ضحايا هجمات باريس

كشفت تقارير صادرة عن وسائل الإعلام المحلية، أن أحد المتطرفين المتورطين في ارتكاب الهجوم الذي وقع مساء الجمعة في باريس، تبين بأنه يقطن في الحي الباريسي الجنوبي كوركورونيه، حيث تم التعرف على جثة الرجل الذي قتل في مسرح "باتاكلان" عبر بصمات الأصابع.

وفي السياق نفسه، عثر على جواز سفر سوري كان بحوزة أحد المتطرفين والذي قام بتفجير نفسه خارج ملعب "إستناد دي فرانس" بحسب ما جاء على لسان اثنين من ضباط الشرطة الفرنسيين، على أنه لم يتم التأكد بعد من مدى صحة جواز السفر وهل هو من بين جوازات السفر المزورة والتي اجتاحت أوروبا مع اندلاع أزمة اللاجئين، فيما يعتقد بأن المتطرف الثاني في الملعب لا يتجاوز عمره 15 عامًا.

ووفقًا لرواية الشهود، قيل إنه تم سماع اثنين على الأقل من المتطرفين في مسرح "باتاكلان"، وهم يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة، وهو الأمر الذي أكدته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية اليومية حينما ذكرت أن المحققين لديهم تسجيلات لاثنين من المتطرفين داخل متحف "باتاكلان" وماو يتواصلان عبر اللغة الفرنسية.

وكان الحاضرون في مسرح "باتاكلان" والذين تجاوز عددهم ألف شخص، مروا بلحظات عصيبة حينما اقتحم مسلحون المكان وهم يفتحون النيران بشكل عشوائي على الجمهور الذي كان يشاهد عرضًا موسيقيًا، فيما كان هناك مسلحون آخرون يرددون "من أجلك يا سورية".

وتعرض ثمانية متطرفين خلال الهجوم للقتل، حيث انتحر أربعة منهم داخل مسرح "باتاكلان" عبر تفجير أنفسهم بينما قتل ثلاثة في ملعب "إستناد دي فرانس" لكرة القدم، فيما قتلت الشرطة الفرنسية المتورط الثامن في شارع "فولتاير".

وعبّر بيان صادر السبت عن مجموعة تنتمي إلى "داعش" وتطلق على نفسها "جنود الخلافة"، زعمت فيه مسؤوليتها عن ذلك الهجوم المتطرف الذي استهدف بحسب ما يقول البيان "عاصمة الدعارة والرذيلة".

وهددت الجماعة، أن ذلك هو مصير كل الدول التي تسير على النهج نفسه بحيث ستصبح مستهدفة من قبل تنظيم "داعش"، وأكدت أن ذلك ما هو إلا مجرد بداية.

ومن جانبه، ذكر أحد الشهود والذي كان متواجدًا داخل مسرح "باتاكلان" أنه رأى أحد المتطرفين وكان يرتدي ملابس رياضية سوداء تتخللها خيوط بيضاء، وأضاف أن ما أثار دهشته هو أن ذلك المتطرف كان هادئًا، مؤكدًا أنه لم يكن من بين المتطرفين داخل المسرح من هو يتعدى في العمر 15 عامًا.

وفي أعقاب ذلك الاعتداء الدموي، خرج الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ليؤكد أن "داعش" دبّر كيفية ارتكاب ذلك الهجوم المتطرف.

وأضاف هولاند أنه لم يتم التيقن بعد ما إذا كانت خدمات مكافحة التطرف الفرنسية علمت كيف تم الترتيب لذلك الهجوم الأعنف في أوروبا منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 ، ما يزيد من مخاوف أوروبا  تجاه التقدم الذي يشهده "داعش".

هذا ويشارك ما يزيد عن 500 مقاتل فرنسي مع "داعش" في سورية والعراق وفقًا للإحصاءات الرسمية، وفي الوقت الذي عاد فيه 250 منهم، إلا أن هناك نحو 750 لديهم رغبة في الذهاب.