تونس - كمال السليمي
نظمت مجموعة من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني في تونس الخميس، سلسة من التظاهرات والمسيرات الوطنية في العاصمة وبعدد من جهات البلاد احتفالًا بالذكرى الخامسة لعيد الثورة.
وأكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد في كلمة له بهذه المناسبة، أن حكومته "تعمل على تجسيم مختلف استحقاقات الثورة وخاصة منها تأمين مقومات العيش الكريم للتونسيات والتونسيين كافة دون حيف أو إقصاء وتكريس مقتضيات التمييز الإيجابي لفائدة الجهات المهمشة".
ودعا الصيد الجميع إلى "التجند لحماية مبادئ الثورة وقيمها من المتربصين بها في الداخل والخارج وخاصة آفة الإرهاب التي تستهدف كيان الدولة ومؤسسات النظام الجمهوري ونمطنا المجتمعي".
واعتبر أن "كسب الحرب على الإرهاب واقتلاعه من جذوره يمثل شرطًا أساسيًا للتفرغ لخوض غمار التنمية ورفع التحديات القائمة في مختلف المجالات"، مضيفًا "من مسؤولية الجميع اليوم التسامي على الحسابات السياسية والحزبية الضيقة والاعتبارات الذاتية ورصّ الصفوف وتوحيد الطاقات لحماية المسار الديمقراطي وتذليل الصعاب وبلوغ برّ الأمان".
وحذّر الصيد من مغبة استمرار الخلافات السياسية، وقال: "إن الظرف دقيق والمخاطر جمّة ولا خيار لنا سوى تدعيم أركان الوحدة الوطنية والحفاظ على مناخ السلم الاجتماعية وإعادة الاعتبار لقيم العمل والبذل والتفاني في خدمة الصالح العام باعتبار ذلك من صميم الوفاء للشهداء والبرّ بالوطن"، على حد تعبيره.
وأكد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أنه غادر حركة نداء تونس منذ انتخابه رئيساً للبلاد، احتراماً لمبادئ الدستور، لكنه قرر بعد تفكير، التدخل في شؤون الحركة، وتكليف لجنة بوضع خريطة طريق بقصد إخراجها من أزمتها، حتى لا تؤثر الخلافات الحاصلة داخلها في صورة تونس في الخارج، حسب تعبيره.
ودعا السبسي، في كلمة ألقاها في قصر قرطاج، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة للثورة، الفرقاء في الحزب، إلى الالتزام بخريطة الطريق وتنفيذها، منتقداً التعليقات التي تحدثت عن سعيه إلى توريث الحزب لابنه حافظ قائد السبسي، قائلاً "لا وارث لي وكل التونسيين أبنائي".
كما لاحظ أن الأزمات داخل الأحزاب "هي ظواهر طبيعية، خاصة في ظل ديمقراطية ناشئة، ومشهد سياسي في طور التشكل، تمكن من إفراز كتلتين رئيسيتين توصلتا للتعايش رغم اختلاف مشروعيهما"، على حد قوله. وأفاد بأن التعايش بين الكتلتين (في إشارة إلى حركتي نداء تونس والنهضة)، "هو أحد ثمار التوافق الذي يهدف إلى رص الصفوف في مواجهة الأخطار، وتوحيد الكلمة حول أمهات القضايا"، حسب تعبيره.
وبخصوص الأحزاب التي قاطعت الاحتفالات اليوم بالذكرى الخامسة للثورة بقصر قرطاج، اعتبر السبسي "أن هذه الأحزاب قد قاطعت بموقفها هذا الدولة، التي تعتبر رئاسة الجمهورية رمزاً لها".
وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي قال في كلمة بالمناسبة إن تونس أمامها تحديات كثيرة في الذكرى الخامسة للثورة وهي كسب المعركة الأمنية موضحاً أن هذه المعركة لا يمكن أن نربحها إلا بتضافر الجهود بين الشعب بمختلف مكوناته.
وأضاف العباسي أن التحدي الاقتصادي وربح معركة التنمية والتخلص من البطالة وجلب الاستثمارات وكسب الرهان في مقاومة التهرب والاقتصاد غير المنظم هو ثاني أهم التحديات المطروحة على تونس.
وأوضح العباسي أنه لن يلبي دعوة رئيس الجمهورية لحضور الاحتفالات في قصر قرطاج وذلك بسبب تزامن الاحتفالات في قصر قرطاج مع احتفالات الاتحاد مؤكداً أن برامج الاحتفالات متزامنة وأنهم قطعوا العهد على أنفسهم بإحياء الذكرى الخامسة للثورة في دار الاتحاد.
وأعلنت وزارة الداخليّة التونسية القبض على تسعة أشخاص بجهة الجبل الأحمر، أحد الأحياء الشعبية الشهيرة بالعاصمة التونسية، يشتبه في انتمائهم إلى جماعات إرهابية.
وذكرت الوزارة في بيان، أن تحريات فرقة الأبحاث والتفتيش في قضايا الإرهاب، أثبتت أنّ أحد الإرهابيين الموقوفين على اتصال بعنصر إرهابي يتواجد بأحد بؤر التوتر صلب عصابة داعش الإرهابية.