ميليشيات "الحوثيين"

سجَّلت التقارير الأمنية اليوم الإثنين، عدة خروقات للهدنة المعلنة في اليمن منذ منتصف الليلة الماضية، ارتكبتها ميليشيات "الحوثيين" وجماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مناطق متفرقة من اليمن كان أبرزها في مدينة تعز، حيث أسفر القصف المدفعي الحوثي على المدينة عن سقوط أول قتيل مدني في الساعة الأولى من سريان الهدنة، في منطقة" البِعرارة"، غربي المدينة، بعد إصابته بشظية في صدره، فيما قتل أحد عناصر المقاومة في منطقة" عُصيفرة"، شمالي المدينة، بقذيفة أصابته في الرأس وفقًا لمصادر طبية في مستشفى الروضة الخاص.
وفي الجوف قال ناطق المقاومة فيها عبدالله الأشرف إن الحوثيين خرقوا الهدنة في ثلاث مديريات هي "المصلوب والمتون والغيل". وأضاف ان الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى ظهر اليوم الاثنين.
وفي شبوة اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش، وميليشيا الحوثي وقوات صالح في مديرية بيحان. ونقلت عن مصادر طبية أن مواطنا قتل وأصيب اثنان على الأقل بجروح حالة أحدهما خطيرة، جراء قصف مدفعي متبادل بين الحوثيين والمقاومة بعد مرور ساعة من سريان وقف إطلاق النار.
و قصف مسلحو الحوثي وقوات صالح المتمركزة في منطقة المستشفى العسكري والقصر الجمهوري، قلعة القاهرة التاريخية وسط المدينة. وأشارت إلى أن بعض القذائف طالت مناطق قريبة من بعض المستشفيات، مما أثار حالة من الرعب في صفوف المرضى والعاملين فيها.
وقال المجلس العسكري في تعز، إن الحوثيين وقوات صالح، خرقوا الهدنة منذ اللحظة الأولى في كل الجبهات، وأشار الى أن غرفة عملياتهم  سجلت أكثر من 25 خرقًا في الساعات الثلاث الأولى فقط من عمر الهدنة، شملت جميعها أهدافا عسكرية للجيش تم قصفها بالمدفعية الثقيلة ، ومحاولات تقدم على الأرض، تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة ، خلافا للأهداف المدنية .
وأكد البيان، أنه "رغم استمرار الخروقات الممنهجة ، التزام الجيش والمقاومة، بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم والتمسك بحق الدفاع والرد على مصدر النيران.
وظهر اليوم الاثنين هزَّ إنفجار عنيف في هذه اللحظة  منطقة سوق القات في مديرية الظهار وسط مدينة إب.  وقال سكان محليون أن إنفجارا عنيفا هز منطقة الظهار بجوار محكمة غرب إب  وسط المدينة، وتبين أنه ناتج عن  إنفجار عبوة ناسفة زرعت  تحت أشجار الرصيف أمام محكمة الغرب حيث سمع دويها في ارجاء المدينة.
ووفق المعلومات المتوفرة  حتى اللحظة ، ان الاجهزة  الامنية في إب فرضت طوقا  أمنيا على منطقة الانفجار ، وتشير المعلومات إلى عدم وجود أي اصابات بشرية.
هذا واغتال مسلحون مجهولون اليوم الاثنين، ضابطاً متقاعداً في حي الممدارة في مدينة عدن، جنوبي اليمن. وقال شهود عيان إن ضابطا متقاعدا يدعى محمد الضيف، قتل أثناء خروجه من مدرسة يعمل بها سائقاً لحافلة، في حي الممدارة بعدن.
وذكرت المصادر أن المسلحين أطلقوا النار على الضيف عند السابعة صباحاً، وقاموا بنهب الحافلة وفروا بها. وأوضحت ان الضيف نقل الى أحد المستشفيات، لكنه كان قد فارق الحياة.
سيطرت قوات أمنية تابعة للحكومة اليمنية الشرعية على أمن مديرية المصلوب في محافظة الجوف شمال اليمن، يوم الاثنين، بعد خرق الحوثيين للهدنة. وقالت مصادر محلية، إن قوات الأمن دخلت مركز الأمن في مديرية المصلوب وفرضت سيطرتها عليه لفرض الأمن في المديرية.
وذكر مصدر محلي أن مسلحا حوثيا قتل على يد أحد المدنيين في مديرية المتون. وأوضح المصدر أن أحد المدنيين قام بقتل المسلح الحوثي وأخذ سلاحه منه، بعد رفضه تسليم السلاح.
ورحب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ببدء هدنة مبدئية في الصراع الدائر في اليمن منذ عام، مشيرا إلى أن مفاوضات السلام ستتطلب تقديم تنازلات صعبة من كل الأطراف.
وأضاف في بيان له الاثنين، في أعقاب بدء سريان وقف العمليات القتالية، الذي تدعمه الأمم المتحدة، "لقد حان الآن وقت التراجع عن حافة الهاوية". وأوضح أن شروط الهدنة تتضمن التزامات بوصول مساعدات الإغاثة، دون أي عائق لكل اليمنيين. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف من الأطفال في اليمن يعانون من سوء تغذية يهدد حياتهم، كما أن ملايين الأشخاص يفتقدون الرعاية الصحية أو المياه النظيفة.
وقال ولد الشيخ أحمد لدى وصوله الى الرياض اليوم: إن "التقدم الذي أُحرز يمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء بلد عانى كثيرا جدا من العنف لفترة طويلة جدا. وأي نتيجة إيجابية ستتطلب تنازلات صعبة من كل الأطراف وشجاعة وتصميم على التوصل لاتفاق".
وقد التقى المبعوث الأممي فور وصوله الى الرياض، رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مقر إقامته المؤقت في العاصمة السعودية، وحضر اللقاء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، حيث جرت مناقشة التحضيرات الجارية للمشاورات التي ستجرى في الكويت 18 الجاري.
واكد بن دغر التزام الحكومة بالهدنة حيث صدرت التوجيهات لكافة قوات الشرعية في الجبهات بضبط النفس ووقف إطلاق النار التزاما للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ، لافتاً الى ان المؤشرات الاولى للهدنة تبدو جيدة.
واضاف رئيس الوزراء”نريد الخروج من هذه الأزمة ونتمنى بأن الطرف الآخر قد استوعب الدرس ،ولا نحتاج سنوات لإحلال السلام وإنما نحتاج إلى صدق النوايا”.
من جانبه هنأ المبعوث الأممي الدكتور أحمد بن دغر بمناسبة تعيينه رئيسا للوزراء في هذه المرحلة..متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
وجدد ولد الشيخ موقف المجتمع الدولي المساند لليمن في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها..مشيراً الى العمل من اجل السلام الدائم والشامل في اليمن وان أي حديث مستقبلي بين الاطراف سيكون تحت مظلة القرار رقم 2216. وقال” أن النقاط الخمس التي سبق الإعلان عنها ستكون هي المحور الرئيسي لمشاورات الكويت”..معرباً عن تفاؤله بنجاح الهدنة التي تشير مؤشراتها الأولية من الجبهات بأنها جيدة.