مجموعة عمل مكافحة التطرف العنيف

أشاد المشاركون في أعمال اجتماع "مجموعة عمل مكافحة التطرف العنيف" المنبثقة عن "المنتدى العالمي لمكافحة التطرف"، في البيان الرسمي لوزارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن ما يشهده عالمنا من تحديات خطيرة ولاسيما ما يتعلق منها بالتحديات المتطرفة الشنيعة.

وثمنوا دعوة الدولة، للمجتمع الدولي وسائر الدول إلى المزيد من التعاون للتصدي لهذه الجماعات المتطرفة، من خلال استراتيجية واضحة المعالم، تصنف هذه الجماعات بناء على فكرها ومنهجها وأعمالها القائمة على العنف المسلح، وألا تقتصر هذه الجهود على العراق وسوريا فحسب، بل تشمل مواقع هذه الحركات أينما كانت من أفغانستان والصومال إلى ليبيا واليمن، عن طريق وضع استراتيجيات ضرورية للتصدي للجماعات المتطرفة، ووضع حد لانتهاكاتها وعنفها وإجرامها.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي استضافته العاصمة أبوظبي، أمس الخميس، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين الدوليين والأعضاء المؤسسين الثلاثين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.

وأكد مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة الخارجية، السفير محش سعيد الهاملي، أن رسالة المنتدى العالمي لمكافحة التطرف لا تزال هامة ومستمرة كما كانت، وعلى الجميع متابعة العمل معًا لتمكين الحكومات والمجتمعات من مكافحة التطرف العنيف ولتقديم السبل البديلة لها.

وأضاف الهاملي، أن المنتدى العالمي لمكافحة "الإرهاب"، هو تجسيد فعلي للجهود الدولية، إذ يجمع المنتدى بين حكومات الدول والمنظمات الدولية والخبراء المتمرسين من جميع أنحاء العالم، حيث تمكن هذا المنتدى من إثارة مشكلة التطرف العنيف وقيامه بتعريف الممارسات الجيدة في مجال نبذ الراديكالية والتعليم والمشاركة المجتمعية بين راسمي السياسات وقادة المجتمع المدني الذين يتصدون لآفة التطرف العنيف.

واستعرض الهاملي، في كلمته، الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات الثلاث الماضية منذ العام 2011، حيث تمكن الأعضاء الثلاثون المؤسسون للمنتدى من إرساء علاقات الشراكة مع أكثر من 40 منظمة ودولة لتنفيذ أكثر من 60 نشاطًا، فيما باتت مبادرات المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب تقف على رأس الجهود المدنية لمكافحة التيار المتشدد.

وشدد، على أن المجتمعات التي مزقها التطرف العنيف لن تسترد عافيتها إلا بعد مرور سنوات طويلة ولن تستردها من دون أن تمتد لها يد العون التي تساعدها في نبذ الراديكالية وإعادة تأهيلها وتقديم سبل عيش بديلة وغير ذلك الكثير.

وتابع: أن هذا الاجتماع فرصة للنظر في الجهود المبذولة حاليًا، من قبل الدول الأعضاء في المنتدى والجهات الشريكة له من جهة، ولوضع خطط الأنشطة المستقبلية من جهة أخرى.

وناقش المشاركون في الاجتماع، ما قدمته المجموعات العاملة في المنتدى العالمي لمكافحة التشدد من أنشطة لدعم أجندة مكافحة التطرف، ومن ضمنها الأنشطة المستمرة في مناطق القرن الأفريقي والساحل.

كما تم وضع أولويات مجموعات العمل في العام القادم وشمل هذا مجال التعليم والصندوق الدولي لمكافحة التطرف العنيف ودور المرأة في مكافحة التطرف العنيف.

واستعرض الاجتماع، دور التعليم في مكافحة التشدد الفكري، من خلال اعتماد مجموعة من الممارسات الجيدة المعنية بالتعليم ومكافحة التطرف، والتي من شأنها إرساء دعائم أسس التدريب والتنفيذ للأنشطة والفعاليات الجديدة بحيث تأخذ الدول بعين الاعتبار تحسين برامج التعليم الموجودة حاليًا أو تطوير برامج تعليم جديدة تساعد على الحد من التطرف العنيف.

وعرض المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف "هداية"، المسودة الأخيرة لـ "مذكرة أبوظبي حول الممارسات الجيدة للتعليم ومكافحة التطرف العنيف"، حيث رسمت هذه المبادرة حول دور سلك التعليم في مكافحة التطرف العنيف.

وبحث المشاركون، المستجدات المتعلقة بالنشاطات والفعاليات المرتبطة بالتصدي لظاهرة المقاتلين المتشددين الأجانب، حيث تمت مناقشة التوصيات التي صدرت عن الاجتماعات السابقة الخاصة بدراسة هذه الظاهرة والتي عقدتها مجموعة من الدول طوال الفترة المنصرمة من أعمال جماعة عمل مكافحة التطرف العنيف.

وطالب المشاركون، بضرورة التصدي لهذه الظاهرة من خلال بذل المزيد من الجهود والتعاون على المستوى الدولي.

وأبرز المشاركون، الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في التصدي لظاهرة التطرف العنيف وما لدورها من أهمية كبيرة على المستوى الوقائي، وأيضًا دور الأسرة في بناء البيئة الأسرية الصحية وتشكيل المفاهيم الإيجابية حول التسامح والتعددية الثقافية والانفتاح على الآخر والتي من شأنها أن تعزز الجانب الوقائي لدى الأطفال والشباب