المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي

بيّن المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي أنَّ الصمت، الذي التزمه في الفترة الماضيّة، كان بغية إرساء دولة القانون، موضحًا أنَّه حاول أن يكون قدوة للمواطنين، في احترام القواعد، لاسيما أنّه يمثل أملاً لهم، كاشفًا عن أنّه أتمَّ إعادة ترتيب المؤسّسة العسكريّة من الداخل، قبل اتّخاذ قرار الترشّح إلى رئاسة مصر.
ولفت السيسي، أثناء حديثه إلى الإعلاميين المصريين، إلى أنَّ "دولة القانون واستعادة هيبة الدولة كانت تستدعي منه الصمت، حسب القانون الذي أقرّته اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة"، موضّحًا أنه "التزم الصمت كضرورة، لأنني أمثّل المصريين، وأملهم في مستقبل أفضل".
وأشار إلى أنَّ "إخطار القوات المسلّحة بقرار ترشحي كان أمرًا ضروريًا، لأنَّ هذا القرار يترتب عليه تغييرات وترتيبات، على الرغم من أنَّ القائد العام للقوات المسلحة لا يستأذن أحدًا في قرار معين"، مؤكّدًا أنّه "قرّر الترشح بعد أن استدعاه المصريّون، لاسيما البسطاء منهم، وأنّه قال بمنتهى الوضوح، أنَّ احترام إرادة المصريين أشرف له من أي منصب"، معتبرًا أنَّ "المصريين استدعوه للترشح يوم الاستفتاء على الدستور، عبر مشاركتهم الحاشدة، ولا يمكن أن أحترم نفسي لو افترضت أني وضعت خطة للاستيلاء على الحكم"، مبيّنًا أنَّ "بيان 3 تموز/يوليو كان واضحًا، بشأن تولّي رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد".
وأوضح السيسي أنَّ "الأوضاع في مصر فيها تداخلات كثيرة، في كل شيء، وهو نتاج طبيعي لما شهدته البلاد من ثورات"، معتبرًا أنَّ "إحدى إشكالات الأنظمة السابقة هي عدم التواصل مع الناس، والتحديات التي تواجه مصر داخليًا وخارجيًا تفرض على أي وطني، لديه فرصة لحماية الوطن والشعب، أن يحميه".
وكشف عن أنَّ "الشيخين صادق العدوي في الأزهر، ومحمد متولي الشعراوي في الحسين، هما من شكلا وعيه الديني، عبر علمهما الذي يحمل الكثير من الرشد"، مشيرًا إلى أنَّ "إسلام الدولة غير إسلام الفرد، كما أنَّ الإسلام قَدّم دولة مدنية، وليس دولة دينية، والحاكم يتعامل مع الواقع بصورة متكاملة"، لافتًا إلى أنَّ "الخطاب الديني المتطرف أفقد الإسلام إنسانيته لدى الغرب، وهو ما يحتاج إلى مراجعة مواقفنا، لأننا سنُسأل أمام الله، لاسيما أنَّ الحاكم ليس داعية وإنما مسؤول، والدين الحقيقي ليس الذي نمارسه الآن"، مبيّنًا أنَّ "إسلام الدولة يجعلنا نتعامل مع الجميع، وإسلام الفرد للفرد وليس لغيره".
وأكّد السيسي أنّه "تعرّض لمحاولتي اغتيال، إلا أنَّ إيمانه يمنحه الشجاعة لمواصلة مسيرة إنقاذ الوطن"، مشدّدًا على أنّه "لن يختفي عن الساحة إذا تولى منصب الرئاسة، وأنه سيتحمل مسؤوليّة المنصب كاملة".
وأضاف "لم أطلب آراء الخارج في أمر ترشحي للرئاسة، أنا لست مدينًا إلا لله والوطن والشعب"، مشيرًا إلى أنَّ "المصريّين لم يتعاونوا أو يتآمروا أو يستأذنوا أحدًا، في إقرار خارطة الطريق، في 3 تموز/يوليو الماضي"، معتبرًا أنَّ "القرار كان أخطر قرار اتّخذ في هذه الفترة".
واستطرد "مصر لن تدار بعقلية رجل مخابرات"، متمنيًا أن "يكون مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في النهضة التي حققها لمصر، وأن يحوز على الشعبية الطاغية التي حصل عليها عبد الناصر خلال فترة حكمه".
ويرى السيسي أنَّ "الرئيس مسؤول عن تشكيل حياة سياسية حقيقية"، مؤكدًا أنَّ "القانون وحده لا يكفي لضبط المجتمع"، مضيفًا أنَّ "هناك آليات التعليم والإعلام والأسرة التي يجب تفعيلها لتشكيل الوعي"، مشيرًا إلى أنَّ "مؤسسات التعليم ودور العبادة والإعلام يجب أن تساهم في ضبط المنظومة الأخلاقيّة"، معتبرًا أنَّ "أهم مهمة للرئيس المقبل أن يعمل على تقويم الأخلاق في المجتمع".
وأكّد السيسي أنَّ "برنامجه الرئاسي حلم قابل للتحقيق، وأننا نعيش على مساحة 7% فقط من إجمالي أرض مصر، وقد ضاقت بنا، ليس المهم الأشخاص الذين وضعوا البرنامج، ولكن الجهد المطلوب لتنفيذه"، مشيرًا إلى أنَّ "الاستقرار والأمن لا بد أن يأخذ أولوية متقدمة جدًا في جهدنا، كي نحقق أمن وأمان المجتمع، في كل ربوع مصر"، مضيفًا أنَّ "التنمية في مصر، إلى جانب الأمن، هما الملفان الأكثر أهمية في البرنامج الانتخابي، وسنعمل بكل جهد فيهما"، موضحًا أنَّ "الأمن القومي يتضمن التعليم والصحة، والتنمية في محافظات مصر المختلفة مشروع إستراتيجي بعيد المدى، كما أنَّ تغيير التركيبة الجغرافية والإدارية في مصر تحتاج إلى وقت، وسيبدأ توفير الإسكان والتعليم والسياحة للمواطنين، وسنعمل جاهدين على ذلك"، مشيرًا إلى أنَّ "مشروع ممرّ التنمية، ومشروع قناة السويس، هما ملفان من ضمن مشروعي وبرنامجي الانتخابي، وهناك تخطيط قابل للتنفيذ، بغية تبية الحاجات الراهنة والمستقبلية".
وبيّن السيسي أنَّ "معدل الإرهاب منخفض الآن، مقارنة مع الفترة السابقة"، مشيرًا إلى أنَّ "تحقيق الأمن المطلوب لا يتم بسرعة"، وموضحًا أنَّ "العديد من المشروعات تمَّ طرحها مسبقًا، ولكن كان ينقصها الإرادة لتحقيقها"، مؤكدًا أنَّ "تأثير ثورة 30 يونيو كان على المنطقة والعالم كله، وليس مصر فقط".
وكشف المرشح الرئاسي عن أنَّ "1300 نفق كانت تجعل حدودنا مفتوحة، والقوات المسلحة تساعد جهاز الشرطة، وستظل تفعل، فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، وقد تم إغلاق 1200 نفق بين مصر وقطاع غزة، وكان تدميرها ضرورة لحماية الأمن القومي المصري"، مؤكّدًا أنَّ "القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر  أبلغه بأنَّ هناك مقاتلين من أفغانستان وصربيا سيأتون لقتال المصريين"، مشيرًا إلى أنَّ "البناء الفكري للإخوان يؤكد حتمية المواجهة مع المجتمع الجاهلي، من جهة الاستعلاء الديني"، مضيفًا أنّه "في 23 حزيران/يونيو الماضي، هدّد الشاطر، خلال لقائه معي لمدة 45 دقيقة، بمجيء مقاتلين من سورية وأفغانستان وليبيا، لقتال المصريين، وإجابتي كانت واضحة، تتمثل في أنَّ أي شخص يرفع السلاح في مواجهة المصريين سأنفيه من على وجه الأرض".
وأضاف "عمليات الجيش استغرقت وقتًا طويلاً في سيناء، بغية تجنب سقوط أبرياء قدر الإمكان"، مضيفًا أنه "سيأتي يوم قريب سيشاهد الجميع تنمية حقيقية في سيناء"، مشيرًا إلى أنَّ "الفكر المتطرف غير قابل للحياة، وشهدنا نتاج وصوله للسلطة"، مؤكدًا أنّه "لا بديل عن تنمية حقيقية في سيناء".