الجيش الليبي

أكد اجتماع دول جوار ليبيا احترامه خيارات الشعب الليبي ودعم المؤسسات الشرعية للدولة، وعبّرت مجموعة الاتصال الدولية عن القلق إزاء تزايد العنف في ليبيا، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الليبي بدء المعركة الحاسمة لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة المتطرِّفين.

وأضاف وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، إنَّ الاجتماع الخامس لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، الذي اختتم أعماله، الخميس، في الخرطوم، أكد التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع القاهرة في آب/ أغسطس الماضي، بشأن الاعتراف بشرعية البرلمان والحكومة الليبية، وأنَّ الحوار هو الطريق الأمثل لتحقيق التوافق الليبي- الليبي.

وأشار كرتي، خلال مؤتمر صحافي، إلى أنَّ الاجتماع أكد منع تدفق السلاح إلى ليبيا، حتى لا يتسبَّب ذلك في مزيد من التدهور الأمني في البلاد، وأنَّ الأطراف التي لا تتبنى الحوار كخيار استراتيجي لنبذ العنف لن تكون لها فرصة في المشاركة في الحوار.

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية مصر والنيجر وتشاد والجزائر وتونس بجانب السودان وليبيا.

ومن جانبه، أضاف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في الاجتماع الذي حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ومبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا، ناصر القدوة، ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، وداليتا محمد داليتا، إنَّ ما يبعث على قدر من التفاؤل والإقدام هو نجاح دول الجوار في طرح الإطار السياسي لتسوية الأزمة الليبية، في آب الماضي، في مبادرة جماعية تُعيد الاعتبار لمفهوم ومنطق الدولة والقانون، وتحيّد منطق الميليشيا وممارساتها التي تتنافى كليًا مع متطلبات الحياة العصرية.

وأضاف أنَّ دول الجوار الليبي تمكنت من أنَّ تدفع المبعوث الدولي للأزمة الليبية، برناردينو ليون، نحو الاقتراب من منهجها، فأعلن عن جولة حوار بين أطراف الصراع في ليبيا، بعد تفاهم مع مختلف القوى الليبية على قواعد وأهداف العملية السياسية.

وكانت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا دعت الفرقاء إلى تنظيم جولة جديدة من الحوار والتفاوض، في التاسع من الشهر الجاري، في مناطق شرق ليبيا وغربها.

كما دعت مجموعة الاتصال الدولية من أجل ليبيا إلى حل سياسي وليس عسكري للأزمة، وذلك خلال اجتماع عقد في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، بهدف إيجاد إطار تنسيقي لتعزيز جهود البحث عن حل سياسي مستديم للأزمة الليبية.

وشارك في الاجتماع ممثلون للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ووزيرا خارجيتي النيجر والتشاد، وممثلي دول جوار ليبيا.

كما حضر الاجتماع ممثلو موريتانيا "الرئيسة الحالية للاتحاد الأفريقي"، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، والدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن وإسبانيا وإيطاليا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.

وأدان المشاركون أعمال العنف التي تجري في ليبيا وأعربوا عن اهتمامهم البالغ بالوضع السائد فيها، كما عبّروا عن ارتياحهم لدور الأمم المتحدة المهم والمحوري لمجموعة الاتصال الدولية من أجل ليبيا التي ستعقد اجتماعها الثاني في كانون الثاني/ يناير المقبل على هامش القمة المقبلة للاتحاد.

وميدانيًا، أظهرت لقطات مصورة اللواء خليفة حفتر وقيادات في الجيش الوطني الليبي يتجولون وسط مدينة بنغازي بعدما تمكنت قواته من تحريرها من الميليشيات المتطرِّفة.

وأعلنت الحكومة الليبية أنَّ الجيش الوطني بدأ عملية عسكرية لتحرير العاصمة من قبضة الميليشيات، وطالبت كل من يحمل السلاح من المتطرِّفين إلى تسليم نفسه.

ولفت بيان الحكومة إلى أنَّ الجماعات المتطرِّفة نفذت عمليات اغتيال ممنهجة ضد ضباط سلاح الجو في طرابلس، تمامًا كما فعلت في بنغازي.