هجوم إلكتروني عنيف شنّه "داعش"

تمكنت قناة "تي في 5 موند" الفرنسية من العودة إلى البث الفضائي، أمس الخميس، بعد هجوم إلكتروني واسع النطاق شنّه قراصنة ينتمون لتنظيم "داعش" على الشبكة ما أدى إلى توقفها يومًا كاملًا عن العمل.

وكانت الشبكة قادرة على استئناف بثها بشكل كامل وطبيعي في تمام الساعة السادسة مساءً، واستعادت السيطرة على حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية، واسترجعت موقعها الإلكتروني مرة أخرى على الإنترنت.

وصرَّح مدير الشبكة, إيف بيغو، في تسجيل مصور نشر على صفحة القناة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الخميس، بأنَّ هجوم الانترنت القوي للغاية, بدأ في الساعة العاشرة مساء الأربعاء.

وطالبت الشبكة الفرنسية ووكالة أمن المعلومات، التي تعمل تحت سلطة رئيس الوزراء، الدفاع عنها ضد الهجمات الإلكترونية، ووصفت الاختراق بـ"الخطير" وأكدت أنَّها أرسلت خبراء أمن الحاسب الآلي للمساعدة في استعادة بث القناة واسترجاع حساباتها على مواقع الانترنت.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوكالة, كليمانس بيكارت، "هذا الصباح أرسلنا أربعة أشخاص، ونظرًا لهذا الوضع، تم تعزيز هذا الفريق، والآن لدينا 13 شخصًا مع فرق القناة من أجل وضع حدًا لذلك.

وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها "قراصنة داعش" مسؤوليتها عن الهجوم، مستخدمين اسم القراصنة نفسهم الذين استولوا على حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية للقيادة المركزية للولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير الماضي.

ولم يتم تأكيد إدعاء مسؤوليتهم، وأشار الصحافيون الفرنسيون الذين يغطون التكنولوجيا أنه من الصعب تحديد تورط مجموعة "قراصنة داعش" بالفعل أم لا، وكان للحكومة الفرنسية رد فعل قوي على الهجوم، ودعت إلى يقظة وسائل الإعلام في البلاد.

ودان رئيس الوزراء مانويل فالس, الهجوم الإلكتروني على "تويتر"، ووصفه بأنه هجوم غير مقبول على حرية الإعلام والتعبير, وصرَّح مكتب المدعي العام في باريس بأنه فتح تحقيقًا في الهجوم.

واجتمع وزراء الثقافة والداخلية, مساء أمس الخميس، مع رؤساء البث الفرنسي لبحث سبل منع هذه الهجمات في المستقبل.

وأعلن وزير الداخلية برنار كازينوف, في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أنَّ الكثير من العناصر أشارت إلى فكرة أن "العمل المتطرف" هو السبب في الهجوم الإلكتروني, وأكد أنَّ معرفة من الذي كان وراء ذلك تحديدًا شيء سابق لأوانه.

وأكدت وزيرة الثقافة فلور بيليرين، أنَّ وسائل الإعلام الفرنسية يجب أن تبقى حذرة تجاه نقاط الضعف المحتملة في مجال البث وأنظمة الاتصالات الداخلية, وأضافت "لا يمكن استبعاد حدوث هجمات مماثلة مرة أخرى، و قد يكونون خططوا بالفعل لذلك".

وتعد "تي في 5 موند" شبكة تلفزيون تبث باللغة الفرنسية ومقرها في باريس وتبث الأخبار والبرامج والأفلام على مستوى عالمي.

وأوضح كاتب التكنولوجيا لصحيفة "لوموند" الفرنسية، داميان ليلوب, أن المؤسسات الإعلامية في فرنسا هي أهداف منشودة, بسبب شهرتهم على الإنترنت.

وتابع ليلوب "في كانون الثاني/ يناير الماضي، كان أنصار الحكومة السورية قادرين على اختراق حساب صحيفة "لوموند" على "تويتر"، كما أنه من المرجح أن تعاني سائل الإعلام الأخرى من هجمات مماثلة".

وأبرز أنَّ "تي في5 موند" تعد هدفًا مهمًا بشكل خاص؛ لأنها تشاهد على نطاق واسع في المناطق الناطقة باللغة الفرنسية في أفريقيا، والسيطرة على بث برامجها وحسابات وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة بها يمكن أن يكون وسيلة لتوصيل رسالة سياسية إلى جمهور كبير.

وأظهرت لقطات "سكرين شوت" من المواقع المخترقة وحسابات وسائل الإعلام الاجتماعية لـ"تي في موند" لافتات كتب عليها "أنا داعش"، في إشارة إلى شعار "أنا تشارلي" الذي انتشر بعد هجمات كانون الثاني/ يناير في باريس والتي خلفت 20 قتيلًا، بينهم ثلاثة مسلحون، ادعى واحد منهم صلته بـ"داعش".

وذكرت السلطات الفرنسية أن هناك موجة من الهجمات الإلكترونية من قبل قراصنة "داعش" ضد حوالي19.000 موقع فرنسي.

وأظهرت أيضًا لقطات "سكرين شوت" من صفحة القناة المخترقة على الـ"فيسبوك" بيانًا قال إنَّ الرئيس فرانسوا هولاند ارتكب "خطأ كبيرًا" في دعم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات جوية ضد جماعة "داعش" في العراق وسورية.

وجاء الهجوم الإلكتروني بعد أن بدأت قناة "تي في5 موند" في تخصيص البث لنمط الحياة الفرنسية والفرنكوفونية، والذي بدأ في آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط أول أمس الأربعاء.