واشنطن ـ رولا عيسى
دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر وأعلنت أن فيروس زيكا قد ينتشر عبر ما يقرب من جميع دول الأميركتين، بصرف النظر عن كندا وشيلي. ويعيش أكثر من ثلث سكان العالم في المناطق المعرضة لخطر عدوى الضنك، في نطاق يمتد عبر أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية. ومن ليس المعروف إذا كان مرشح للانتشار من شخص لآخر أم لا.
وحذّرت منظمة الصحة للبلدان الأميركية، النساء الحوامل أو الزوجين الذان يخططان لإنجاب أطفال بتجنب السفر إلى فلوريدا أو أميركا الجنوبية وسط مخاوف من فيروس زيكا الذي تفشى هناك، حيث ينتقل عن طريق البعوض، والذي عاث فسادا في الآونة الأخيرة من خلال منطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية على وجه الخصوص، ولكن هناك تفشي لم يسبق له مثيل في البرازيل، في الأشهر 12 الماضية ما يقرب من 4000 حالة من حالات الأطفال الذين يولدون برؤوس صغيرة بشكل غير طبيعي.
وجاء التحذير في الوقت الذي تم فيه حث العاملين في مجال الصحة في المملكة المتحدة للبحث عن أعراض الفيروس في المرضى العائدين من البلدان التي تعاني من تفشي المرض. وصرّح مسؤولون بأنه ينبغي النظر للفيروس كتشخيص محتمل للمرضى الذين يعانون من الحمى بعد عودتهم من الأميركتين.
ويسبب زيكا أعراضًا تشمل الطفح الجلدي، والحمى، والتهاب الملتحمة والصداع، قد تم ربطه الآن بالعيوب الخلقية في الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالفيروس أثناء حملهن. وتم ربط الفيروس بصغر رأس الوليد، حيث يكون الرأس أصغر من المعتاد والمخ لا ينمو بشكل طبيعي. وتم بالفعل اكتشاف الفيروس في 21 بلدا: بربادوس، وبوليفيا، والبرازيل، وكولومبيا، وجمهورية الدومينيك، والإكوادور، والسلفادور، وغيانا الفرنسية، وجوادلوب، وغواتيمالا، وغيانا، وهايتي، وهندوراس، ومارتينيك، والمكسيك، وبنما، وباراغواي، وبورتوريكو، وسانت مارتن، وسورينام وفنزويلا.
وتم اكتشاف المرض لأول مرة في قرد في أوغندا في عام 1947، ويعود اسمه لغابات زيكا حيث اكتشف، ومع تفشي المرض في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ وفي البرازيل العام الماضي، ينظر في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي كمناطق مهددة. وينتقل المرض عن طريق لدغات من نفس نوع البعوض الذي ينشر الأمراض المدارية الأخرى، مثل حمى الضنك، شكونغنا والحمى الصفراء.
وأفاد خبراء من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة أكسفورد بأنه من المرجح أن ينتشر الفيروس في ولاية فلوريدا، وأعلنت منظمة الصحة للبلدان الأميركية أن زيكا انتشر في جميع أنحاء الأميركتين. وينتشر الفيروس عن طريق نفس النوع من البعوض الذي ينشر حمى الضنك، وتم الإبلاغ عنها في فلوريدا منذ عام 2009.
وذكر أستاذ ورا رودريجيز، وهو زميل في الأكاديمية البرازيلية للعلوم ومن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن الفيروس قد يؤثر على المناطق التي يحتمل أن يوجد بها حمى الضنك، والتي يمكن أن يكون لها آثار على النساء الحوامل في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية. وقال: "أعتقد أنه من المعقول للحامل، أو التي تخطط للحمل، أن تتجنب السفر إلى البلدان التي يوجد بها زيكا، والذي لا يوجد فقط في الأميركتين.، بل أعتقد أن هناك فرصة حقيقية للغاية أن ينتشر في آسيا".
ويعتقد الخبراء أن معظم الناس المصابين بفيروس زيكا لا يمرضون، حيث تكون الأعراض عادة خفيفة، مثل الحمى والطفح الجلدي، وآلام المفاصل، والعيون الحمراء، التي عادة ما تستمر لما لا يزيد عن أسبوع. ولا يوجد دواء معين ولا لقاح وضع من أجلها، كما هو الحال بالنسبة لبعض الأمراض المدارية الأخرى التي تسبب تفشي المرض.
واكتشف المحققون إمكانية انتقال الفيروس عن طريق ممارسة الجنس، بعد أن تم العثور عليه في السائل المنوي لرجل واحد في تاهيتي، ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتأكيد ما إذا كان الاتصال الجنسي هو وسيلة لنقل زيكا، كما قالت منظمة الصحة العالمية. وحتى الآن لا يوجد علاج أو لقاح للفيروس، ولا حل متوفر الآن سوى الحذر قبل الحمل أو الإجهاض إن أمكن.
وحثت السلطات الصحية في السلفادور الأسبوع الماضي، النساء لتجنب الحمل حتى عام 2018 وسط مخاوف متزايدة من العيوب الخلقية المرتبطة بفيروس زيكا. لكن نشطاء حقوق المرأة الرائدة انتقدوا التوصيات، قائلين إن النساء في المنطقة وغالبا ما يكون ليس لديهن خيار الحمل، حيث يحدث عادة عن طريق الاغتصاب على أيدي أزواج الأمهات والأقارب وأفراد العصابة.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 4000 طفل الذين ولدوا لأمهات مصابات بفيروس زيكا في البرازيل قد ولدوا صغيري الرأس. وقد تم العثور على الفيروس في أنسجة الدماغ والسائل الذي يحيط بالأجنة الذين ولدوا برأس صغير أو ماتوا في رحم الأم. وحذرت النساء الحوامل في الولايات المتحدة من السفر الى دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل بسبب زيكا.