لندن ـ صوت الإمارات
ترأس وزير الخارجيّة الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وفد بلاده في المؤتمر الدولي لـ"المانحين من أجل أفغانستان"، الذي بدأت أعماله في لندن، الخميس، والذي يأتي كفرصة مهمة للحكومة الأفغانية، لاستعراض مشاريعها وخططها الإصلاحية لتحفيز الاقتصاد، وتعزيز فرص عودة السلام، وللأسرة الدولية لإعادة التأكيد على الشراكات الطويلة الأمد مع أفغانستان.
وشارك في المؤتمر، وللمرة الأولى، الرئيس الأفغاني أشرف غني، كما حضر المؤتمر مساعد وزير الخارجية الإماراتية للشؤون الأمنية والعسكرية فارس المزروعي فضلاً عن مسؤولين دوليين كبار، من بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون .
وتوافد على العاصمة البريطانية ممثلون من نحو 50 دولة لحضور المؤتمر، الذي سيشهد إعلان تعهدات مالية لحكومة كابول الجديدة لدعم سلطاتها على خلفية موجة جديدة من الهجمات من متمردي "طالبان".
ويسعى الرئيس الأفغاني أشرف غني للحصول على موافقات وتعهدات مالية لخطته لجعل العام المقبل بداية "عقد التحول"، سوف يشهد مساندة سلطة الحكومة التي يرأسها، بيد أنه يتعرض للضغط لبذل مزيد من المجهود للتصدي للفساد، أكثر مما فعله سلفه حامد كرزاي، في مدة حكمته التي استغرقت عشرة أعوام، حيث مازالت أفغانستان تعتمد على المساعدات الأجنبية في أكثر من 90% من دخلها القومي .
واعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان دانيال فيلدمان أنّ "المؤتمر، الذي يستمر يومًا واحدًا، يشكل فرصة للولايات المتحدة، والشركاء الدوليين الآخرين، للتأكيد على التزامها إزاء أفغانستان"، مشيرًا إلى أنه "ربما الأهم أنه فرصة للرئيس الأفغاني ورئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله لعرض سياستهما لمستقبل أفغانستان السياسي والاجتماعي والاقتصادي".
ويأمل العديد من الدبلوماسيين في أن تتحسن العلاقات مع الرئيس الجديد أشرف غني، الخبير السابق لدى البنك الدولي .
ويعد الهدف الآخر للمؤتمر هو ضمان أن تفي الدول المانحة بالتعهدات التي قامت بها في مؤتمر سابق بهذا الصدد في طوكيو في 2012.
ورأت المحللة كريستينا رورز، من شبكة محللي أفغانستان ومقرها كابول، أنه "يبدو أن التعاطف الذي فقد في الأعوام الماضية يعود ببطء إلى الأسرة الدولية"، مشيرة إلى أنّ "غني إذا تمكن من تشكيل حكومة وإجراء اصلاحات فعلية، بصورة سريعة نسبيًا فإن النوايا الحسنة يمكن أن تستمر".
وأعلن سفير واشنطن لدى كابول بيتر ماكينلي، أن الرئيس باراك أوباما ونظيره الأفغاني أشرف غني سيبحثان، في مطلع العام المقبل، في واشنطن، جدول انسحاب الجنود الأميركيين من أفغانستان، والذي يفترض من حيث المبدأ أن يستمر حتى نهاية 2016، مبرزًا أنَّ "ذلك سيكون فضلاً عن مروحة واسعة من المواضيع المرتبطة بعلاقتنا الثنائية، كما نعتزم مناقشة أمن ومستقبل علاقاتنا مع أفغانستان".
من جهة أخرى، أكّد مسؤولون في وزارة الدفاع الأفغانية مقتل ثلاثة جنود من الجيش، إثر انفجار عبوة ناسفة، دون ذكر تفاصيل موقع الحادث أو ملابساته.