برلين - لميس حمود
كشفت السلطات الأمنية الألمانية تفاصيل جديدة عن الخلية الإرهابية التي تم إعتقالها و تضمّ جزائريين بعضهم كان يقيم في مراكزاللاجئين.
وقالت السلطات إن الخلية كانت تهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا وبشكل خاص في برلين و أن أجهزة الأمن راقبت المشبوهين طوال شهر كانون الثاني/ يناير و مطلع شباط فبراير الحالي ، ورصدت تصرفات مثيرة للريبة منهم، بينها تغيير أرقام هواتفهما مرات، وتبادلهما رسائل فورية كثيرة. كما صادرت الشرطة أجهزة كومبيوتر وهواتف خليوية ورسومات خرائط، لكنها نفت العثور على "أدلة دامغة".
وأكد مدير وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، هانز جورج ماسن، أن وكالات الأمن الأوروبية تواجه تسلل متشددين زرعهم تنظيم "داعش" وسط اللاجئين الذين يتدفقون على القارةالأوروبية، بعد أيام على إعلان السلطات الألمانية إحباط هجوم محتمل لتنظيم "داعش" في برلين، تنفذه عناصر كالتي تم توقيفها إثر عمليات دهم في العاصمة وولايتي نورد راين فستفاليا وسكسونيا السفلي الشماليتين.
ونقلت مصادر أمنية عن ماسن قوله خلال إجتماع عقده أخيرًا مع معنيين في شؤون السياسة الداخلية، أن الوكالة تلقت أكثر من مئة بلاغ بوجود مقاتلين من "داعش" بين لاجئين في ألمانيا. ولكنه استدرك أن "البلاغات تشمل حالات لتشويه السمعة".وأبلغ ماسن قنوات تلفزيزنية من بينها "زد دي إف" قائلا: "رأينا بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تسلل إرهابيين مرات إلى أوروبا زاعمين أنهم لاجؤون. ونحاول أن نعرف إذا كان مزيد من مقاتلي أو إرهابيي "داعش" نجحوا في التسلل.
ووفقاَ للمعلومات االأمنية فإن المشتبه الرئيسي المعتقل هو جزائري الجنسية و يبلغ من 35 عاما ويقيم في مركز للاجئين في مدينة اتندورن الصغيرة على مسافة 80 كلم من مدينة كولونيا وفق ما أوضحت به مصادر في أجهزة الأمن الألمانية ,كما جرت مداهمة مركز للاجئين في هانوفر (شمال غرب) عاصمة سكسونيا السفلى، بحسب المصادر. وقالت المصادر إن أحد الذين ألقي القبض عليهم على صلة بالخلية الإرهابية في بلجيكا التي نفذت عمليات في باريس.
ويشتبه بأن المطلوبين الأربعة أعدوا لـ"عمل خطير يهدد أمن الدولة"، وفق ما أوضحت شرطة برلين في بيان لها. وذكر البيان أن أحد الرجلين الموقوفين تدرب على استخدام السلاح في سوريا. أما الرجل الثاني الذي أوقف في مداهمات في برلين، فيشتبه بأنه قام بتزوير وثائق.
واستهدفت المداهمات في العاصمة أربعة شقق وموقعي عمل. وشاهد مصوروكالة فرانس برس للأنباء شرطيين ملثمين يخرجون من مبنى في حي كرويتسبرغ وهم يقتادون مشتبها به أُخفي وجهه.
وكان المتحدث بإسم الادعاء العام في ألمانيا قد كشف يوم الخميس الماضي عن إعتقال عناصر خلية إرهابية كانت تخطط للقيام بهجمات في العاصمة .
وقال مارتن شلتر المتحدث بإسم الإدعاء العام "كان من الممكن أن تنفذ هذه الخلية عمليات إرهابية ضد ألمانيا، وبالتحديد في برلين". لكنه رفض التطرق لما ذهبت إليه صحيفة بيليد الألمانية حينها بأن المجموعة كانت تسعى لتنفيذ عملية إرهابية في ميدان "ألكسندر بلاتس" وسط العاصمة ..
و سبق أن ألغت السلطات الألمانية، بسبب مخاوف أمنية، مباراة ودية لكرة القدم في هانوفر بعد أيام من اعتداءات باريس، ثم أغلقت محطات في مدينة ميونيخ خلال رأس السنة. وفي إطار التحقيق مع المعتقلَين الجزائريَين، لم يستبعد الناطق باسم الشرطة شتيفان ريدليش "صلتهما باعتداءات باريس"، علمًا أن صحيفة "تاغ شبيغل" نقلت عن مصادر أمنية أن أعضاء بارزين في "داعش" مسؤولين عن هجمات باريس أعطوا الأوامر لتنفيذ هجوم في ألمانيا.