الشيخ محمد بن زايد آل نهيان


شهد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجلسه الرمضاني، مساء أمس الخميس، ثاني محاضرات الشهر الكريم بعنوان "أسباب الأمل" لمؤسسة شبكة "جذور وبراعم" ومعهد في أبحاث البيئة، ومبعوثة سلام لدى منظمة الأمم المتحدة عام 2002م الدكتورة جين غودول. وأشادت الدكتورة غودول بمبادرات وجهود الإمارات العربية المتحدة في حماية البيئة، مؤكدة أن المحميات الطبيعية في أبوظبي تشير إلى حجم إصرار قيادة الإمارات على المحافظة على براءة الطبيعة، مؤكدة أن مشاريع توليد الطاقة البديلة في العاصمة الإماراتية تضع الإمارات في صدارة الدول المصدرة للأمل في العالم.

وأبدت انبهارها بالتفاصيل الدقيقة التي لامستها في زياراتها المتكررة للإمارات، مشيرة إلى أن المشاهدات التي رصدتها في أبوظبي تدعو إلى رفع مستويات الأمل في المستقبل، وإلى أن توظيف العقل البشري الذي تعكسه المبادرات الرائدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إنقاذ المها العربي من الانقراض، إضافة لجهود صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، والمشاريع البيئية المتميزة لهيئة البيئة في أبوظبي تعيد الأمل في مستقبل أكثر أملا.

وأضافت أن مشاريع توليد الطاقة البديلة من الرياح والشمس، تضع أبوظبي على صدارة الدول المصدرة للأمل على مستوى العالم، مشيرة إلى أن المحميات الطبيعية المنتشرة في العاصمة الإماراتية أبوظبي تشير إلى حجم الإصرار الذي تمتلكه قيادة الإمارات في المحافظة على براءة الطبيعة، وأضافت محميات كالوثبة، وصير بني ياس، ومحميات القرم تجعلنا نثق بأن الأمل ما زال قائماً في التصدي لما وصفته بـ "الهجوم البشري الجشع" على الموارد الطبيعية والبيئات الخصبة.

وأبدت غودول ثقتها في قدرة الشباب حول العالم في إحداث التغيير الإيجابي، على الرغم من الابتعاد الملحوظ للشباب عن الطبيعة بحكم تنامي حضور العوالم الافتراضية.

وأشارت إلى أنه "ينبغي علينا إعادة الشباب إلى أحضان الطبيعة أولاً لندفعهم إلى تبني قضاياها وهمومها" موضحة أنه "دون الأمل لن نصمد كبشر، مشيرة إلى أن حجم التحديات التي أوقع البشر فيها أنفسهم لا يمكن أن يواجه إلا بالأمل"، مؤكدة أن فقدان الأمل يزيد من الإحباط والغضب، ما يعمل على قتل الحماس البشري، وبينت أنه "لا بد من الاهتمام بالمبادرات والأفكار الرائدة ودعمها كي نتجاوز كل الإحباط الذي جلبناه لأنفسنا".

وأكدت أن على الجميع الالتفات والتمعن إلى أولئك البسطاء الذين يقومون بأعمال إعجازية كبيرة على مستوى العالم كي يتمكنوا من تجاوز الإحباط والشعور بالعجز، مشددة على ضرورة توظيف العقل البشري في ابتكار طرق تسمح بالعيش في عالم مسالم وبروح إنسانية لا تقهرها تلك الصعوبات التي تواجه العالم اليوم، مؤكدة رفضها لحصر إنتاج العقل البشري في تكنولوجيا وتطبيقات جامدة.

ولفتت الدكتورة غودول إلى أن أكبر التحديات التي تواجه جهود إعادة الأمل للمشاريع ذات الأبعاد الإنسانية تكمن في القدرة على توفير مصادر دعم مالي يساهم في توظيف الأفكار والابتكارات والجهود المبتكرة وتحويلها إلى مشاريع قائمة، مشيرة إلى أن أحد أهم مشاريعها في تنزانيا واجه خطورة الإلغاء والتوقف بسبب ضعف الجانب التمويلي.

ودعت كل المهتمين بالعمل في المجالات البيئية والمشاريع المتفردة على صعيد العالم إلى الإيمان بحجم الدور الذي تقدمه تلك المشاريع للإنسانية ، مؤكدة أن ذلك سيضمن إيجاد دعم مالي ومعنوي حتى وإن واجهة تلك المشاريع أزمات وصعوبات مؤقتة.

وحضر المحاضرة رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ورئيس ديوان ولي عهد أبوظبي الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، ورئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، وعدد من الشيوخ والوزراء وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي وكبار المسؤولين وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة،  وقدمت المحاضرة الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي رزان خليفة المبارك .