نيويورك - مادلين سعادة
يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئًا، الأحد، في نيويورك وذلك إثر إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بعيد المدى، وفق ما أفاد دبلوماسيون.وطلب عقد هذا الاجتماع، الذي سيكون في شكل مشاورات مغلقة، كل من اليابان والولايات المتحدة عضوي مجلس الأمن وكوريا الجنوبية.
وأكدت واشنطن وطوكيو وسيول، في رسالة مشتركة وجهتها إلى الرئاسة الفنزويلية لمجلس الأمن طلب الاجتماع الطارئ "أن إطلاق كوريا الشمالية قمرًا صناعيًا مزعومًا يشكل انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، التي تحظر على بيونج يانج أي نشاط باليستي أو نووي.
كانت كوريا الشمالية أطلقت، صباح الأحد، صاروخًا بعيد المدى رغم تحذيرات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، وجاء إطلاق الصاروخ في الوقت الذي لا يزال فيه المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى توافق بشان كيفية الرد على آخر تجربة نووية لكوريا الشمالية في 6 يناير الماضي، وتبحث واشنطن وبكين، الحليف الوحيد لكوريا الشمالية، منذ أسابيع مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي ردًا على تلك التجربة، لكن دون نتيجة حتى الآن.
يذكر أن كوريا الشمالية أخطرت وكالات الأمم المتحدة بعزمها على إطلاق صاروخ يحمل قمرًا صناعيًا لرصد الأرض، ما أثار اعتراض حكومات ترى في الإطلاق اختبارًا لصاروخ بعيد المدى.
وأعلن التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي الأحد أن بيانا خاصًا سيصدر اليوم، وحسب معطيات سيئول أطلق الصاروخ من قاعدة على الساحل الغربي لكوريا الشمالية.
واعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى "عملا استفزازيا لا يغتفر" ودعت مجلس الأمن الدولي إلى الموافقة بسرعة على عقوبات قوية، وقالت باك إن كوريا الشمالية تحاول تحقيق تقدم في قدراتها الصاروخية بغية إطالة عمر نظامها.
وتوعّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الولايات المتحدة ستعمل مع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ "إجراءات مهمة" لمحاسبة كوريا الشمالية على إطلاق الصاروخ.
ووصف كيري الإطلاق بأنه "انتهاك صارخ" لقرارات الأمم المتحدة بشأن استخدام كوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ البالستية، مؤكدا في بيان "قوة" التعهدات الدفاعية الأمريكية لليابان وكوريا الجنوبية، واعتبر الإطلاق تحديا للسلام والأمن يزعزع الاستقرار وغير مقبول.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن.اتش.كيه"، بأن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية تفكك إلى قطع بعد فترة وجيزة من إطلاقه.
وحسب موقع مجلس الوزراء الياباني على الإنترنت فقد سقطت أجزاء الصاروخ على بعد 150 كيلومترا غربي شبه الجزيرة الكورية في البحر الأصفر وعلى بعد 250 كيلومترا جنوب غربي شبه الجزيرة الكورية في بحر الصين الشرقي وعلى بعد 200 كيلومتر جنوب اليابان في المحيط الهادئ .
وقد أعلنت بيونغ يانغ أنها نجحت في وضع القمر الاصطناعي على المدار، وأعلن مسؤول في الجيش الكوري الجنوبي أن المقذوف المحمول على الصاروخ دخل المدار، ما يشير إلى احتمال نجاح إطلاق الصاروخ، إلا أن الأمر يتطلب كذلك التأكد مما إذا كان القمر يعمل أم لا.