11 مليون لاجئ ونازح

بلغ عدد اللاجئين والنازحين السوريين حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر نحو 11 مليون لاجئ ونازح، موزعين على الدول المجاورة لسورية وفي الداخل السوري، مما خلق أوضاعًا مأساوية.

ولا يقتصر على ما يعانيه هؤلاء اللاجئين خلال هذه الأيام على صعيد الموجة الباردة القاسية وحسب، ولكن يضاف إلى ذلك مشكلة ضمان توفير إمدادات الغذاء.

 ويواجه 60 في المائة إشكالية كبيرة في تأمين مصادر مستقرة لتوفير الغذاء لهم، لإقامتهم في مجتمعات مضيفة، وتشردهم عن ديارهم.

 ويعاني أكثر من 1.7 مليون سوري من الجوع لنقص التمويل، وفقًا لمؤشرات المفوضية السامية للأمم  المتحدة لشؤون اللاجئين، مع فقدان مصادر العمل، حيث فقد نحو 2,3 مليون سوري وظيفتهم منذ بدء الأزمة.

وقد توجت تلك التداعيات مع بدايات الشتاء بموجة باردة قاسية مما جعلتهم يعيشون في أجواء تهدد حياتهم.

جاء ذلك في تقرير أصدرته وزارة "التنمية والتعاون الدولي"، الخميس، تعقيبًا على الأزمة المناخية القاسية التي يعشيها اللاجئون السوريون، وأهمية توفير مصادر الغذاء لهم.

وحذرت الوزارة من تهاون المجتمع الدولي تجاه محنة معاناة اللاجئين السوريين، لاسيما في دعمهم لتوفير الإمدادات الغذائية لهم في فصل الشتاء، وهو ما يعني تحقيق سيناريو مأساوي.

وأشار التقرير إلى أنه رغم  أن سورية من الدول المنتجة للحبوب والفاكهة والمكتفية ذاتيًا من الإنتاج الغذائي والزراعي، فإن الأوضاع الراهنة تخلق تحديًا هائلًا على صعيد الأمن الغذائي برمته، حيث تأثرت مستويات الإنتاج الغذائي نتاجًا لتزايد حدة الصراعات وتوقف كبير للعمليات التجارية بشكل سلبي على الدول المجاورة.

كما أثرت موجات النزوح المتلاحقة على كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، وبالأخص منها ذات الصلة  مثل قطاعات الإمداد والنقل والشحن، مما يلامس ويهدد حياة وأوضاع اللاجئين سواء داخل سورية أو حتى النازحين للدول المجاورة.

وشددت "التعاون الدولي" على ضرورة  تضافر الجهود الدولية وتعاون الجميع لتوجيه قوافل إمدادات المساعدات الغذائية، وضمان وصولها لمن حاصرتهم الثلوج وتقطعت بهم سبل الحصول على الغذاء بالطرق التقليدية،مشيرة إلى سكان الحدود والمناطق المقفرة الذين سكنون في خيام.

ووفقًا للمؤشرات الراهنة، يعاني حوالي 9 ملايين من النازحين السوريين واللاجئين في لبنان والأردن وتركيا والعراق من أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة بسبب سوء الأحوال الجوية، لاسيما مع دخول العاصفة الثلجية هدى-زينة المنطقة.

وبدأت العاصفة القطبية الثلاثاء الماضي ووصلت سرعة الرياح في بعض المناطق إلى 110 كم في الساعة مصحوبة بتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية؛ ما أدى إلى موجة برد شديد في مختلف المناطق حيث يتوقع وصول درجة الحرارة في بعض المناطق إلى عشر درجات تحت الصفر.

وجاء إعلان برنامج الأمم المتحدة للأغذية العالمي، وتحديدًا  في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، وقبل فترة وجيزة من بدء شهر الشتاء بمناخه القاسي يفيد بوجود عجز كبير في التمويل، وهو ما سيؤدي حسب توقعات البرنامج لحدوث سلسلة متعاقبة من التخفيضات المباشرة في إمدادات الأغذية الموجهة للسوريين المتضررين.

وتوقع البرنامج انخفاض محتوى سلال الغذاء الممنوحة لحوالي 4 مليون مستفيد بشكل كبير لتصبح 825 كيلو سعر حراري لكل شخص يوميًا تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مقارنة بالمعدل الموصي به في حالات الطوارئ، والمقدر بنحو 2100 كيلو سعر حراري.

ولفت التقرير إلى وجود ما يزيد على 6.5 مليون نازح في الداخل السوري هجروا الديار هربًا إلى أماكن أكثر أمنا مع افتقاد المأوى والغذاء في المناطق الجديدة التي هاجروا إليها.

ويعيش نحو 60 في المائة من اللاجئين السوريين في مجتمعات مضيفة لا يحصلون فيها على الغذاء بشكل كاف، لنقص السيولة النقدية المتوافرة لديهم وارتفاع أسعار الغذاء في تلك المجتمعات ولا يقطنون مباني تقيهم من برودة وقسوة العاصفة الثلجية الحالية.