القوات التركية

أكدت مصادر مطلعة بأن القوات التركية التي تمركزت في محيط الموصل، والتي أثار انتشارها أزمة ديبلوماسية بين بغداد وأنقرة، بدأت بالانسحاب التدريجي في اتجاه مدينة دهوك في إقليم كردستان ومنها إلى الحدود بين البلدين.
 
وأوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لتلفزيون «إيه هابر» إن «إعادة تموضع القوات حصلت»، مضيفًا «قمنا بما ينبغي على الصعيد العسكري، ونحن مستعدون لكل أشكال التعاون مع الحكومة العراقية»، لافتًا إلى أن «جنودنا سيظلون موجودين هناك». حيث أن الجيش التركي نشر قوة من حوالي 300 جنديًا في شمال العراق.
 
وأفاد أوغلو بأنها "حلت بدلًا من قواتها في مدينة بعشيقة قرب الموصل". وهو ما أثار أزمة بين بغداد التي شكت إلى مجلس الأمن، وأنقرة التي يبدو أنها رضخت لضغوط أوروبية وأميركية، وقررت سحب هذه القوات، إلا أنه لم يعرف ما إذا كانت ستغادر الأراضي العراقية أو ستبقى في إقليم كردستان الذي لم يعترض رئيسه مسعود بارزاني على وجودها.
 
وقال مسؤول الإعلام في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني، غياث سورجي، إن «جزءًا من القوات التركية الموجودة في معسكر الحشد الوطني في ناحية زلكان مع آلياتها ودباباتها، شمال الموصل، انسحب نحو الشمال».
 
وأكد عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى سالم جمعة بأن «القوات التركية المنسحبة من الموصل توجهت نحو محافظة دهوك»، موضحًا أن «الانسحاب بدأ الساعة الخامسة فجر اليوم» (أمس). مضيفًا أن «الانسحاب شمل عددًا من المعدات الثقيلة والمتوسطة وعددًا من الآليات (…) والقوات الموجودة حاليًا في المعسكر مكونة من فنيين ومستشارين عسكريين فقط».
 
وأفادت وكالة «الأناضول»، نقلاً عن مصادر عسكرية تركية أن «قافلة من 10 إلى 12 آلية، بينها دبابات، غادرت بعشيقة متوجهة شمالاً»، موضحة أن «القافلة قسم من القوات المنتشرة قرب الموصل». مضيفًة أن المصادر لم «تشر إلى أنها ستبقى في العراق أو ستعود إلى تركيا».
 
 
وكشف رؤساء الكتل السياسية العراقية، السبت الماضي، عن دعمهم الحكومة في توجهها إلى مجلس الأمن، مؤكدين بأنه من حق العراق استخدام «كل الطرق المشروعة للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه». كما أن وزارة "الخارجية" رفعت شكوى إلى مجلس الأمن ضد الخرق التركي، ودعت المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين»، وطالبته بضمان «انسحاب فوري غير مشروط للقوات التركية».
 
وجاء في بيان للبيت الأبيض، في واشنطن، أن نائب الرئيس جو بايدن اتصل بداود أوغلو وقال له إن الانسحاب من بعشيقة «خطوة مهمة لتهدئة التوتر خلال الفترة الأخيرة». مؤكدًا «ضرورة موافقة الحكومة العراقية على أي وجود عسكري أجنبي هناك».
 
وأضاف البيان أن «نائب الرئيس شجع الحكومة التركية على مواصلة الحوار مع بغداد لتحسين العلاقات بين البلدين».