تنظيم "داعش"

 شنَّ سلاح الجو الليبي الليلة الماضية، سلسة غارات على تجمعات لتنظيم "داعش" في عدد من محاور القتال في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا. وقال مصدر عسكري إن سلاح الجو وجه ضربات مباشرة إلى تجمعات التنظيم المتحصنة داخل جامعة بنغازي ومصيف النيروز غربي المدينة.

وأكد أن الطلعات كانت استباقية ونفذت بدقة عالية واستمرت العمليات حيث قامت المقاتلات بسلسلة من الغارات الجوية على محيط مصنع الأسمنت في منطقة الهواري ومحوري الصابري وسوق الحوت وسط المدينة أسفرت عن تدمير عدد من الآليات المتحركة التابعة للتنظيم.

كما قام سلاح الجو الليبي مساء الاحد بتدمير جرافة تابعة للجماعات الإرهابية غرب مدينة بنغازي.  وقال آمر السرب في قاعدة بنينا الجوية أن طائرة من نوع ميغ 21 قامت بتدمير جرافة محملة بكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة بالقرب من مصيف الجوهرة في منطقة قنفودة غرب بنغازي.

 

ونشر "داعش" مجموعة كبيرة من المقاتلين في حقول استراتيجية عدة للنفط في ليبيا، مع تصاعد المخاوف من تخطيط التنظيم المتطرف لتنفيذ هجوم على العمال الأجانب، لذلك تم إجلاء الموظفين من ثلاثة حقول للنفط، شرق البلاد، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد للتعامل مع المخاوف المتزايدة للجماعة المتطرفة.

ولم يتأثر إنتاج النفط في ليبيـا لأن الحقول ستستمر مغلقة لحين تقليل المخاطر الأمنية، بحسب ما ذكر المسؤولون الأمنيون، رغم أن مقاتلي تنظيم داعش شنوا هجماتٍ متكررة على حقول النفط الليبية والمحطات خلال الأشهر الأخيرة، مع تدمير المرافق في أجدابيـا.

 

إلا أنه ومع ذلك، فلم يتخذ التنظيم المتطرف، الذي يتخذ من مدينة سرت مقراً له، بفرض سيطرة كاملة على هذه الحقول النفطية، وخلافاً لما حدث في سورية والعراق، فإن المتشددين لم يقوموا أبداً بالسيطرة على حقول النفط في ليبيـا، ولكن المسؤولين يشعرون بالقلق من احتمالية حدوث ذلك في المستقبل وسط الخسائر البشرية الموجودة.

وأكد مسؤول في قطاع النفط ويقيم شرق ليبيـا، محمد المنفي، أن حقل الوفـا قد تم إخلاؤه تماماً من العاملين، بينما تم عمل إخلاء جزئي للعاملين في محطات تيبستي والبيضاء بعد تحذير قوات الأمن من احتمالية وقوع هجمات مخطط لها، وذكر مصدر أمني إلى وكالة "رويترز"، أن المقاتلين الموالين لتنظيم داعش احتشدوا في ناوفيليا، وهي البلدة الواقعة ما بين معقل الجماعة المتطرفة في مدينة سرت والموانئ النفطية وفاق سدر ورأس لانوف.

وتتولى حراسة المنشآت النفطية في الشرق قوات شبه عسكرية، وقد لقي خمسة أفراد منهم حتفهم في وقتٍ سابق من هذا الشهر إثر هجوم شنّه متطرفون لتنظيم داعش بالقرب من حقل البيضا، الذي يبعد نحو 155 ميلًا جنوب وفاق سدر ورأس لانوف، وانخفض بشكلٍ حاد إنتاج النفط في ليبيـا خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة للنزاعات العمالية والصراع الدائر بين المجتمعات المحلية والفصائل المسلحة، وبات الإنتاج يقف الآن عند أقل من خُمس 1,6 مليون برميل في اليوم، التي كانت تنتجها الدولة العضو في منظمة الأوبك قبل ثورة العام 2011 والإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي.

أعلن رئيس مجلس النواب الليبي المعترف به دولياً عقيلة صالح، أن المجلس سيجتمع خلال الأسابيع المقبلة لمنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني التي انتقلت بالفعل إلى العاصمة طرابلس وبدأت بترسيخ سلطتها.

وقال صالح للصحافيين عقب اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، إنه أطلع الأخير على المساعي المبذولة حالياً لعقد جلسة لمجلس النواب الذي يتخذ من طبرق في شرق ليبيا مقراً له خلال الأسابيع المقبلة للنظر في تعديل الإعلان الدستوري ومنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فايز السراج.

أوضحت وزارة الخارجية التونسية أن ممثلين عن 15 مؤسسة مالية ومنظمة إقليمية ودولية متخصصة و40 دولة عربية وغربية، سيشاركون في اجتماع يعقد الثلاثاء في تونس تنظمه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وسفارة المملكة المتحدة الموجودة موقتا في تونس.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان، أن الاجتماع "يهدف إلى تمكين حكومة الوفاق الوطني من وضع رؤيتها وتحديد الأولويات الفورية للمساعدة الدولية فضلا عن الاتفاق على تنسيق الدعم الدولي".

اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن أكبر خطأ ارتكبه خلال رئاسته للولايات المتحدة كان في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد في ليبيا، وهو نقص التخطيط لما بعد الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2011.

وقال أوباما في مقابلة مع قناة "Fox News" عن أسوأ خطأ ارتكبه: "ربما يكون الفشل في التخطيط ليوم ما بعد التدخل في ليبيا"، لكنه أكد في المقابل أن "التدخل كان الشيء الصحيح الذي يجب فعله".