بيروت - فادي سماحة
أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيحه زعيم "التيار الوطني الحرّ" العماد ميشال عون والمتحالف مع "حزب الله" لرئاسة الجمهورية ليل الأثنين خلال زيارة قام بها عون لجعجع في مقرّ إقامته في معراب.
وأوضح مصدر مقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحليف جعجع أن هذا الموقف المستجد يتناقض مع التزام تيار "14 اذار" وكتلة "المستقبل" بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة اللبنانية منذ أكثر من شهر ونصف الشهر ومباركة البطريرك الماروني بشارة الراعي لهذا الترشيح.
واستعاد جعجع في بيانه الذي تلاه خلال اللقاء عبارة "حيث لا يجرؤ الآخرون" الشهيرة التي كانت القوات اللبنانية تستخدمها أيام الحرب، وتلا بنودًا من "إعلان النوايا" الذي توصل إليه مع عون في 2 حزيران (يونيو) 2015.
وعدّد جعجع في بيانه، الذي حدد أسس تبنّيه رئاسة عون، 10 مبادئ، منها: التزام اتفاق الطائف، ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة، ضبط الأوضاع على الحدود اللبنانية- السورية في الاتجاهين، تنفيذ القرارات التي اتفق عليها في الحوار الوطني وإقرار قانون انتخاب جديد يراعي المناصفة وصحة التمثيل.
وجددّ إيمانه بمبادئ ثورة الأرز في مواجهة سلطة الوصاية السورية، في محاولة منه لطمأنة فريق "14 آذار"، على رغم التوقعات بأن تتسبب مبادرته بانقلاب التحالفات. واعتبر عون، الذي جلس الى جانب جعجع أثناء تلاوته بيان دعمه، أن "ما ذكره رئيس القوات سنعمل عليه"، وتمنى أن "تتم عملية الانتخاب بخير، وفي حينها سنكون غطاء لجميع اللبنانيين ولن نتعامل بكيدية مع أحد..ونحن في صلب الخصومة السياسية لم نكن كيديين فكيف بالأحرى ونحن في ممارسة المسؤولية".
وجرى تبني جعجع ترشيح عون وسط احتفالية وقطع قالب حلوى وتأكيد غير نائب وقيادي من "القوات" و "التيار الوطني الحر" ما قاله عون، بأنه "يوم تاريخي"، وتكريس لإنهاء الخصومة الدموية بين "القوات" وأنصار عون منذ حرب الإلغاء بينهما عام 1988- 1989. وقال عون: "الورقة السوداء يجب حرقها".
وأسفر موقف جعجع عن سلسلة تداعيات أبرزها استدعاء الحريري لعدد من نواب كتلته وبينهم الرئيس السابق فؤاد السنيورة للاجتماع به في الرياض مقر اقامته حاليا", ودعوة رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي و "اللقاء" اليوم الثلاثاء لتدارس الخطوة, فيما لم يصدر عن "حزب الله" حليف عون موقف معلن علما" أن أوساطه أعربت عن ارتيابها من ترشيح خصم الحزب سمير جعجع لمرشح الحزب ميشال عون .
في المقابل، أكّد النائب سليمان فرنجية حليف سورية والعضو في فريق "8 اذار" اليوم استمرار ترشحّه لرئاسة الجمهورية مدعوما" من الرئيس الحريري وقوى "14 اذار" وهوكان زار البطريرك الماروني بشارة الراعي عدة مرّات بعد ترشحه واخرها الاثنين حاصلا" على مباركته لهذا الترشح.
وأوضح الوزير بطرس حرب المقرب من الحريري أن تحالف جعجع - عون وان كان سيفرض نفسه على المكونات السياسية والطائفية في لبنان الا انه لا ينبغي تجاهل القوى الإقليمية والدولية المعنية بالرئاسة في لبنان، خصوصاً أنه كان لكل منها إما دوره أو موقفه في مبادرة الحريري ترشيح فرنجية، ومن استمرار الشغور الرئاسي في لبنان . فيما أكد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن "انتخاب الرئيس ليس شأناً مسيحياً فقط، وهو شأن لبناني بامتياز".