نيودلهي - عدنان الشامي
تستعد الهند لإجراء تجاربها النهائيّة لإطلاق أول غواصة مسلحة نوويًّا قادرة على إطلاق رؤوس حربية نووية من تحت الماء، لتكون بذلك الدولة السادسة في العالم التي تحظى بالقوة النووية برًا وبحرًا وجوًا، إذ تعتزم أيضًا امتلاك أربع غواصات أخرى بحلول العام 2020، وهو ما قد يدفع الصين إلى مساعدة حليفتيها "باكستان وكوريا الشمالية".
وكان أول تصديق على بناء هذه الغواصة العام 1970، ليبدأ العمل في المشروع العام 1998 بعد الموافقة عليه العام 198، وقد عملت الحكومة الهندية، على مدار العقود الثلاثة الماضية ضمن برنامج سري، على تطوير تلك الغواصة التي تزِن 6 آلاف طن، وأطلقت عليها اسم "قاتلة الأعداء".
وأكد مسؤولون لصحيفة "إيكونوميك تايمز" أن مشروع بناء الغواصة دخل الوقت الراهن مراحله النهائية في خليج البنغال، بعد أن نجحت في إجتياز اختبارات عدة في الأشهر الخمسة الماضية للغوص البحري العميق، إضافة إلى اختبارات لإطلاق الأسلحة.
وبإمكان هذه الغواصة النووية التسليح بـ12 صاروخًا قصير المدى من طراز كيه 15، أو أربعة صواريخ باليستية من طراز كي 4، ويبدأ العمل بالفعل في بناء غواصتين إضافيتين من طراز أريهانت، حيث تعتزم الهند امتلاك أربع غواصات بحلول العام 2020 وفقًا للتقارير الصادرة عن الدبلوماسيين.
ومع نشر الهند لغواصة نووية، فإن من شأن ذلك أن يزيد من حِدة التوترات مع القوى الإقليمية التي ستدخل في سباق على التسلح البحري، وهو ما قد يدفع الصين إلى مساعدة حليفتيها "باكستان وكوريا الشمالية" اللتين تمتلكان تسليحًا نوويًّا على امتلاك تقنيات مماثلة بحسب ما أوردت بلومبرغ، ووقعت الهند والصين على سياسة "لا للاستخدام الأول" بشأن الأسلحة النووية، كما تعتبر كلتاهما الغواصات المسلحة نوويًا بمثابة سلاح الردع الذي تهدف من خلاله إلى منع اندلاع الحرب.
وتتميز غواصة أريهانت الهندية بصعوبة تقفي أثرها وتحديد موقعها، متفوقةً بذلك على منصات إطلاق الصواريخ النووية البرية والجوية، وهو ما يمنح الهند الأفضلية في الانتقام من العدو الذي يخطط لتدمير ما تبقى من ترسانتها النووية عن طريق الضربة الأولى، ووفقًا للتقرير الصادر عن معهد لوري للسياسات الدولية بشأن الغواصات ذات التسليح النووي، فإن هذه الغواصات النووية التي تمتلكها الهند والصين يمكن في الوقت الحالي تحديد مواقعها بسهولة.
وأضاف التقرير أنه من المرجح عدم استمرار الاستقرار المبدئي ما بين الصين والهند طويلاً، مع قيام الهند بنشر صواريخها النووية على الغواصات التي تمتلكها، ويبقي من شأن تحديد مواقع الغواصات ذات التسليح النووي للصين والهند إلى جانب هذا المحتمل، امتلاكها من جانب باكستان وكوريـا الشمالية من الخصوم أن يجعل أنشطتها صعب التنبؤ بها، فضلاً عن تفاقم التوترات البحرية على نطاق واسع، كما تمتلك بريطانيـا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيـا هذا النوع من الغواصات، في حين تعتبر الولايات المتحدة الأميركية وروسيا فقط اللتين تمتلكان أسلحة نووية برًا وبحرًا وجوًا.
وأثار تجديد غواصة ترايدنت النووية البريطانية جدلاً حادًا داخل حزب العمال، فعلى الرغم من أن زعيم الحزب، جيرمي كوربين، يفضل نزع السلاح من جانب واحد، إلا أن الكثيرين من الأعضاء الآخرين في حكومة الظل يؤيدون ذلك صراحةً، بينما تؤكد الحكومة أن تكلفة تجديد الغواصة ستبلغ 31 بليون جنيه إسترليني، ولكن بعض الخبراء يقولون إن التكلفة الحقيقية ستتعدى 100 بليون إسترليني.
ستتعدى 100 بليون إسترليني.