تنظيم "داعش"


يعجز تحالف دولي قوامه أكثر من 30 دولة، إضافة إلى العشرات من المتمردين والفصائل المسلحة المقاتلة، في إيقاف زحف تنظيم "داعش" المتطرف، حيث تمكن التنظيم من الانتشار وتمديد نفوذه وتجنيد الآلاف من المقاتلين الأجانب إضافة إلى استقطاب منظمات متطرفة جديدة تحت جناحه، منذ المهمة الدولية التي بدأت في عملها نحو القضاء على "داعش" في تشرين الأول/ أكتوبر 2014.

وشاركت 42 دولة على الأقل بشن غارات جوية على "داعش"، فضلاً عن تدريب قوات شرق أوسطية لمحاربته، وفي الوقت ذاته، تشن العشرات من الجماعات الإسلامية المتناحرة حربًا دامية ضد "داعش" على الأرض، وعلى الرغم من حجم الكراهية تجاه تنظيم "داعش" إلا أن الجميع فشل في دحره وتدميره.

وأكد خبير في مكافحة التطرف، أنَّ قوة التنظيم زادت بسبب الخطأ في المناطق المستهدفة حيث لا يتعرض "داعش" لضربات موجعة، مشيرا إلى أنَّ عدد الدول التي تحارب "داعش" في سورية والعراق أكثر من 60 دولة منها النمسا والسويد وايرلندا.

وأضاف: "على الرغم من تقديم هذه الدول الثلاث للدعم الإنساني لمن تم تشريدهم على أيدي التنظيم المتطرف وأصبحوا بلا مأوى، هناك 31,000 مقاتل يتعهدون بالولاء لـ"داعش"، وهو الرقم الذي ارتفع مقارنة بالخريف الماضي الذي سجل 16,000، في حين تقول القوات الكردية بان الرقم يقترب من 200,000".

وتابع: "منذ إعلان المملكة العربية السعودية وحلفائها من البحرين والأردن والإمارات العربية المتحدة بشن غارات جوية على "داعش" في أيلول/سبتمبر من عام 2014 فإن الولايات المتحدة باتت مسؤولة عن 60 في المائة من الغارات البالغ عددها 16,000 غارة، في حين أسفرت الغارات التي شنتها بريطانيا في العراق مستخدمة الطائرة دون طيار عن سقوط 242 قتيل في صفوف هذه الميليشيات المسلحة".

وعلى الرغم من جميع هذه الضربات الجوية التي تستهدف "داعش" إلا أنها لم تردعها وفقا لمدير دراسات الأمن الدولي في مركز أبحاث "روسي Rusi"، فالغارات الجوية لديها تأثير كبير ولكنها لم تؤت بثمارها بحيث يمتد نفوذ "داعش" يومًا بعد يوم، ولم يستطع إيقافها قليلًا سوى القوات الكردية من وحدات حماية الشعب "YPG" عندما احتدمت الاشتباكات بينهما في الريف الجنوبي من مدينة كوباني الواقعة شمال سورية.

وترعى الدولة العراقية مجموعة من الميليشيات من أجل مواجهة قوات "داعش"، فيما تقاتل الجبهة الإسلامية والجيش السوري الحر كلًا من القوات الحكومية السورية وكذلك تنظيم "داعش"، كما وقعت اشتباكات بين "حزب الله" و"داعش" على الحدود السورية اللبنانية، واعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن دحر تنظيم "داعش" سيحتاج إلى حملة طويلة الأجل، وتعهدت إيطاليا بمواصلة إرسال معدات عسكرية غير محدودة إلى باكستان، كما أرسلت ألبانيا ونيوزيلندا أسلحة ومؤن للمساعدة في مهمة القضاء على التطرف.