كانبرا - ريتا مهنا
كشفت الشرطة الأسترالية عن مجموعة من الرجال والفتيان في أستراليا يمكنهم تنفيذ عمليات متطرفة في الإطار المحلي، وتم الكشف عن الجماعة المتطرفة باسم مجموعة "أبيلبي"، ضمن التحقيقات التي أجراها برنامج "فور كورنرز" في قناة "اي بي سي نيوز".
وأفاد البرنامج، بأن جماعة "أبيلبي" نجحت في تجنيد المسلح فرهاد جبار التي قتل كورتيس تشينغ الشهر الماضي، ويبلغ عمر أصغر عضو في الجماعة 12 عامًا، أما أكبرهم فيبلغ 48 عامًا، في حين يقع معظم أعضاء الجماعة في مرحلة المراهقة أو أوائل العشرينات.
ولفت البرنامج إلى مشاركة عدد من أعضاء الجماعة في أعمال الشغب في هايد بارك عام 2012، وضمت الجماعة أسماء شهيرة مثل وسيم فياض وحمدي القدسي وسليمان خالد ورابان الو، والذي تعتقد الشرطة أنه أعطى السلاح لجبار لقتل تشينغ، وأحمد نيزماند وعمر جان أزاري ومصطفى ديراني، ومن بين أعضاء الجماعة أيضًا جلال سليمان (19 عامًا) والذي تعتقد الشركة أنه قادر على تنفيذ هجوم متطرف.
وذكر سليمان حسبما أفاد البرنامج، أن الهجمات المتطرفة أصبحت اتجاهًا في أستراليا في وسائل الإعلام الاجتماعية، مضيفًا: "العمليات هي الاتجاه المستخدم وسوف يكون هناك يوم تحدق فيه العيون في رعب".
وتبيّن أن الجماعة المتطرفة حاولت تجنيد صبي عمره (14 عامًا)، ونقل البرنامج عن الشرطة أن أحد أعضاء الجماعة أخبر آخر أنه نظرًا لشدة المراقبة فإنهم يحتاجون إلى "جاهل لقتل كافر"، في إشارة إلى احتياجهم إلى ضم طفل إلى الجماعة، وأوضح الإعلام أن الشرطة عثرت على صور صبي صغير يقف بجوار البنادق عند اقتحام منزله في وقت سابق من هذا العام.
وأفاد رئيس الشرطة الاتحادية الأسترالية لمكافحة التطرف نيل جوغين، بأن 12 رجلًا ممن حاولوا تجني الصبي هم جزء من مجموعة أكبر مكونة من 19 رجلًا وبعضهم في السجن بالفعل، وهم تحت مراقبة شرطة مكافحة التطرف.
وأضاف جوغين: "مما لا شك فيه أن هناك مجموعة صغيرة في سيدني تشارك في أنشطة من شأنها إحداث خلل بالحياة في أستراليا"، ويتعرض أكثر من 30 شخصًا للمحاكمة بتهم تتعلق بالتطرف منذ قيام الشرطة بأكبر مداهمات مكافحة تطرف في أيلول / سبتمبر الماضي في إطار عملية "أبيلبي".
وبيّن غوجين: "شهدت السلسلة الأولى من غارات أبيلبي اعتقال شخص واحد مع تورط عدد من الشرطة، ومنذ ذلك الحين تم حبس 10 أشخاص من المتورطين وتم توجيه أكثر من 30 تهمة لهم".
وأعطت الشرطة أوامر للسيطرة على من هم تحت المراقبة بسبب احتمالية قيامهم بأعمال متطرفة خطيرة، ومن بين من يخضعون للمراقبة نيزماند (20 عامًا) والذي حاول الفرار من أستراليا بجواز سفر شقيقه العام الماضي ولكن أوقفته الشرطة، ويحظر على نيزماند التواصل مع الفتيان في عمر 18 عامًا بما في ذلك طلال علم الدين ورابان ألو، وهما متهمان بإطلاع النار على عامل الشرطة تشينغ في باراماتا غرب سيدني الشهر الماضي، وهي العملية التي نفذها الصبي جبار (15 عامًا).
وتبحث الشرطة في كيفية تحويل المراهق الذي قتل برصاص الشرطة إلى متطرف، وبيّنت نائب شرطة نيو ساوث ويلز كاثرين بيرن: "ما يمكن قوله هو أن لدينا قضية حقيقية في الوقت الحالي حيث نتعامل مع مجموعة صغيرة من الناس الذين أصبحوا راديكاليين كما أنهم يتحولون إلى أحد أشكال التطرف العنيف".
وتأتي هذه الأنباء بعد إجراء استطلاع للرأي بواسطة جريدة "ذا أستريليان"، والذي أظهر أن ثلاثة من كل أربعة أستراليين يعتقدون على نطاق واسع باحتمالية وقوع عمل متطرف على شواطئهم.
وكشف الاستطلاع أن ثلثي الأستراليين لا يعتقدون أن المجتمع الإسلامي يفعل ما يكفي لإدانة الأعمال المتطرفة، في حين انقسم الناس حول ما إذا كان يجب على أستراليا التدخل بإرسال قوات برية في العراق وسورية لمحاربة تنظيم "داعش" الذي أعلنت مسؤوليته عن هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصًا.