إسلام آباد ـ جمال السعدي
هددت جماعة منشقة عن جماعة "طالبان"، والتي تقف وراء مذبحة جامعة باكستان التي خلفت 21 قتيلًا، بتنفيذ المزيد من الهجمات في مختلف أنحاء البلاد. حيث اقتحم مسلحون متطرفون جامعة "باشا خان" في بلدة تشارسادا، وقتلوا الطلاب والمعلمين في واحدة من أبشع الفظائع التي تستهدف المؤسسات التعليمية.
وقال زعيم جماعة طالبان المنشقة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، خليفة عمر منصور في شريط فيديو نشر على وسائل الإعلام الاجتماعي، الجمعة، أن الهجوم كان مجرد بداية، واعدًا أتباعه بضرب "النظام الديمقراطي الشرير" في قاعدته. وأضاف أن توفر المؤسسات التعليمية في باكستان القوى العاملة المستقبلية للجيش والحكومة، وكلها أعمال ضد "إرادة الله". وأوضح، "النظام الديمقراطي الشرير في باكستان، والقيادة العسكرية والسياسية لديها هذه المؤسسات التعليمية لتقوم بدور الحضانة الخاصة بهم".
وأعاد الهجوم الأخير إلى الأذهان الهجوم المروع الذي وقع في 2014 من قبل حركة "طالبان" على مدرسة يديرها الجيش في المدينة القريبة من بيشاور التي خلفت 150 قتيلا، 144 منهم من الأطفال، وأثارت المزيد من الأسئلة حول ما إذا كانت قوات الأمن الباكستانية قادرة على حماية المؤسسات التعليمية في البلاد من المتطرفين أم لا.
ويظهر الفيديو إقدام أربعة مسلحين ممن قاموا بالاعتداء على تشارسادا، ممسكين ببنادق هجومية في مكان لم يكشف عنه. ولا يمكن التحقق من صحة شريط الفيديو بشكل مستقل ولكنه كان يشبه الرسائل السابقة الصادرة عن المجموعة. على الرغم من أن مجموعة منصور سرعان ما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم الجامعة، المتحدث باسم المنظمة الأكبر طالبان بقيادة الملا فضل الله، نفى وجود أي علاقة بها، وأطلق عليها الـ "غير إسلامية".
وبيَن المتحدث باسم جماعة تحريك "طالبان" محمد الخراساني، أنهم يتبرؤون من مجموعة منصور. حيث أنه بعد مذبحة مدرسة بيشاور عام 2014، اتحد مسلحو طالبان في تحمل المسؤولية عن أعمال العنف. ويذكر بعض المحللين أن الانقسامات الآن في حركة "طالبان" إثر هجوم الأربعاء، تعكس الانقسام العميق داخل الحركة، وليست مجرد خوف من الانتقام.
وأعلنت باكستان الخميس يوم حداد وطني لـ21 شخصًا قتلوا في هجوم جامعة باشا خان، حيث تم تنكيس الأعلام على المباني الرسمية والبرلمان، في حين نظم الأطفال وقفات احتجاجية على ضوء الشموع وصلوا في المدارس في جميع أنحاء البلاد. ومن بين أولئك الذين ماتوا كان أستاذ الكيمياء المساعد سيد حامد حسين الذي أعلن بطلا لإطلاقه النار على المسلحين في حين تسابق طلابه المذعورين للاختباء.