لحظة سكب سانتوس البنزين على القاضية تاتيانا موريرا ليما والتهديد بإضرام النار

أوقفت الشرطة البرازيلية أحد المواطنين بعدما هدَّد بإضرام النيران في قاضية حال عدم إعلانها براءته من الاعتداء على زوجته، وأظهرت لقطات مثيرة تقييد المجني عليها على الأرض داخل محكمة تقع غرب ساو باولو، مع تهديد الجاني بإشعال القداحة التي يحملها في يده، وعثرت قوات الأمن بحوزته على قنبلة مولوتوف.

وأجهز "خوسيه دوس سانتوس" (36 عاماً) على القاضية تاتيان موريرا ليما واتخذها رهينة للحظات قبيل بدء النظر في الدعوة القضائية المتهم فيها بالاعتداء على زوجته، واستمرت الواقعة المرعبة لمدة 20 دقيقة في المحكمة وتم تصويرها بواسطة ضابط شرطة، وتبيّن أن سانتوس كان يتطلع لأن يصبح أول انتحاري في البرازيل وكان يحمل في حقيبته قنبلة مولوتوف، في الوقت الذي كان من المقرر مثوله أمام المحكمة في جلسة استماع إثر حادث العنف المنزلي الذي ارتكبه ضد زوجته.

وبمجرد دخوله مبنى قاعة المحكمة أحدث حريقًا صغيرًا عند المدخل، قبل أن يتمكن من الإفلات من نيران أحد ضباط الأمن، واقتحام مكتب القاضية وطرحها على الأرض ثم سكب البنزين عليها، ووفقاً للتقارير، فإن سانتوس كان يحمل ضغينة تجاه القاضية ليما التي أدانته بتهمة العنف المنزلي العام 2013.

وكان سانتوس واضحاً في أنه قد جاء لإعلان براءته وضرورة قيام القاضية بالعدول عن قرارها والتأكيد على أنه غير مذنب لأنه ليس رجل عنيف، وفي اللقطات الأولي، ظهر وهو يتساءل بهدوء عما إذا كان الضابط  يقوم بتصويره، مطالباً بوجود التلفاز، ثم بدأت الفوضى تسود أرجاء المكان واحتجز القاضية مع الصياح بأنه ليس مجنوناً، وأجبرها على الإعتراف تحت التهديد بالحرق وهي تصرخ بأنه ليس مجنونًا، كما صاح غاضباً في وجهها متسائلاً هل هو مذنب بارتكاب جريمة، لتجيب القاضية بالنفي مع حثّ المتهم من قبل الضباط على ضرورة الحفاظ على الهدوء.

ووجَّه سانتوس رسالة إلى ابنته "ديانا" قائلاً إنه يحبها وسيظهر لها الحقيقة بأنه بريء، كما طلب من رجال الشرطة تصويره وهو يقيد القاضية على الأرض بينما تكرر لابنته أنه بريء وقد امتلئت عيناها بالدموع، فيما طالبها بالإعلان عن منصبها داخل المؤسسة، لتقول وهي تبكي في خوف بأنها قاضية، واستعد الضباط للهجوم عليه من أجل تحرير القاضية ليما.

ومع استغلال انشغاله بعدسات الكاميرا، فقد انقضت عناصر الشرطة عليه في هجوم غير متوقع، تبعته حالة من الفوضى ظهرت في التسجيل الذي أوضح نجاح تحرير القاضية التي هرعت إلى بر الأمان، وانقض الضباط على الرجل الذي ظل يردد أنه بريء، واستطاعوا تكبيل يديه، ووفقاً لإدارة الأمن العام في ساو باولو، فقد تم إطلاق سراح المشتبه به من المستشفى عقب القبض عليه، بعدما كان قد جرى نقله إلى مركز طبي يخضع فيه للفحوص الطبية.

وسيتم نقله إلى السجن لتبدأ بعدها تحقيقات الشرطة، أما القاضية ليما المتأثرة نفسياً بشدة، فقد تم نقلها بعد الحادث إلى مستشفي ألبرت اينشتاين في ساوباولو من أجل إجراء الكشف الطبي عليها، وخرجت في اليوم ذاته بعد ثبوت عدم معاناتها من أية إصابات جسدية، ولكنها لا تزال مصدومة من جراء الحادث.