلفة.

وكشف المحققون عن اسم المهاجم الأول ويدعى عمر اسماعيل مصطفى (29 عامًا) وهو مواطن فرنسي، وتم تحديده من خلال إصبع مقطوع وُجد في مذبحة مسرح باتاكلان، وآثار وجود جواز سفر سوري قرب جثة أحد المتطرفين مخاوف من دخول بعض المهاجمين أوروبا كجزء من اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سورية.

وأكدت السلطات اليونانية والصربية صدور جواز السفر لرجل مسجل كلاجئ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في جزيرة ليروس، وتقدم بطلب لجوء إلى صربيا بعد أيام قليلة.

بينما ندد زعماء العالم يالتطرف في قمة G20، الأحد الماضي، والتي خضعت لحراسة مشددة في تركيا، وتم الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح القتلى.